أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاعرج بوجمعة - نهاية التاريخ فكرة قابلة للتكذيب.














المزيد.....


نهاية التاريخ فكرة قابلة للتكذيب.


الاعرج بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 03:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يتبادر إلى ذهن القارئ بأن المقصود بنهاية التاريخ التي قال بها فوكوياما منذ عقود، النهاية المادية للتاريخ، على اعتبار التاريخ ركاما من الأحداث، ومن تم نهاية لهذه الوقائع والأحداث التي يتشكل منها التاريخ. لكن الذي يقصده فوكوياما بهذه القولة التي شكلت شق أساسي من عنوان لكتاب له يحمل اسم: "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"، لا يتعلق بالتاريخ الواقعي، وإنما نهاية مضادات الدولة الليبرالية الديمقراطية، الأفكار الشيوعية بزعامة الفكر الماركسي وكذلك الفاشية الإسلامية. نحن اليوم أمام حرب باردة في ثوب جديد؛ هذه الحرب أساسها ثقافي، أي صراع بين الثقافات؛ الثقافة الغربية بشتى ألوانها والثقافة العربية الإسلامية. إذن فنهاية التاريخ حسب فوكوياما لا تعني أن التاريخ سيتوقف عن السير مادامت هناك حياة إنسانية موجهة لأحداثه، وإنما المقصود أن التاريخ انتهى، أي لن يكون له إلا اتجاه واحد هو السير نحو الديمقراطية التي شهدنا انطلاقتها مع الثورة الفرنسية، وبالتالي السير نحو الدولة الليبرالية الديمقراطية. أي نهاية الصراع الدولة الديمقراطية مع أضدادها المتمثلة في الممارسة الاستبدادية.
ثم الشق الثاني من المقال معنون بقابلية التكذيب، أي فكرة نهاية التاريخ قابليتها للتكذيب والتفنيد، وأقصد المنهج الذي اتبعه كارل بوبر في نقده للمذاهب التاريخية، لديه كتاب يحمل عنوان: "عقم المذهب التاريخي"، إذن المقصود بالمنهج هو ذلك النقد؛ أي القوة المحركة لنمو المعرفة، ليس هنالك معيار للحقيقة، الصدق، وإنما هناك ما يشبه معيار الخطأ.
بوبر في إطار نقده للمذاهب التاريخية وجه نقدا لكلل المذاهب التي تقول "إن للتاريخ خطة، ويمكن التنبؤ بمسار التاريخ" (بوبر: أسطورة الإطار). نقد بوبر طال كذلك المذاهب الروحية، نقصد هنا نقده لعقيدة الشعب المختار التي تفترض أن الله اختار شعبا واحدا كأداة منتقاة لإرادته، وأن هذا الشعب سيرث الأرض. وقد جاء في التلمود ما يلي:"كل اليهود مقدسون، كل اليهود أمراء لم تخلق الدنيا إلا لحماية يسرائيل، لا يدعي أحد أبناء الإله إلا جماعة يسرائيل". إذن هناك خطة مرسومة للتاريخ يسير نحوها. حسب بوبر هناك نزعة عرقية تحكم التاريخ، عدم الإيمان بالأعراق الأخرى. هنا نضطر إلى استخدام منهج بوبر لتفنيد هذه الفكرة بقيم كونية يناشدها الغرب كالديمقراطية والمساواة والإخاء.. وهي أهم قيم قامت عليها الثورة الفرنسية. الغرب الذي يتبجح بهذه القيم أين نحن كعرب، كمسلمين، من مسرح التاريخ هل نأخذ بالقول المأثور (حلال عليكم حرام علينا). باسم الديمقراطية والمساواة يجب أن نكون سواسية (لا فرق بين غربي على عربي على أمازيغي، إلا بالعمل). اليهود شعب الله المختار تجاهل الشعوب الأخرى يقول هو كذلك بحتمية التاريخ ووصوله إلى سيادة هذا الشعب كنهاية. الفكرة نفسها بثوب جديد نجدها لدى فوكوياما الذي قال بفكرة نهاية التاريخ، إذن الذي حرك فوكوياما ليس دافع عرقي كاليهود وإنما دافع سياسي بالأساس. وهو خدمة الدولة الليبرالية في ثوبها الرأسمالي الفاحش. يعني بعد الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وانهيار جدار براين، كل هذه العوامل تضافرت لصعود القطب الواحد بزعامة الولايات المتحدة. أصبحت هذه الأخيرة تبحث عن عدو جديد فكان الإسلام هو الفريسة التي انقض عليها التكالب الرأسمالي، لأن الإسلام هو دين كوني أصبح يهدد العالم وبالتالي لابد أن تجد حلا لإفراغ محتواه من الداخل، فكانت أحداث 11 سبتمبر2001 هي البداية؛ إن لم نقل قضية سياسية مفتعلة لتستهدف الإسلام والمسلمين. هنا نجد هنتعنتون صاحب كتاب "صدام الحضارات" يقول "إن صدام الحضارات ما هو إلا صدام قبلي على مستوى عالمي". يقرر كذلك هنتغنتون أن الحروب العقائدية التي شكلت جوهر الحرب الباردة قد تحولت اليوم إلى حروب حضارات، وفي القلب من صدام الحضارات عند هنتغنتون يأتي الصراع التاريخي بين الإسلام والمسيحية.
إذن حاولت من خلال منهج كال بوبر في النقد إلى إخضاع فكرة نهاية التاريخ للتكذيب، ونقول بأن ليس هنالك نهاية أو سيطرة بقدر ما هنالك تعايش وحق في العيش وحق في الديمقراطية المنتظرة (بلغة جاك دريدا). فكرة نهاية التاريخ التي قال بها فوكوياما فكرة سياسية تخدم مصالح جماعة معينة أو دولة معينة. نحن اليوم في أمس الحاجة إلى براديغم جديد "براديغم الاعتراف"؛ يعني يجب على الدول العظمى المهيمنة أن تدخل في حوار مع الدول الفقيرة، دول عالم الثالث، لتحرير وثيقة وشهادة الاعتراف. هذا رهين بنشر ثقافة ديمقراطية في مقابل نزعة عرقية غربية. وكذلك في مقابل انغلاق وخنوع دول العالم الإسلامي. بالفعل ما يعاب على الإسلاميين وليس الإسلام. هو لجوؤهم إلى طرق لا تعكس الصورة الحقيقية للإسلام من قبيل الجهاد. يعني غياب ثقافة الحوار لدى المسلمين وحضور ثقافة القصاص، يعني العين بالعين والبادئ أظلم. هذه فرصة لنقد هذه الثقافة عن طريق المنهج البوبري، ثقافة إسلاموية سياسية لا تمت للإسلام بصلة. الإسلام كما ورد في الكتاب هو دين كوني، ليس حكرا على المسلمين، كذلك ناسخ للديانات السابقة، دين حاورهم بالتي هي أحسن.



#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة العدالة عند أفلاطون.
- الاهتمام بالتراث مسألة أصول أم ردة فكرية.
- رجل بدون قضيب n homme sans phallus
- في الجنس ينعدم الوعيي.
- مرض الاكتئاب وأنواعه.
- لماذا صحبة الحيوان؟؟
- التديّن اللامشروع .
- لماذا الفلسفة؟؟
- مهاجرون إلى بلاد الحرية.
- من أنا؟ حوار مع الفلاسفة.
- من مجتمع القطيع إلى مجتمع الحرية.
- فوبيا الامتحان phobie de lexamen
- الحكام العرب وفكرة الطوطمية.
- الحقيقة الغائبة عن المواطن المغربي.
- سيكولوجية الانفعال


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاعرج بوجمعة - نهاية التاريخ فكرة قابلة للتكذيب.