أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع














المزيد.....


يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



*هل تريد هذه الدولة "المتجهة الى الغد" أن تكون علمانية أو دينية، وهل تريد ان تكون غربية أو شرق اوسطية، ومحتلة أو عادلة، ويهودية أو ديمقراطية؟ وهل تريد الاستمرار في الاحتلال الى الأبد، وهل تنوي ان تمنح رعاياها حقوق مواطنة؟ لا أحد يعلم*


كان الاحتفال بيوم ميلاد شمعون بيرس احتفالا غير اخلاقي. فلو أننا تجاهلنا ايضا التظاهر وفجاجة الذوق وعبادة الشخص والابتذال وكانت كلها بمقادير تحرج نيكولاي تشاوتشيسكو، لكان ذلك احتفال أكاذيب. إن قنوات التلفاز التي اتحدت لبث عرض التملق كان يجب ان تُحذر المشاهدين على الأقل من أنه غير مخصص للفتيان، لئلا تفسد نفوسهم.
لم يكن هذا الاحتفال اخلاقيا لأنه كان فيه كل شيء عدا الحقيقة التي كُنست تحت بساط مباني الأمة. كانت أكاذيب أكاذيب وأضاليل أضاليل ملفوفة بسولفان شارون ستون وبيل كلينتون بنصف مليون دولار.
لنبدأ بعنوان "مؤتمر الرئيس" الذي تم الحفل تحت ردائه: "نتجه الى الغد". إن دولة لا تعلم الى أين تتجه ولا تعرف ماذا سيحدث لها في غضون عقد وماذا تريد وكيف تنوي احراز أهدافها غير الواضحة، تعقد مؤتمر رئيس يتناول الغد. إن غد المؤتمر كغد عروسه، هو غد النانو تكنولوجيا والبقاء وبحوث الدماغ.
وهذا حسن، لكن يجب قبل التأثر بهذا الحلم البراق بلحظة أن نتذكر المسائل الوجودية التي هي أكثر إقلاقا ولا ذكر لها. هل تريد هذه الدولة "المتجهة الى الغد" أن تكون علمانية أو دينية، وهل تريد ان تكون غربية أو شرق اوسطية، ومحتلة أو عادلة، ويهودية أو ديمقراطية؟ وهل تريد الاستمرار في الاحتلال الى الأبد، وهل تنوي ان تمنح رعاياها حقوق مواطنة؟ لا أحد يعلم. حسبُنا أغنية "بيبول" لبربارة سترايساند وبالتحية المحرجة من ضابطة الجيش الاسرائيلي، وهي حفيدة ناجيين من المحرقة بالطبع كي تُنسيا كل ذلك.
عُرض عريس الفرح على أنه رجل الرؤية والسلام. وهذا ايضا حسن لكن ماذا عن الحقيقة؟ لكن رجل السلام الذي حضر الاحتفال بيوم ميلاده زعماء المعمورة، وفيهم رئيسا ألبانيا ورواندا لم يحضره سياسي عربي واحد حتى، ولا طالب فلسطيني واحد للطب، ما عدا ولدا لطيفا عولج بنجاح في مستشفى اسرائيلي على أن ذلك تفضل على آلاف الاولاد الفلسطينيين الذين قتلتهم أو جرحتهم دولة اسرائيل وهي دولة بيرس ايضا.
قال بيرس في خطبته "لندعُ الله معا من اجل غد سلام"، وقد أصاب قلب الحقيقة لحظة واحدة لأن إسهامه في السلام تلخص في الحقيقة بالأدعية (والخطب)، بل إنه أنشد أنشودة للسلام في المسيرة التي قُتل فيها اسحق رابين و"أعطوا السلام فرصة" في الاحتفال بيوم ميلاده. وهو الشخص الذي كان في كل مفترقات القرارات الحاسمة يتحمل مسؤولية ثقيلة عن وضع الدولة اليوم. وأضرت قدرته على التضليل وعرضه للدولة بموهبة فنان على أنها باحثة عن السلام باسرائيل بقدر لا يقل عن مشروع الاستيطان الذي هو مسؤول عن انشائه ايضا.
كان يجب على من ذكروا طول ايامه واعماله التي لا تُحصى، والذين جعلوا الدولة هو، وهو الدولة كان يجب عليهم ان يحاسبوه على وضعها في سنتها الـ65 ولا يقل الكُره لها عن الكُره لكوريا الشمالية وايران.
وتكمن هنا ايضا أكذوبة اخرى، فقد كان يُخيل إلينا لمساء واحد ان اسرائيل ليست فقط الأكثر عدلا في المعمورة، بل الأكثر تأييدا لها في المعمورة ايضا. ويكفي عدد من نجوم السينما الامريكيين بالطبع وعدد من زعماء الماضي للطمس على حقيقة أن اسرائيل لها من الذين يقاطعونها اليوم أكثر من كل دولة اخرى تقريبا. وليس هذا التضليل اخلاقيا. وكذلك ايضا من عرض بيرس على أنه حبيب الشعب وأن أكثر الذين يتأثرون الآن بعمره وحكمته لم يصوتوا له قط. فليس من الاخلاقي الكذب في الوقت المستعار.
في أواخر الألفية الماضية اجتمع اصدقاء لبيرس للاحتفال بيوم ميلاده الخامس والسبعين. وتم الحفل المتواضع في بيت صاحب دار النشر المحب للكتاب أوهاد زموره. ولم تحضر "حبيبة عمر" بيرس سونيا كعادتها، وجلس في مرج في القرية الزراعية نير تسفي آنذاك عدد من المثقفين والأدباء وقليل من الساسة. كان بيرس يُصور آنذاك على أنه سياسي في نهاية طريقه وبقي ذلك المساء لا يُنسى لأنه كان مساء حقيقة.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقضى زمان القصف
- رسالة رد من -مساعد ارهاب-
- حقيبة اكاذيب الجيش الاسرائيلي
- اسرائيل 2011: ليس من الشرعي الدفاع عن حقوق الانسان
- دولة ال لا - لا
- إزاء هذه العنصرية كلها
- استفتاء شعبي غير أخلاقي
- من هو الضحية الحقيقي
- جُبْن صفدي عفِن
- زمن فك الارتباط
- أيها العرب انصرفوا
- يحل لنا فقط
- في الطريق اليك؟
- الفزاعة
- نتنياهو أعمى يقود طائفة من العميان
- الديمقراطية الوحيدة
- لو كنت عنات كام
- التجار من القدس
- شكرا يا رفيق
- مفاوضات اللاشيء


المزيد.....




- بعد زيارة وزير خارجية أمريكا.. بنما لن تجدد اتفاق -الحزام وا ...
- اتهامات بالتحريض وترهيب الشهود.. النيابة الإسرائيلية تفتح تح ...
- سوريا تحت قيادة الشرع تفتح صفحة جديدة مع الخليج، فهل تنجح بإ ...
- إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية في جنين: نسف 21 منزلا وسقوط خ ...
- لقطات جوية تكشف حجم الكارثة.. أحياء بأكملها تغرق في كوينزلان ...
- كيف تتلاعب روسيا بالرأي العام في أفريقيا؟
- هل نجح نتنياهو بتغيير ملامح الشرق الأوسط؟
- الأطفال الفلسطينيون المرضى والجرحى يصلون إلى مصر بعد فتح معب ...
- المتمردون من حركة -إم 23- يدعون حكومة الكونغو الديمقراطية لل ...
- مصر.. خطاب للسفارة الأمريكية اعتراضا على تصريحات ترامب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع