|
اغتيال القائد الميداني رائد جندية استحقاق لتحالف حماس مع قطر
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 19:16
المحور:
القضية الفلسطينية
بات واضحاً ، وبالدليل القاطع أن السمة الرئيسية لنهج حكومة حماس ولجهازها الأمني ، هو قمع الرأي الآخر ، وتصفية كل من يقصف المستوطنات الصهيونية بالصواريخ ، أو اعتقاله . وعلى سبيل المثال لا الحصر ، نشير إلى المعطيات التالية التي تؤكد السمة المذكورة ، لجهاز حكومة حماس الأمني : أولاً : إقدام أمن حكومة حماس على قتل القائد الميداني في الجهاد الإسلامي رائد جندية – أحد أبرز المطلوبين للعدو الصهيوني- في الثاني والعشرين من شهر حزيران / يونيو الجاري ، وإقدام هذا الجهاز أيضاً ، على محاولة دهس ، أحد قادة الجهاد الإسلامي محمد الحرازين، أثناء تشييع جنازة الشهيد جندية . ولفت انتباه المراقبين ، التصريح الخبيث ، للناطق العسكري باسم جيش العدو الصهيوني أفيخاي درعي ، الذي امتدح فيه حماس لإقدامها على قتل رائد جندية ، ولحفاظها على التهدئة مع ( إسرائيل ) ثانياً : الإعلان بمكبرات الصوت بعد استشهاد جندية ، لإلقاء القبض على كل من يخطط لقصف اسرائيل بالصواريخ. ثالثاً: إقدام أمن حماس على اعتقال أحدى أبرز قادة سرايا القدس – الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ، هشام سالم بتاريخ 25 آذار – مارس الماضي ، بتهمة نشر التشيع ، واللافت للنظر أن حكومة حماس وأمنها – ويا للأسف – باتت تروج لفزاعة التشيع التي تعمل على تسويقها ، أطراف في النظام العربي الرسمي خدمة للمخطط الأمريكي ، الذي يعمل على حرف بوصلة التناقض ليصبح مع الشيعة وإيران وحزب الله ، وليس مع العدو الصهيوني . رابعاً : إقدام أجهزة أمن حماس على اعتقال الكاتب الصحفي ابراهيم أبراش لفترة من الوقت ، في مطلع الشهر الجاري على خلفية انتقاده لمواقف ، وتصريحات ، وزيارة الشيخ يوسف القرضاوي لقطاع غزة ، ولزيارة أمير قطر لغزة ، وذلك في مقال تحت عنوان ( غزة لا تمنح صكوك الغفران لأحد ) وصف فيه الشيخ القرضاوي ، بأنه مفتي الفتن ، والحرب الأهلية ، والمنظر الديني لسياسة الفوضى الهدامة الأمريكية . وتساءل في ذات المقال : " كيف يستقيم الحديث عن المقاومة والجهاد ، مع التحالف غير الندي ، مع أمير قطر ، الحليف الاستراتيجي والصديق المخلص لإسرائيل ؟" خامساً :إقدام أجهزة أمن حكومة حماس ، على اعتقال عدد من أعضاء الجبهة الشعبية ، في التاسع والعشرين من شهر نيسان الماضي على خلفية توزيع بيان ، ينتقد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حكومة حماس ، بفرض الضرائب الباهظة على المواطنين الفلسطينيين . سادساًً: إقدام شرطة حماس ، على قمع مظاهرة نظمها أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في خان يونس ، في السابع من شهر أيار/ مايو الماضي ، تضامنا مع سوريا ، ضد القصف الإسرائيلي لموقع جمرايا في العاصمة السورية دمشق . سابعاً : تهديد أعضاء هذا الجهاز ، من خلال مواقعهم الإلكترونية بكلمات نابية ، كل من تسول له نفسه ، العودة للاعتصام تضامناً مع سوريا في مواجهة العدوان الصهيوني . ثامناً : عملية القرصنة التي قام بها هذا الجهاز ، على موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الرابع عشر من شهر حزيران/ يونيو الجاري . تاسعا : إصرار حكومة حماس على فرض برنامجها الاجتماعي على أبناء قطاع غزة ، وعلى غير صعيد ، تحت عنوان الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية . وقد يقول قائل : لا يزاودن أحد على حماس ، فهي التي هزمت العدو الصهيوني في تشرين ثاني ، من العام الماضي ، عندما دكت تل أبيب والقدس والمستوطنات في جبال الخليل . وأرد عليه بالقول : ألف مرحى لكتائب القسام التي لقنت العدو درساً لن ينساه ، وألف مرحى لها ، وهي متمسكة بالبندقية والثوابت الوطنية وعلى رأسها تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ورفض الولوج في التسويات ، وألف مرحى لها وهي متمسكة بتحالفها مع حزب الله وإيران وعدم نكرانها الجميل ، ألف مرحى لها وهي تعلن " أنها حاربت العدو الصهيوني ، بسلاح إيران وحزب الله ، وليس بأموال قطر . وأضيف بالقول : لا بد من التفريق هنا بين الجهاز الأمني لحماس وبين كتائب القسام - الحريصة على كل نقطة دم فلسطينية مقاومة - فهذا الجهاز الأمني لا يعمل من تلقاء نفسه ، بل بتوجيه من قيادته السياسية ، التي باتت تنسق خطواتها ، مع تحالفاتها الجديدة وتحديداً مع قطر والحكومة المصرية ، بعد أن نقلت البندقية من كتف لأخرى. فقطر لا حاجة لشرح دورها كأداة ، أو مقاول باطن لتنفيذ المشروع الصهيوأميركي في المنطقة ، ولعل دور حمد بن جاسم الأخير في قضية التنازل ، عما تبقى من الأرض الفلسطينية ، واضح للعيان ومن ثم فإن قطر تسعى لدفع حماس ، للتراجع عن نهجها المقاوم وعن لاءاتها المعروفة ، بشأن الاعتراف (بإسرائيل ) وأوسلو وخارطة الطريق . صحيح أن حماس لم تعلن صراحةً تراجعها ، عن موقفها حتى اللحظة ، لكن نخشى في ضوء بعض المعطيات سالفة الذكر وأبرزها ، إقدام شرطة حكومة حماس ، على قتل القائد الميداني في حركة الجهاد الاسلامي رائد جندية ، أن تنطبق عليها مقولة : من يدفع للزمار يحدد النغمة. فقطر ليست جمعية خيرية ، تدعم حماس لوجه الله تعالى ، بل لها مآربها باتجاه الدفع بحماس ، للسير في الاتجاه المعاكس لنهجها السابق ، بينما كانت أطراف حلف " المقاومة والممانعة " وهي ايران وحزب الله وسوريا ، تدعم حماس ، على أرضية نهج المقاومة ، ورفض الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية ومقاومتها وبحكم القواسم المشتركة ، ضد العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية . والنظام المصري في ضوء أزمته الراهنة ، وفي ضوء التزاماته المعلنة باتفاقات كامب ديفيد ، معني بالحفاظ على الجانب الأمني مع الكيان الصهيوني ، ومن ثم فإنه وفي ضوء علاقته الراهنة مع الولايات المتحدة ، والتي يسعى إلى تطويرها لتصل إلى درجة " التحالف " يسعى إلى إدامة ، وتأبيد الهدنة ، التي وقعتها حماس مع العدو الصهيوني بوساطة مصرية ، حيث تشير المعطيات إلى أن حكومة حماس ، تتساوق مع النهج الحاكم في مصر ، بشأن إدامة التهدئة . إن هذا النهج لحكومة حماس وجهازها الأمني ، بات ينذر بانفجار وشيك في قطاع غزة ، خاصةً بعد أن أعلنت حركة الجهاد الإسلامي ، قطع كل صلاتها مع حليفتها السابقة حركة حماس وبعد أن ظلت أمينة لتحالفها مح حزب الله وإيران ، وبعد أن رفضت الزج بنفسها في الأزمة السورية . وكم كبرت حركة الجهاد الإسلامي ، في عيون شعبنا الفلسطيني عندما أعلنت ، أن الرد على اغتيال ، أحد أبرز قياداتها الميدانية على يد شرطة حماس ، لا يكون بالاقتتال ، والاحتكام للسلاح ولا بإشعال فتيل حرب أهلية ، بل بإطلاق رشقات من الصواريخ على العدو الصهيوني .
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في مواجهة الإجراءات التهويدية للنقب
-
مرسي يتسول ود أمريكا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق
-
انكفاء مصر في عهد مبارك والأخوان سهل مهمة (إسرائيل) في حوض ا
...
-
مسلسل المصالحة الفلسطينية وسراب الصحراء
-
الحصار المصري الرسمي لغزة لا يزال مستمراً
-
في الذكرى أل (65) للنكبة : العودة تقترن بتحرير فلسطين
-
نريد قيادات تتصدى لمهزلة - تبادلية - حمد بن جاسم
-
حلف شيطاني بين الإرهابيين في سوريا وبين العدو الصهيوني
-
نحو إعادة الاعتبار لخيار المقاومة ونبذ خيار المفاوضات
-
في خندق سوريا في مواجهة العدوان الأطلسي
-
الوعي بالقضية الفلسطينية في مدارس الأونروا
-
مغزى وأبعاد التصعيد النووي الكوري الشمالي
-
نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة ...ولكن ؟
-
في ذكرى يوم الأرض ... الاحتلال إلى زوال
-
صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة
-
لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
-
لا خير يرتجى من زيارة أوباما
-
الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف
-
استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال
-
في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة : دروس الوحدة واستخلا
...
المزيد.....
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
-
التشيك.. زيلينسكي ناقش مع وزير الخارجية استمرار توريد الذخائ
...
-
الجيش الإسرائيلي يحقق بـ-مزاعم- مقتل رهينة لدى حماس، ومئات ا
...
-
مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي طال و
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تسقط صاروخين و27 طائرة مسيرة أوكراني
...
-
سقوط صاروخ -ستورم شادو- في ميناء برديانسك في زابوروجيه
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|