|
الحركة الكردية خلفاً سر- مساهمة في فهم الثورة
علي مسلم
الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 00:28
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مع اتساع رقعة النزاع في سوريا والتي طالت أغلب المناطق السورية إن لم نقل كلها ،عمدت السلطة إلى الاستخدام المفرط للقوة بغية إعادة فرض نفوذها من جديد ذلك النفوذ الذي فقدها بسهولة خصوصا في المناطق الشمالية والوسطى من سوريا عن طريق المواجهات الشعبية المسلحة هذه المواجهات التي دفع عبرها الشعب السوري ثمنا باهظا وما زال يدفع من دماء أبنائها في صورة ملحمية أدهشت الغرب والشرق معا باستثناء المناطق الكردية في الشمال والشمال الشرقي من سوريا تلك المناطق التي استلمها الأكراد بدون إطلاق رصاصة واحدة باتجاه النظام وهذا الأمر بطبيعة الحال فرض شكلاً جديدا من التعامل من قبل النظام حيث عمد إلى تحييد المناطق الكردية وإخراجها من دائرة المواجهة والصراع عن طريق إتاحة المجال لتحقيق بعض المكاسب الوهمية ليضعها في مواجهة قد تكون أشد قسوة مع الحالة الجديدة المتكونة والتي لن تستطيع الاستمرار تحت رحمتها بناء على الحالات العدائية المتكونة بالإضافة إلى حالات العداوة الموجودة أصلا وهذا الشكل من الصراع الخطير بدأ يتكون شيئا فشيئا خصوصاً في مناطق حلب وعفرين مؤخراً من خلال المواجهات المسلحة بين أغلب فصائل الجيش الوطني الحر والذي فرض نفسه كبديل شرعي ووحيد للسلطة في تلك المناطق وبين حزب الاتحاد الديموقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني ومجموعاته المسلحة كطرف مفترض ورافض لهذه الحالة منذ حوالي الشهر والذي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى بين الطرفين والذي ترافق مع حصار مزدوج لمنطقة عفرين وريفها الواسع والذي انعكس مباشرة على الحالة الاقتصادية والاجتماعية وتسبب في هجرة المزيد من سكان المنطقة لاسيما الجيل الشاب إلى دول الجوار السوري ، هذا الوضع الجديد المتكون والتي لم تستطع القوى الكردية التعاطي معها كما ينبغي كونها ما زالت تعيش تحت رحمة النزاعات الداخلية السورية والإقليمية المحيطة بسوريا حيث الحكمة تقتضي أن يعملوا باتجاه التغلب على انقساماتهم الداخلية وتوضيح مطالبهم والعمل على خلق أرضية للاتفاق مع أي هيكلية سورية للسلطة تحل محل الهيكلية القائمة من جهة تعريف وترسيخ حقوقهم ولو أدى ذلك إلى تقديم تنازلات قد تكون صعبة وبالتالي إفساح المجال للشركاء من غير الأكراد لوضع إستراتيجية ذات مصداقية لطمأنة جميع السوريين بما فيهم الأكراد بان رؤيتهم للنظام الجديد القادم وحقوق الأقليات والعدالة والمساواة هي رؤية متسامحة وشاملة على حد سواء ، بيد أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد بل طال بالترافق مع ذلك الجسم السياسي الكردي بعينه عن طريق التسويق لحالة حزبية كردية متفردة واهمة القصد منها وأد كل محاولة كردية حزبية كانت أو غير حزبية تتجه نحو مفاعيل الثورة كجزء لا يتجزأ منه وبالتالي تضليل المسار السياسي الكردي الذي وجد نفسه شريكاً في الوطن وشريكاً في المعاناة والظلم وبالتالي عليه أن يكون شريكاً في الثورة والمعاناة الثورية وقام بدور القامع لكل حراك كردي في جانبه السلمي بداية عن طريق قمع المظاهرات الرافضة للنظام والداعية لتغييره وجانبه الغير سلمي لاحقاً عن طريق ملاحقة النشطاء واختطافهم واغتيالهم أحياناً وذلك بالاعتماد الغير مباشر على القوة المخفية للنظام الموجودة في أغلب المناطق الكردية الغير محررة أصلاً ، متذرعة بوهم الاتهام بالعمالة للخارج السوري والتنسيق مع أعداء الشعب الكردي في سوريا....؟ . وسط هذا التضليل المتعمد من جانب الحزب المذكور وتقاعس الأحزاب الأخرى تتنامى رويدا رويدا حالة ثورية كردية ذو طابع مسلح قوامها الفئات الشبابية المستقلة التي عملت عبر تنسيقيات الثورة والقواعد الشبابية لبعض الأحزاب الكردية المترددة بغية الاستحواذ على دور لها في ساحات الثورة السورية المتنامية والتي تقدم يومياً القوافل من الشهداء كاستحقاق وطني لا بدا منه راعية في الوقت نفسه تشابكات الوضع الكردي وتعقيداته بغية تلافي أي شكل من أشكال الاقتتال الأخوي من جهة والاقتتال العربي الكردي من جهة أخرى والذي يعمل النظام وأعوانه ليل نهار لأجله واعتقد أن هذه الحالة المتكونة سوف تمتلك مفاتيح حل ازدواجية الموقف السياسي الكردي الذي أختار الوقوف في الظل حتى هذه اللحظة مما افقدها الدور الفاعل كلاعب في تحديد المستقبل السياسي السوري وموقع الكرد منه عبر الحلول محلها كممثل حقيقي للشعب الكردي في سوريا مستقبلاً
#علي_مسلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جنيف 2 - هل يمكن دفن الخلافات السورية - السورية ؟
-
بدلاً من البيانات عوضاً عن التصريح
-
نحو جمهورية سورية الاتحادية... وجهة نظر كردية
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|