|
في مواجهة الإجراءات التهويدية للنقب
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 20:42
المحور:
القضية الفلسطينية
في مواجهة الإجراءات التهويدية للنقب بقلم : عليان عليان دخل العدو الصهيوني ، مرحلة جديدة في تهويد النقب ، عنوانها تهجير العرب من مدن وقرى النقب ، لإحداث خلل في الميزان الديمغرافي في منطقة النقب لصالح اليهود ، وذلك بعد أن تبين له ، أن نسبة التكاثر لدى المستوطنين ، أقل بكثير ، من نسبة التكاثر لدى العرب . ففي المراحل السابقة ، كان العدو الصهيوني ، يعمل على تعديل الميزان الديمغرافي ، لصالح اليهود ، من خلال مصادرة الأراضي وإقامة المشاريع المتطورة ، لزرع المستوطنين فيها ، لكنه في هذه المرحلة اشتق أسلوباً جديداً ، ألا وهو تهجير العرب ، والكثافة السكانية العربية من مناطق التطوير ، ودفعهم للسكن ، في مناطق لا تتوفر فيها أية خدمات. وقد كشف النقاب ، في الثالث عشر ، من شهر حزيران الجاري عن مخطط إسرائيلي ، لتهجير (50) ألف فلسطيني من النقب ، تنفيذاً لقانون برافر الصهيوني ، ما يستدعي حشد الجهود ، لإفشال مخطط تفريغ النقب ، وخاصة المناطق الحيوية فيه ، من سكانه الأصليين العرب الفلسطينيين ، وإسكان مستوطنين مكانهم . وهنا لا نريد أن نسدي نصائح لأهلنا ، والقوى الوطنية في مناطق 1948 بشأن أساليب التصدي ، للخطط الصهيونية ، فهم أساتذة في النضال ونتعلم منهم ، ويسجل لهم صمودهم في الوطن ، وحفاظهم على هويتهم وما تبقى من أرضهم ، وهم يعرفون ، كيف يشتقون أساليبهم النضالية الجديدة.
إنما نطالب جماهير الشعب الفلسطيني ، في الضفة الغربية وقطاع غزة أن تتحرك عبر مسيرات غاضبة ، واعتصامات جماهيرية ، عند ما يسمى بالخط الأخضر ، تضامناً مع مسيرات أهلنا في مناطق 1948 التي دعت إليها لجنة التوجيه الوطني ، أمام المؤسسات الرسمية الإسرائيلية ، وذلك للتأكيد على وحدة الشعب ، والأرض الفلسطينية في هذه المرحلة المصيرية ، التي يمر بها النقب ، والتي ستحسم مصير النقب والنقباويين ، مرةً وإلى الأبد – على حد تعبير بيان لجنة التوجيه الوطني- . كما يتوجب ، على جماهير الشعب الفلسطيني في الشتات ، أن تنجز مسيرات موازية ، لمسيرات أهلنا في النقب والجليل والمثلث ، وأن ترفع المذكرات للأمم المتحدة ، لفضح المخططات الصهيونية الرامية للاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية ، ولمطالبتها بالتدخل لصالح سكان البلاد الأصليين . ويأتي هذا الأسلوب الاستعماري الاستيطاني ، مكملاً لنهج عنصري سابق ، ممثلاً بعدم الاعتراف بعشرات القرى ، في منطقة النقب ومن ثم حرمانها بالكامل ، من أية خدمات ، حيث لجأت حكومة العدو إلى هدم بعضها مراراً وتكراراً ، لكن أبناء النقب الأشم ، أعادوا بنائها كاشفين عن إصرار لا يلين ، حول تشبثهم بأراضيهم وبلداتهم ، ولعل مثال قرية العراقيب الفلسطينية ، التي هدمها العدو الصهيوني (50) مرة وأعاد أهلها بنائها خمسين مرة ، خير شاهد ، على تمسك أهلنا في النقب بعروبة النقب وبعروبة فلسطين . وهذه المرحلة من تهويد النقب ، تعود جذورها التهويدية إلى عام 1992 عبر مخططات ، لمصادرة أكبر نسبة من أراضي النقب ، وإلى سلسلة مؤتمرات يهودية لتطوير " تهويد " الجليل والنقب ، آخرها المؤتمر الذي عقد عام 2009 ، بحضور ما يسمى برئيس دولة ( إسرائيل ) شمعون بيريز ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ، ومندوبين عن مختلف القطاعات الاستيطانية والصناعية والتعليمية الصهيونية. ونجم عن هذا المؤتمر ، خطط لتنفيذ ، مشاريع عملاقة للبنية التحتية لربط المستوطنات بعضها ببعض ، وبناء مستوطنات جديدة لاستيعاب مئات الآلاف من المستوطنين ، وإقامة مناطق صناعية جديدة. كما أعلن بعد انعقاد المؤتمر ، عن خطة جديدة لاستقدام مليون مستوطن يهودي ، يتم إسكان نصفهم في منطقة الجليل ، ونصف مليون آخر في منطقة النقب . كما تضمنت المرحلة الأولى من خطة تطوير " تهويد " الجليل والنقب لعام 2009 ، بناء آلاف الوحدات السكنية للجنود المسرحين ، والعمل على توسيع الخطة تباعاً ، في الفترة ما بين 2009 و 2014 ، لتتضمن إقامة مستوطنات جديدة ، وتوسيع المستوطنات القائمة ، وتنفيذ مشاريع بنية تحتية " سكك حديد ومطارات وشق شوارع جديدة ألخ " . والهدف الرئيسي من هذه الخطة ، وسابقاتها والتي تبلغ كلفتها التقديرية حوالي (50 ) مليار دولار ، هو إحداث تغيير في المعادلة الديمغرافية التي لا تزال تميل لصالح العرب ، في هذه المناطق ، وتشديد الخناق على المدن ، والبلدات والقرى ، والأحياء العربية ، لمنع تطورها وشطب أية إمكانية للحديث ، عن عودة جزئية للاجئين الفلسطينيين إلى مناطق الجليل ، والمثلث ، والنقب ، وبقية المدن العربية في مناطق 1948 . وهذه الإجراءات الإسرائيلية ، هي امتداد لمخططات تهويد النقب التي وضعتها حكومة العدو عام 1992 ، حيث تضمنت المخططات الصهيونية آنذاك ، إنشاء مشروع ، يستوعب (400 ) ألف مهاجر يهودي في النقب وتحديداً في المنطقة الواقعة ، بين بئر السبع ، وعراد وديمونة ورمات حويب ، وخلق بنى هيكلية ، وأماكن عمل لاستيعاب المهاجرين اليهود . وفي إطار تلك المخططات ، تم حصر عرب النقب ، حوالي (170 ) ألف نسمة ، في عدد من التجمعات السكانية ، وصودرت معظم أراضيهم الزراعية ، التي وصلت عام 1948 ، إلى حوالي (3) ملايين دونم ولم يبق منها بيد العرب ، سوى أقل من (150 ) ألف دونم.
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مرسي يتسول ود أمريكا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق
-
انكفاء مصر في عهد مبارك والأخوان سهل مهمة (إسرائيل) في حوض ا
...
-
مسلسل المصالحة الفلسطينية وسراب الصحراء
-
الحصار المصري الرسمي لغزة لا يزال مستمراً
-
في الذكرى أل (65) للنكبة : العودة تقترن بتحرير فلسطين
-
نريد قيادات تتصدى لمهزلة - تبادلية - حمد بن جاسم
-
حلف شيطاني بين الإرهابيين في سوريا وبين العدو الصهيوني
-
نحو إعادة الاعتبار لخيار المقاومة ونبذ خيار المفاوضات
-
في خندق سوريا في مواجهة العدوان الأطلسي
-
الوعي بالقضية الفلسطينية في مدارس الأونروا
-
مغزى وأبعاد التصعيد النووي الكوري الشمالي
-
نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة ...ولكن ؟
-
في ذكرى يوم الأرض ... الاحتلال إلى زوال
-
صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة
-
لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
-
لا خير يرتجى من زيارة أوباما
-
الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف
-
استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال
-
في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة : دروس الوحدة واستخلا
...
-
نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|