|
قطتنا وشرف العائلة !!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 15:03
المحور:
كتابات ساخرة
قطتنا وشرف العائلة !!!
صغيرتي التي تقرض الشعر ، "بأسنان حليبية " ، وتلقيه في الحفلات المدرسية ، تحب الحيوانات الاليفة ، وارغمتني ذات مرة على تبني جروة صغيرة من ملجأ للحيوانات وشراء كيس من طعام الكلاب لتغذيتها !! لكن صغيرتي لم تتمكن من الاعتناء بها ، فاضطررت الى "التخلي " عن الجروة لصديق يربي الكلاب مقابل "تنازلي "عن كيس الطعام الذي كلفني مئات الشواقل !! يلا صحتين !! لم تتنازل صغيرتي عن رغبتها في "امتلاك " حيوان اليف . وتجندت العائلة للبحث عن حيوان اليف لا يحتاج الى بذل جهد كبير في تربيته !!! عادت زوجتي العزيزة ذات مساء من عملها جالبة معها قطة صغيرة تركتها أمها في ساحة العيادة التي تعمل بها كسكرتيرة طبية . وبما أن زوجتي تهوى القطط كذلك فقد "تحولت " القطة الى فرد من أفراد العائلة ، الكل يساهم في مداعبتها واطعامها ، بحيث أننا اصبحنا نشتري النقانق لها ، بعد أن كنا نشتريها لاستهلاكنا الشخصي .عاملناها كفرد من الاسرة ، كامل الحقوق وبلا واجبات !! تفعل ما تشاء دون حسيب ولا رقيب !!سسس وبما أنه لا يمكن حجز حيوان أليف داخل اربعة حيطان ، فقد بدأت قطتنا بالتجول في المحيط القريب لبيتنا ، لكننا لم نكن مطمئنين على سلامتها ، خصوصا وأن شارعنا يعج بالقطط "بنات الشوارع " والتي تخوض كل دقيقة صراعا شديدا على البقاء .مما أكسبها شراسة في الطبع وقوة وجلدا في "الشدائد " ، وقدرة رهيبة في الحصول على قوت يومها "من فم السبع " ، كما يقول مثلنا العامي . وبدأت قطتنا تعود الى البيت مصابة بجروح ، كان أصعبها جروح على طرفي رقبتها اثر تعرضها لمحاولة قتل من قط شرس !!! وبدأنا نلقي اسماعنا الى اصوات العراك القططي ، ويقفز احدنا للدفاع عن قطتنا الصغيرة والضعيفة !! لكن ، حدث ما كنا نخشاه !! فقد تعرضت قطتنا للاغتصاب من قبل قط أعور شرس !! جئت على الحدث في ذروته ، لكن صراخي لم يدخل الرعب الى قلب القط الاعور ، وكان ما كان . أخبرت زوجتي العزيزة بما حدث والتي من جانبها اتهمتني بالتقصير في الدفاع عن قطتنا الصغيرة غير الناضجة لهكذا امور . وتحول هذا القط الى عدو "للعائلة " !! ولو كان الامر ممكنا لقاضيناه امام محكمة الحيوان !! أثار الموضوع ردود فعل متضاربة بين أفراد العائلة فمن مطالب بطرد القطة لتعيش مع المجموعة الشوارعية ، وليس من واجبنا أن نقوم بتربيتها "وخلفها " الطالح !! أما الرأي الاخر والذي حاز على الأغلبية فأقترح أن نصبر عليها حتى تضع حملها ، وبعدها يكون لكل حادث حديث !! ومع مرور الايام بدأنا نلاحظ ظهور علامات الحمل على القطة ، وما هي الا فترة قصيرة ، حتى وضعت حملها داخل كنبة من كنبات بيتنا !! سمعنا مواء القطط الصغيرة لكننا لم نرها في اليومين الاولين فقد قامت الام باخفائها جيدا .الا أن الشوق لرؤيتها وفضولنا قد تغلب على "حرصنا "عليها . وكانت المفاجأة كبيرة ، أذ لم تقم القطة الأم بنقلها الى مكان اخر ، تمشيا مع عادة الحيوان في اخفاء اولاده ، اذا تم الكشف عن مكان وجودها !! ومن الطبيعي أن تزداد حاجتها للطعام فهي أم مرضع ،تحظى بتعاطف أفراد الاسرة ،والكل يحاول أن يوفر لها ما تحتاجه ، حتى أننا تعمدنا ترك باب الشقة مفتوحا حتى تدخل متى ما تشاء لارضاع أولادها . لكن هل رضينا ؟؟ هل نتقبل ما جرى لها ولعبها مع مشبوهين من أبناء جلدتها ؟؟ هل نستطيع مسامحة الجاني ؟؟!! ومع حبنا لقطتنا ، الا أنه بقي في النفس "لوعة " على ما جرى لقطتنا التي لوثت " شرفها " بالعار !! علما بأنها تعرضت لاغتصاب !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاقتصاد السلوكي
-
الاقتصاد والسلوك الانساني .. الجشع اولا
-
لماذا ؟؟!!
-
ابو غوش تدفع الثمن ..!!! أو بالعبرية بدلا من الالمانية
-
صناعة الفتن ...
-
بسهولة ويسر !!! أو ظاهرة العنف الدموي في الوسط العربي
-
الاقنعة المتكسرة
-
ساعات معدودات -تحت نير الاحتلال -...
-
القضية الفلسطينية بين النوسطالجيا والواقع الموضوعي
-
ورددت الجبال الصدى ....خالد حسيني وروايته الجديدة
-
هل يمكن تعديل قانون الاحوال الشخصية ؟؟
-
تعلموا من العبرية -تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر
-
عرب اسرائيل وطاقية الاخفاء
-
جدلية اللغة واهلها
-
التسعيرة ..
-
خط احمر
-
الحوار ، متمدن أم متدين ؟!
-
ضحايا الجشع أو عولمة الرأسمالية
-
حرب مؤسسة الكهنوت من أجل السيطرة
-
تعقيب على مقال الاستاذ جمشيد- العنصرية هي الحل
المزيد.....
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
-الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ
...
-
عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|