أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الزهايمر يضرب الدوحة














المزيد.....

الزهايمر يضرب الدوحة


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 23:25
المحور: كتابات ساخرة
    


فتح الصيف أبوابه اللافحة، وبدأ المواطن والمقيم والزائر في التزود بما يحتاجه من أدوات وملابس، واقترب موعد السفر وانشقّ جيب من حضر، بل تدافع الناس نحو المحلات التي تزيّن واجهاتها بإعلانات تخجل منها الأعين أن تراها بهذا اللباس الرثّ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون خفايا هذه التنزيلات أو التخفيضات، يلهثون وراء كل محلّ لعلّهم يجدون مبتغاهم من اللباس ومن كل ما يحتاجون ولا يدرون أن وراء ذلك لعبا بعقولهم من حيث لا يعقلون، ترى المحلات تتسابق في رسم ألوان من اللوائح لجذب الزبون فمنها ما يغري، تنزيلات تصل إلى 70%، ومنها ما يجذب، تنزيلات بين 20% و50% ومنها ما يحبط، تنزيلات تصل إلى 10%، ذلك هو حال متاجر الألبسة والأقمشة والأحذية والإلكترونيات ومغريات وهدايا وأرقام هواتف مبالغ في تصويرها إلى حدّ الغلوّ، فإلى متى ستظل هذه المتاجر تلعب بعقول الأبرياء؟ وهل ستبقى تبخس الناس أشياءهم إلى الأبد؟ أليس هناك حدّ؟
دخلت وأسرتي متجرا كبيرا، يضع كعادته في كل مرّة لوحة ضخمة على طول واجهة المحل، تنزيلات ضخمة تصل إلى 70%، دخلنا وكلنا أمل في أن نجد ما يناسبنا، تفحصنا المعروض، وقعت عيناي على حذاء جميل، عرفت سعره وبقيت أحسب إن كان فعلا به تخفيض 70%، ولكن الفرحة لم تتمّ عندما رفعت رأسي إلى لوحة صغيرة كانت أعلى السلعة المعروضة، عذرا هذه ليست داخلة في العرض فقلت: لم تلك اللوحة معلقة عند الباب؟ لم الاستخفاف بعقول الناس؟ لم لا يحاسب المحل على هذا التمويه المقصود؟ قد يشتري بعضهم دون انتباه فتمر عليه الحيلة وقد يتفاجأ بعد الشراء أنه قد وقع في الفخ بعد أن يتفحص فاتورة الشراء، وحين لا يرد المحل المبلغ نقدا وإذا استطعت أن تقنع البائع أن القطعة ضيقة أو أنها لا تناسبك فينبهك أن استرداد المبلغ ممنوع وعليك حينئذ أن تبحث عن بديل قسرا ولا بديل لك سوى أن تشتري من المحل نفسه نفس الدواء.
محل آخر في متجر آخر يكتب على الباب أن به تنزيلات، وعندما تأتي وتفحص الأسعار، تجد أن السعر هو نفسه في متجر آخر قبل أن تمتد إليه يد التنزيلات والتخفيضات، فيقع الناس في فخّ التحايل مرة أخرى كما في المعارض التي تقام بين الفينة والأخرى ويتدافع الناس حولها ويأتون إليها من كل صوب وحدب، والأسعار نفسها وربما تزداد، ظنّ الناس أن المعارض رخيصة لأنها صبغت في الأذهان لكن الواقع يقول غير ذلك، فهناك محلات أخرى تبيعها بنفس السعر الذي يبيعه ذلك المحل دون أن يخدع الناس.
أما معارض السيارات وشركات الاتصال فحدّث ولا حرج، كلها حسابات معقدة، وفخّ ينجو منه قليل من الناس، لأن الإعلان برّاق، وجذّاب ولا يدعك تغادر إلا بعد أن تصرف قليلا من المال وربما كثيرا منه ممن لا يبالي بالدرهم والدينار، لكن حال الناس تختلف من شخص إلى آخر هناك من لا يبالي وهناك من يصيبه الكمد والحزن لأنه يرى صديقه قد اشترى وهو في قفص الفقر يربض بلا مفتاح يخرجه من الظلام.
من المسؤول عن هذه الإعلانات المضللة التي تغري الناس؟ هل هي حماية المستهلك أم جهة أخرى؟ وعلى كل حال فإن الموضوع يحتاج إلى نظر، ومراقبة لهؤلاء التجار الذين يستغلون الناس من حيث لا يعلمون، ويميلون إلى الربح حيث مال، ولا يهمّهم ما يتكبده الناس من معاناة يومية من أجل توفير لقمة حلال طيبة هنيئة، ألا يتقون الله ولا يبخسون الناس؟



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة
- ماذا تفعل العربية وأختها الجزيرة؟
- رؤساء بلا هيبة
- بكاء الطفل .... متعة
- أمي... قرة عيني
- أمي .. قرة عيني
- في رحاب الفكر
- وقاحة جنسية
- البراءة تتألم
- قد شغفها حبّا
- وكشفت عن ساقيها
- لغة القتل تتواصل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الزهايمر يضرب الدوحة