مسعد خلد
الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 21:56
المحور:
الادب والفن
اعتاد أهلنا في فترة الاعتماد على بهائم البيت، اطلاق أسماء على ثور الفلاحة، مثلا زريف، أو على أتان العمل، مثل روزا، أو جروان كلب الحراسة، أو حنجوله أو صبحا، وغيرها من أسماء وطدت العلاقة بين الفلاح وحيواناته. ويبدو أنه انتبه الى أن مناجاته لبقرته أو عنزته أثناء حلبها، ساعدتها في در الحليب، خاصة الماعز، حيث أن العنزة (تشقل) أي لا تعطي كل الكمية المتوقعة منها اذا ما كانت متوترة أو خائفة، بينما تدر كمية أكثر فيما لو قام سيدها بملاطفتها ومناداتها باسمها ومجاملتها.. وحديثا أشارت دراسة بريطانية قامت بها جامعة نيوكاسل، أن الأبقار التي أطلق عليها أسماء مثل إيرمنتريدي أو ديزي، كانت "أكثر سعادة" من الأبقار التي ظلت بلا أسماء، مما ضاعف انتاجها من الحليب. وأكدت مديرة فريق البحث كاثرين دوغلاس "أنه بإعطائنا أهمية أكبر للحيوان، مثل مناداة بقرة باسمها، أو التواصل بدرجة أكبر معها أثناء نموها، لا نقوم فقط بتحسين حالة الحيوان وإحساسه بالإنسان، بل نزيد من إنتاج حليبها أيضاً".
ومما يروى أن ثلاثة أخوة اختلفوا ودارت بينهم مشاجرة بينما لم تنجح أمهم بفض الاشتباك، فاجتمع أهالي الحي على صراخها، وفاضت قريحة شاعرنا الشعبي بوصف المشهد مبتدئا بوصف روزا حمارة الجماعه:
يا روزا لوحيـني لوح أربعة مـا جروا اللـوح
يوسف لابس غِبانه وحسين لابس قـُنباز جـوخ
حسن عالفرشة مطروح وهيكليه تبكي وتنوح
يا ويلي عالجَرالي ويا روزا لوحيني لـوح
روزا: بسبب لونها مشبها اياها بقمباز الروزا الأبيض
زريف: ظريف
غبانه: هي ما يلبس فوق الرأس كالعمامة مع ما يلف حول الخصر من نفس نوع العمامة - اعتمر يوسف غبانته-
الجوخ: هو نوع من القماش صوف – مخمل- والكلمة تركية جوخ دار هو الشخص الذي كان يقوم على خدمة السلطان في إعداد وتنظيف وتلبيس الأحذية، ثم توسع المعنى وشمل من يقومون بإسدال الستائر وفتحها في السراي والقصور، ولأنهم كانوا يلبسون الجوخ، أطلق عليهم الاسم –جوخه دار - وكانوا يمرون ضمن المواكب والاحتفالات لإظهار ثراء وبهرجة وزينة السلطان ووزرائه، فالتقط العامة مصطلح "مسح جوخ" دلالة رمزية الى التقرب بمسح أجواخ – لباس- تلك الفئة البرجوازية، وأصبح القول اشارة الى من يتزلف وينافق لأصحاب المكانة المرموقة.
#مسعد_خلد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟