علي صالح
الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 12:53
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
من يتابع التراشق الجاري في الوسط الصحفي بين صحيفتين + جمعية الصحفيين التي تظهر إلى العلن أحياناً وتتستر وراء صحيفتها أحياناً أخرى، يتبين له أن كل واحدة من هذه الجهات الثلاث تدافع عن حقوق الصحفيين، وتسعى إلى حماية مصالحهم ضد التعسف بجميع أشكاله..
لكن الواقع يقول لنا أن الموضوع برمته، واعني به هذا التراشق، والهجوم والهجوم المضاد لا يعدو كونه تصفية حسابات من ناحية، وظهور الذئب بثوب الحمل من ناحية أخرى..
فكل واحدة من الصحيفتين اللتين ترمي بحجارة الاتهامات على الآخرى، تريد أن تبين نفسها نظيفة من ارتكاب الانتهاكات ضد الصحفيين، وأنها لم تقم بفصل أي صحفي تحت أي ذريعة كانت، وسواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وفي الوقت نفسه تبين الصحيفة الأخرى وكأن أيديها ملوثة بالتعسف ضد الصحفيين، وأنها ـ أي الصحيفة الأولى ـ انبرت للدفاع عن حرية وحقوق الصحفيين ضد تعسف الصحيفة الأخرى..
غير أننا إذا دققنا النظر في وجه كل واحدة من هاتين الصحيفتين فسنجد أنه مليئ بالندوب التي تدل على هذه الصحيفة قد قامت في العامين الأخيرين على الأقل بفصل عدد غير قليل من الصحفيين البحرينيين قياساً إلى عددهم الكلي في الصحافة البحرينية، وأن الصحيفة الثانية قد دخلت معها في منافسة بتسجيل عدد أكبر من الصحفيين المفصولين في وقت قياسي أقصر.
وبدون الدخول في تفاصيل الأسماء الكثيرة والمعروفة والتي تم فصلها من هذه الصحيفة أو تلك، فإن المطلوب من الصحيفتين المعنيتين أن تكفا عن التباكي على حقوق الصحفيين، ومحاولة الدفاع عن المفصولين من الصحيفة الأخرى، فهناك من الصحفيين من تم فصله من الصحيفة الأولى، وعندما التحق بالصحيفة الثانية جرى فصله منها أيضاً، الأمر الذي جعل من هذا الصحفي ضحية مشتركة لكلتاهما.
أما جمعية الصحفيين التي دخلت على الخط في هذا التراشق، فقد أرادت من ذلك أن تصفي حساباتها مع نقابة الصحفيين التي سبق أن اتهمتهما بأنها ـ أي الجمعية ـ لم تدافع عن صحفيين فصلوا من الصحيفة التابعة له، الأمر الذي حدا بالجمعية أن تبادر إلى تبني قضية أحدى الصحفيات العضوة في الأمانة العامة للنقابة.
أي أن جمعية الصحفيين هي الأخرى تمارس الانتقائية في اختيار قضايا الصحفيين المفصولين، من صحفهم، وهي انتقائية غير نزيهة، ولو ارادت الجمعية أن تدافع عن الصحفيين فلتبدأ أولاً بالعدد الذي فصل من صحيفة الجمعية، والا فعليها أن تصمت، وتترك الدفاع عن الصحفيين لجهات محايدة، وهدفها حماية حقوق الصحفيين.
#علي_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟