أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - رسالة عاجلة من الرئيس مبارك.. سأبصق في وجه كل من يعطيني صوته















المزيد.....

رسالة عاجلة من الرئيس مبارك.. سأبصق في وجه كل من يعطيني صوته


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 12:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أيها المواطنون،
ينبغي أن أعترف لكم بسر حفظته في صدري أعواما عدة، وهو رغبتي الشديدة في أن أجعلكم تقفون صفا واحدا يبدأ من الاسكندرية وينتهي في حلايب، ثم أصفعكم على أقفيتكم واحدا وراء الآخر، وبعدها أضع صندوق الانتخابات أمامي لأرى المشهد المصري من جديد، والنتيجة الطبيعية ستكون ملايين من الأصوات التي تؤيدني، وتطالبني بالاستمرار في استحماركم ست سنوات كأنهن قطع من الليل مظلمات.
ماذا حدث لكم؟
ماذا تريدون مني أن أفعل بكم أكثر مما قمت به في ربع قرن؟
جعلتكم في مؤخرة ركب الدول المتقدمة، وأعطيت اشارات خضراء واضحة لنهب وطنكم، واختفت مئات المليارات منذ أن توليت حكمكم بقوانين استثنائية لا يرضى بها سوى العبيد، ومر على سجوني ومعتقلاتي نصف مليون مصري ولازلت أحتفظ بخمسة وعشرين ألفا بدون محاكمة، وأشرت بالموافقة لضباط الشرطة والمخبرين والمرشدين أن يعاملوكم كحشرات لا قيمة لها، ووصلتني مئات التقارير عن التعذيب والاغتصاب والحرق والتنكيل والمهانة المفزعة فأسعدتني وأثلجت صدري، وتعرفتم في عهدي على أمراض وبائية وزادت البلهارسيا والكبد والتلوث ، وتضاعفت قدرة الفساد على الدخول لكل المناطق المحرمة حتى المحاكم والمؤسسات الدينية والجامعات والمعاهد العلمية والمستشفيات والصيدليات والاعلام والسياحة والزراعة ولم أُبق لكم مكانا واحدا تتنفسون فيه هواء نقيا، ومع ذلك تدعو الحركة المصرية من أجل التغيير ( كفاية ) إلى مظاهرات في أنحاء الدولة فلا يزيد عددكم على بضعة مئات يهتفون ضدي ولحرية بلدهم، يراقبهم سبعون مليونا قطع الخوف ألسنتهم وجمد الدماء في عروقهم وبلّد المشاعر في أحاسيسهم.
إنني في حيرة ليس لها تفسير.
هل المطلوب مني حتى تغضبوا أن آمر باغتصابكم فردا فردا؟
لقد فعلت معكم ما لو قمت به مع قطيع من الماشية لنفر غضبا، وتمرد على العصا، وواجهني محتجا ورافضا، والغريب أنكم قادرون على تبرير استغفالي إياكم واحتقاري لكم وازدرائي صمتكم وسكوتكم القاتل، فتخرجون في مظاهرات تأييد من الأزهر الشريف بعد صلاة الجمعة، ويجتمع بكم عضو مجلس الشعب في مسرحية سخيفة لتأييدي فتخرجون من بيوتكم كأنني أحمل لكم المن والسلوى، وقد رأيتهم بأعينكم أنني حملت لكم الخراب والصفر والمذلة والخنوع.
حتى الدين المقدس الذي علمكم رفض الطغاة، وأكد لكم أن الله تعالى كرم بني آدم، تستخرجون منه مخدرا أكثر تغييبا من البانجو لربط الايمان بطاعة ولي الأمر مهما فعل بكم.
سبعة عشر حزبا من تسعة عشر يعملون ظاهرا من أجلكم، فيوافقون على تأجيل الاصلاحات لما بعد الاستفتاء، وكأن يوما أو يومين أو شهرا أو سنة في عمر سجين أو معتقل أو مهان أو مظلوم ينتظر حقه لا تساوي شيئا، فمصر تستطيع أن تنتظر اصلاحات يعدها بها حفيدي بعدما تتحولون إلى متسولين يبحثون عن لقمة العيش في صناديق القمامة.
لماذا لا تغضبون لكرامتكم؟
لماذا لا تقوم قوى المعارضة النبيلة والنزيهة والشريفة بالتوقف فورا عن المظاهرات، والبدء في دعوة للعصيان المدني ينتهي معها مشهد العبودية المهينة؟
ستجدون مئات التبريرات، ومنها أنكم ستحددون الموعد لاحقا، وأن البلد لا تتحمل العصيان المدني، وأن الشعب يحتاج إلى توعية، وأن المصريين جبناء، وأن قوى الأمن ستبطش بكم، ولكن الحقيقة أنكم تتلذذون بسوطي، وتستمتعون بالقهر والقمع، وأنكم لا تجتمعون على فهم واحد للكرامة التي حددتها كل المواثيق والأعراف والأديان ولجان حقوق الانسان، ووضعتها الفطرة السليمة في النفس السليمة.
أنا الآن في مهربي بشرم الشيخ، وقريبا من تكثنات أمنية، وتستعد طائرة للاقلاع هربا ولجوءا لدولة صديقة، ومليارات من أموالكم ستنتهي في حسابات قوى الفساد التي صنعتها لكم، ولا أتحمل مزيدا من الضغط العصبي وآلام المرض، وأقترب من عامي الثمانين، ويترنح نظامي تحت ضربات عدة مئات من المعارضين وحركة ( كفاية)، لكنني واثق أنكم ستعيدونني سيد القصر الوحيد الذي تخضعون رقابكم لأوامره.
أربعة أشهر على الدعوة للعصيان المدني الذي يبدأ يوم شم النسيم ويستمر في الأيام التالية، وهو دعوة صريحة لرفض وجودي، وكذلك المطالبة بمحاكمتي على جرائم ربع قرن، وعشرات الآلاف قرأوا عن الدعوة، وتابعوا تطورها وتوسعها، ورفضتها كل قوى المعارضة ولكل منها حجة وتبرير ورؤية مختلفة، وأمسك شعلتَها شبابٌ متحمسون ومتوهجون عشقا للوطن السجن،وسيتوجهون في الواحدة ظهرا يوم شم النسيم إلى ميدان رمسيس آملين وحالمين أن يلتقي الوطن كله هناك، وأن يتحول يوم العصيان المدني إلى رفض كامل لي ولأسرتي، وأن تقف الأجهزة الأمنية من جيش ومخابرات ومباحث أمن الدولة وضباط الشرطة متعاطفة معهم، أو على الأقل صامتة.
أما أنا فأراهن على الخوف والجبن والتراجع والصمت والبلادة، ولكن مد الروح في نظامي تقوم به تبريرات منكم برفض معارضة أبناء وطنكم في العصيان أو التظاهر أو التجمهر وكأنكم جميعا في حرب أهلية لامتاعي بالمشهد العبثي.
أيها المواطنون،
لو كنتم تملكون ذرة واحدة من كرامة الشعوب الحرة فأروني غضبكم مرة يتيمة، وابعثوا برسالة إلى العالم أن المصريين لم يموتوا بعد، وأنكم من اليوم فصاعدا ستنتفضون غضبا، وتوقعون على وثيقة موت الجبن في صدوركم.
هل تعرفون ماذا سأفعل يوم العصيان المدني؟
سيأتيني تقرير مختصر، ثم أزيحه جانبا، وسيهمس في أذني مستشاري الخاص قائلا: سيدي الرئيس.. مبروك لقد فشل العصيان المدني ولم تكن هناك حاجة لقوات أمن كثيرة.
هل تصدقون أن في نفسي رغبة عنيفة أكتمها منذ وقت طويل، وهي أن أنهي خطابي في أكتوبر بعد نجاحي في الولاية الخامسة وأنا أطل عليكم، فأبصق على وجه كل من أعطاني صوته وباع وطنه وأهله ومستقبل أولاده من أجل لقمة عيش لن يحصل عليها ما حييت.
مرة أخيرة قبل يوم شم النسيم .. عصيانكم المدني، هل تغضبون مرة واحدة لكرامتكم؟


محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواحدة ظهرا تحت تمثال رمسيس في يوم شم النسيم يبدأ العصيان ا ...
- هذه الكلاب المدللة وأصحابها المرفهون والعصيان المدني!
- البيان الختامي للعصيان المدني .. من هنا نبدأ
- معذرة لكل المتحمسين للعصيان المدني
- هل سينجح العصيان المدني بدون قيادة؟
- من الذي يفرط في كرامة السوريين؟
- هل يصبح 2 مايو 2005 يوم التحرير من نظام مبارك؟
- المأزق المغربي .. ملك في مهب الريح!
- معذرة أيها الأحمق، دع لنا الرئيس مبارك وخذ عصيانكم المدني
- الإعلام السعودي .. ثورة من الداخل أم النوم في العسل؟
- المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟
- الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي
- الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس ...
- رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تر ...
- أيها المصريون ماذا تنتظرون .. لقد هرب الرئيس ؟
- البحث عن زعيم لمصر
- العصيان المدني بين حمدين صباحي وعبد الحليم قنديل
- نداء هام إلى مؤتمر ( كفاية ) المنعقد 14 مارس 2005
- الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!
- سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - رسالة عاجلة من الرئيس مبارك.. سأبصق في وجه كل من يعطيني صوته