أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمود - فائض القهر














المزيد.....

فائض القهر


نبيل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 13:36
المحور: الادب والفن
    


1
أوهمَنا تعاقب الفصولْ
أن الزمان خارج الأشياء والوجودِ
أو سرد أحداث بلا حدودِ
أن الزمان وقع ما يكون... لا ما تحسب العقولْ
كأن معرفة كنه الشيء في عزله عن فعله أو مداهْ...
المعرفةُ،
أن نلمح الثمار في الجذورِ
والنار في الجذوعِ
والوصل في ضرورة الجسورِ
لكن مركزية الإنسان أوهام فشتْ في طفل الكون الذي
هاله ما وقع في يديه من شجرة الحياة
فخال أنه وحيد الكون والوجودْ !

2
الجوع في الكهوفِ
والخوف في الرموزِ
أفعى الغريزة تفح في كوى الرغبة والدماءِ
تنسّل في نوع يخاف كل شيء حتى النخاعِ
كأنما اكتناز كل الشيء يحميه من الضياعِ
فالشرِه الجديدْ
فمٌ أسيرُ سغبٍ بلا قرار وامتلاكٍ لا يني
يملأ جوعا مزمنا عميقْ
ملتهم إنساننا الحديثْ
إنه ذكرى الجائع العتيقْ...

3
الكاهن الجديدْ (1)
هـزّت رؤاه العالم القديمْ
تلا وصاياه على الجميعْ
موزعا الفردوس والجحيمْ
(- اِحذر من الأحلام في هذا الزمان عندما تنامْ !
قد بدّل الكاهن جيناتك في الظلامْ
حُورّت الجهات والأدوار قسرا، فالقفا أمامْ !
اِحذر من الحياة!
فالجند قادمون كالجرادْ...)
سيان ما يبقى وما يزول من خصالِ
سيان ما ينفى وما يثبت في الجدالِ
فأنت أنت الخاسر الأول والأخيرْ
وأنت أنت الطائر الأسيرْ
إنه عصر يستبيح الواحد والكثيرْ
ولم تعد تملك في طوفانه المصيرْ
فلا مدى يلوحْ
للفلك التائه بعد نوحْ
العلم الأمريكي يحتكر النجومْ !
فأي نجم قد يهدينا إلى الضفافْ...

4
بحران من نفط ودمْ...
اِمتزجا فوق ثرى العراقْ
في وطني كـل الحياة قطرة تراقْ
((وكل عام - حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مر عام والعراق ليس فيه جوعْ)) (2)
ما مرّ قرن والعراق ليس في نواجذ الغزاةْ
أو مبتلى ينزف في مخالب الطغاةْ
يستبدل الطغاة بالغزاةْ
فائض قهرنا طوائف من الغلاةْ !
لا أخشى الطغاة فيكم، إنما أخشى العبيد إذ يفاجـئهمُ الجديدْ !
بغداد لما فتحت ساقيها للريح والغريبْ
كانت تعاني وطأة القريبْ
أوهمها الكاهن مرتينْ
وكانت الخدعة خدعتينْ
حبْل الأكاذيب طويل هذه المرة كالطريقْ
بين آبار النفط والمستودع البعيدْ

5
الظلم يأكل بلادي وينزّ الحزن كل حينْ
شدو الشجون طقس كل دينْ
الفقراء صمتوا (3) واحتكر الكهنة الكلامْ
طمسُ الفروق مهنة الظلامْ
لم يكن الإنسان إلا كائنا يبرر أخطاءهُ...
ويخلط النصوصْ
سقطت البراءه
في شرك البذاءه
تصدع المعنى من الفوضى وجنّ زمن اللصوصْ

6
أ للدم البريءْ،
أن يمنح الغفران أو يطلق في الجهاتْ،
صرخته الحمراء ضد عالم بذيءْ ؟

7
منذ قرون، عربات الذهب الضروسْ،
تعبر من شرق الإنسان إلى غربه كالشموسْ،
تحمل غلّته، تترك الظلام خلفها وتقطر النهارْ،
ويغرق الإنسان في الغبارْ،
في أنغامه العريقة بكتْ غربتُه الأطلالَ والرموسْ،
وبالأسى الشرقيّ فاض الناي بالنفوسْ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- من المتغيرات اللافتة في الحياة السياسية المعاصرة، هو النكوص في خطابها الى الرؤى والمصطلحات الدينية، وكان تجلّيها الأوضح هو خطاب الأدارة في فترة بوش الأبن والمحافظين الجدد. ثم ما لبث أن تفشّى في العالم وخاصة في منطقتنا، وأخطر الأمثلة هي اطروحة (يهودية) دولة اسرائيل، ويقابلها استحواذ التيارات السياسية الدينية على السلطة في العديد من الدول العربية، مما سيغرق المنطقة في أتون (حروب مقدسة) لن تخلّف سوى الدمار والخراب. وما ذلك إلاّ امارة دخول العالم في أزمة عميقة لن يسعه اجتيازها بآلياته الحالية فيرتدّ ملتجئاً الى الماضي عساه يتجنب أو يؤجّل انهيار نظامه الراهن... إنّ على حاضرنا أن ينسينا ماضينا لكي نحيا المستقبل !

(2)- بدر شاكر السياب، من قصيدة ((أنشودة المطر)).

(3)- (( الفقراء هم الصامتون وحدهم في سومر))... طه باقر، مقدمة في ادب العراق القديم. مثل سومري قديم ومعبّر ويبدو أنه مايزال معبّراً عن حقيقة المقهورين حتى اليوم !



#نبيل_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيول الحمر
- ما فضّ عشقكَ مثل شِعركَ
- بغداد
- أنتِ والمطرُ
- حُلُمٌ يمصّ حَلَمَةَ الليل
- قهوة وخمر !
- ناظم حكمت... الأجمل يصل وطنك أخيراً !
- الجمال والايروس والحياة
- الفردوس البشري
- السماء في مدينتي
- الشاعر والبحر وقصيدة
- ذات مجزرة وقصائد أخرى
- خمس قصائد
- الطاعنون في العشق
- سبع قصائد قصار
- ثلاث قصائد وحريقٌ واحد
- بعضكِ كلّي وكلّكِ المحالُ
- النهر الخفّي
- لكي لا ننسى أنّنا ننسى !
- سيدوري، زيديني خمراً !


المزيد.....




- تراث عربي عريق.. النجف موطن صناعة العقال العراقي
- الاحتفاء بذكرى أم كلثوم الـ50 في مهرجاني نوتردام وأسوان لسين ...
- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...
- -جرأة وفجور- .. فنانة مصرية تهدد بمقاضاة صفحة موثقة على -إكس ...
- RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمود - فائض القهر