أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - الذكري 24 لانقلاب 30 يونيو 1989م















المزيد.....

الذكري 24 لانقلاب 30 يونيو 1989م


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 15:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



عندما تعود بنا الذاكرة الي الانقلاب المشئوم الذي حدث صبيحة يوم الجمعة: 30 يونيو 1989م الذي اذاع فيه رئيس مجلس الانقلاب البشير بيانه والذي جاء فيه: رفع المعاناة عن الجماهير، وفك عزلة السودان الخارجية، وتحقيق السلام ودعم القوات المسلحة، نلحظ انه بعد 24 عاما زادت المعاناة علي الجماهير والتي فقدت ابسط مقومات الحياة مثل: مجانية التعليم والعلاج وتزايد نسبة الفقر التي وصلت الي 95%، واصبحت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية اكثر سوءا بعد انفصال الجنوب. وتم تدمير المشاريع الزراعية والصناعية بعد سياسة الخصخصة التي اتبعها النظام وتشريد العاملين والتي آخرها خصخصة مصانع السكر،. كما فقدت البلاد سيادتها الوطنية حتي اصبح كل من هب ودب يتدخل في شئونها الداخلية، كما ازداد لهيب الحرب بعد انفصال الجنوب والتي اتسعت لتشمل: دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. اضافة الي تدمير الخدمة المدنية والقوات النظامية التي فقدت الالاف من خيرة كوادرها المؤهلة والمدربة نتيجة للفصل السياسي والتعسفي. والفشل في حماية سيادة البلاد جوا وبرا وبحرا، كما ازدادت عزلة السودان الخارجية بسبب سياسات النظام الخرقاء الداعية للحرب ونقض العهود والمواثيق كما حدث في اتفاق النفط الأخير مع دولة جنوب السودان، والالغاء الرسمي لزيارة نافع علي نافع لامريكا، واصبح رأس النظام مطلوبا أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب في دارفور.كما يتصاعد الرفض الداخلي والخارجي علي انظمة الاسلام السياسي في مصر والسودان وتركيا.
ومن جانب آخر اتسعت المعارضة الجماهيرية والعسكرية للنظام، كما حدث في الاضرابات والوقفات الاحتجاجية للاطباء والمعلمين والعاملين والصحفيين والطلاب والمزارعين ومتضرري السدود، واحتجاجات المواطنين ضد بيع ونهب اراضيهم كما حدث في امدوم وولاية سنار، كما يتصاعد النشاط الجماهيري من خلال الندوات في اطار برنامج المائة يوم لتصعيد المقاومة ضد النظام، اضافة الي نشاط السودانيين في الخارج في الحملة العالمية لاسقاط النظام، والمواكب التي دعت لها في 30 يونيو 2013م، واستعداد الجماهير في الداخل لمقاومة الزيادات المتوقعة علي المحروقات والسكر والدقيق ، والتي مهد لها رئيس الجمهورية في خطابه الأخير امام مجلس شوري الوطني.
* طبيعة نظام الاسلام السياسي في السودان:
مايميز هذا النظام أنه جاء بانقلاب عسكري تم بتخطيط كامل من قيادة الجبهة الاسلامية ومشاركة مليشياتها في العملية الانقلابية، ولكن سياساته الاقتصادية لم تخرج عن طريق التنمية الرأسمالية التقليدي الذي سارت عليه حكومات مابعد الاستقلال المدنية والعسكرية، رغم شعارات الاسلام التي رفعها، فهي تنمية مستندة علي الفكر التنموي الغربي: " تحرير الاقتصاد والاسعار، اقتصاد السوق، الخصخصة أو تصفية مؤسسات القطاع العام وبيعها بأثمان بخسة لمحاسيب النظام، التخفيضات المتوالية للعملة، الاعتماد علي سلعة واحدة " البترول" ، والذي تم فقدان 70% منه بعد انفصال الجنوب ، ديون خارجية بلغت 43 مليار دولار...الخ"، ولايغير من ذلك ادخال نظم مثل: السلم في الزراعة والزكاة وتجربة البنوك الاسلامية وشركات الاستثمار الاسلامية، فالبنوك الاسلامية، كما هو معروف، استغلت الشعار الاسلامي للحصول علي سيولة كبيرة استخدمت في صفقات تجارية قصيرة المدي بأسلوب المرابحة، ولم تساعد الاستثمار ولم تقدم بديلا وظيفيا لسعر الفائدة. بل تمّ الرجوع الي القروض الاجنبية بسعر الفائدة كما تم في القرض الكويتي الأخير الذي اجازه المجلس الوطني.
ولكي يبقي هذا النظام في السلطة قام بتشريد الالاف من النقابيين والمعارضين السياسيين ومارس ابشع اساليب القمع والتعذيب ضدهم، كما دمر كل الفئات الرأسمالية المنتجة المعارضة لتوجهاته، ودمر الانتاج الزراعي والصناعي ومؤسسات السكة الحديد ومشروع الجزيرة والنقل النهري والخطوط الجوية السودانية والنقل النهري...الخ، كما دمر التعليم ومؤسساته العريقة، وتم فرض مناهج ذات صبغة ايديولوجية ضيقة الافق كان من نتائجها الانخفاض الهائل الحالي في مستوي التعليم في البلاد.
اضافة للاستيلاء علي السلطة تم التمكين في الارض للرأسمالية الطفيلية الاسلاموية والتي تضاعفت ثرواتها بشكل هائل بعد الانقلاب وكان من اهم مصادر تراكمها الرأسمالي: نهب اصول القطاع العام، اصدار قانون النظام المصرفي لعام 1991م والذي مكن لتجار الجبهة ولمؤسساتها من الهيمنة علي قمم الاقتصاد الوطني، والتسهيلات والرخص التجارية من وزارة التجارة والبنوك التجارية والاعفاء من الضرائب، والاستيلاء علي شركات التوزيع الأساسية وتمليكها لتجار وشركات الجبهة الاسلامية، والمضاربة في العقارات، والاستثمار في مشاريع الزراعة الآلية، والاستيلاء علي مؤسسات تسويق الماشية، اضافة لنهب عائدات البترول والذهب والجبايات واقفار المزارعين، ودعم رأس المال الاسلامي العالمي، اضافة للاستثمار في التعليم والصحة والذي اصبح مصدرا للتراكم الرأسمالي.
وبالتالي، فان طبيعة هذا النظام الشمولي والذي يتجه بعد انفصال الجنوب للمزيد من القمع ومصادرة الحريات واستغلال الدين في السياسة وفرض الدولة الدينية الظلامية التي تلغي التعدد الثقافي واللغوي والديني..الخ مما يؤدي للمزيد من تمزيق ماتبقي من الوطن، اضافة لنهب موارد البلاد لمصلحة شريحة طبقية ضّيقة.
هذا النظام اصبح يشكل خطرا ماثلا علي وحدة ماتبقي من البلاد و سيادتها الوطنية، بحيث يصبح من الضروري تشديد المقاومة وقيام اوسع تحالف وجبهة من اجل اسقاطه وقيام حكومة انتقالية يكون من مهامها: انجاز التحول الديمقراطي ودستور ديمقراطي يكفل التعددية السياسية والفكرية والثقافية، والدينية ، ويستند علي المواثيق الدولية في احترام حقوق الانسان، وتحسين الاوضاع المعيشية للكادحين، وحل قضايا مابعد الانفصال، وتحسين العلاقات مع دولة الجنوب وقيام شراكة استراتيجية تفتح الطريق لاعاة توحيد الوطن، والحل الشامل والعادل لقضية دارفور، وعقد المؤتمر الدستوري القومي الجامع الذي يقرر شكل الحكم في السودان، وتحقيق التنمية المتوازنة والتوزيع العادل للسلطة والثروة، وقيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.
ولقد اكدت تجربة شعب السودان في مقاومة النظم الديكتاتورية من خلال تراكم النضال اليومي الذي يشهد تناميا وتصاعدا، أن هذا التراكم النضالي اليومي سوف يصل في لحظة معينة الي النقطة الحرجة التي بعدها يتم التحول النوعي، بقيام الانتفاضة الشعبية الشاملة والتي تفضي الي تغيير النظام كما حدث في ثورة اكتوبر 1964، وانتفاضة مارس- ابريل1985م، مع اخذ الظروف الجديدة في الاعتبار، وعدم تكرار تجارب انتكاسة ثورة اكتوبر 1964م، وانتفاضة ابريل 1985م.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضواء علي تاريخ صحافة الحزب الشيوعي السوداني
- الغريق يتعلق بقشة !!
- فشلوا وستذهب ريحهم..
- الازمة في السودان: لابديل غير الديمقراطية ووقف الحرب
- دور الاسلام السياسي في تصاعد العنف في الجامعات السودانية
- بمناسبة مرور 195 عاما علي ميلاد كارل ماركس
- احداث ابيي وخطر تجدد الحرب
- ماهي دلالات احداث امدوم وتصاعد الحرب؟
- أزمة النظام تزداد تفاقما وضوء في آخر النفق
- الذكري ال 143 لميلاد لينين.
- اسقاط النظام مفتاح الحل للأزمة
- تفاقم أزمة النظام والدعوة للحوار
- في ذكري انتفاضة مارس - ابريل 1985م ( 3)
- ذكري انتفاضة مارس 1985م (2).
- ذكري انتفاضة مارس 1985م وارهاصات زوال النظام
- الحوار مع النظام قبض للريح
- مصادرة الحريات وتوسيع دائرة الحرب طريق مسدود.
- نظام الانقاذ وسياسة اغتيال الذاكرة: سوق عطبرة نموذجا
- احداث جامعة الخرطوم وضرورة وقف العنف
- قراءة في وثيقة الفجر الجديد


المزيد.....




- -سنتكوم- تنفي -بشكل قاطع- ادعاءات الحوثيين بشن هجوم على -أيز ...
- هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على منطقة بريانسك في روسيا
- تايوان تحاكي الحرب الفعلية في مناورات حربية سنوية
- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - الذكري 24 لانقلاب 30 يونيو 1989م