|
ولا يصح الا الصحيح
شاؤول منشه
الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 21:39
المحور:
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
مختلف التيارات في الوسطين الفلسطيني والاسرائيلي تطرح ثلاث امكانيات لحل النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي : 1 ـ دولة واحدة تضم الشعبين. 2 ـ ديمومة النزاع حيث يبقى كما كان وكما هو حالياً. 3 ـ حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية. هيّا بنا نخوض في تحليل الامكانيات الثلاث ونتحدث عن مساوئها ومزاياها. بالنسبة لحل الدولة الواحدة من النهر الى البحر، فإن احتمال نجاحها يبدو ضئيلاً إن لم يكن معدوماً. ذلك ان دولة واحدة لشعبين معناها تخليد النزاع. لا الفلسطينيون ولا الاسرائيليون يمكن ان يشعروا بالسيادة والاستقلال في مثل هذه الدولة. وأمامنا دروس وعبر من فشل محاولات الدولة الواحدة التي تضم شتى القوميات والاديان والطوائف. تجربة يوغسلافيا في ذلك باءت بالفشل. وشيكوسلوفاكيا اهتدت الى السبيل السوي عندما توجهت الى حل الدولتين. ثم، نحن نرى في شرقنا العزيز الصراع الدموي في دول تضم شتى القوميات والطوائف كالعراق ولبنان. فما بالك بدولة واحدة تضم الفلسطينيين والاسرائيليين؟ هنالك من يقول ان دولة علمانية يمكن أن تضم تعايش الشعبين في اطار واحد. هذا حلم لن يتحقق. فكل من الشعبين متمسك بدينه وبشريعته التي لا يمكن التخلي عنها. وليس هناك في العالم شعب تخلى عن دينه فيما عدا الشعب الصيني. وها هي دول المعسكر السوفيتي تعود الى الدين بعد تحررها. الاحتمال الثاني هو ديمومة النزاع. وهذا يعني الإحباط واليأس خاصة بالنسبة للشعب الفلسطيني. هذا النزاع لما يزل ينزف دما منذ قرن ونيف. أفلا يكفي ذلك؟ ألمّ يئن الأوان لايقاف النزيف وانهاء النزاع؟ والاّ تكفي معاناة الشعبين طوال قرن. ومن ذا الذي يرنو الى ديمومة هذا النزاع؟ إذن، لننحي جانباً هذا الاحتمال المشؤوم. يبقى حيالنا حل الدولتين. هذا الحل فيه المزايا وتحقيق الطموحات لكلا الشعبين. فهو الضامن للسيادة والاستقلال والطابع وللحفاظ على التراث واللغة والتقاليد وتطلعات المستقبل للفلسطينيين والاسرائيليين على حدّ سواء. حل الدولتين هو الضمانة لإنهاء النزاع والمطالب. هذا الحلّ يحقق حلم الفلسطينيين في اقامة دولتهم الخاصة بهم. هذا الحل هو تطبيق لقرار الأمم المتحدة للعام 1947 الذي أقرّ حل الدولتين، واحدة يهودية والاخرى عربية. دولتين مستقلتين متفاديتين لتداعيات وترسبات الدولة الواحدة المختلطة. ولا يعقل ان يتمتع 194 شعباً في هذا العالم بدولهم المستقلة الخاصة، هذا في حين يكتب على الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي أن يواصلا الصراع داخل كيان واحد مختلط. لا يعقل. ثم ينبغي الأخذ بنظر الاعتبار حساسية الشعب اليهودي حيال المحرقة وايمانه الراسخ بأن دولته اليهودية هي الضامنة لعدم تكرار المحرقة. وأخيراً، هنالك من يقول إنه ليس في الطرف الفلسطيني فقط من ينادي بالدولة الواحدة، وانما في الطرف الاسرائيلي أيضاً هنالك من يرنو الى ذلك. هذا صحيح، ولكن تنبغي الاشارة الى حقيقة هامة ألا وهي ان المنادين بذلك في اسرائيل هم قلة هامشية ليس إلاّ. واسرائيل دولة ديمقراطية فيها تتخذ القرارات بالاغلبية قد يكون في الكنيست او حتى في الحكومة من ينادي بحلّ الدولة الواحدة. ولكن في نهاية المطاف، الاغلبية هي التي تتخذ القرارات. والحمد لله الاغلبية في اسرائيل تنادي بحل الدولتين. رئيس الوزراء ينادي بحل الدولتين وقبله رئيسا الوزراء السابقين اولمرت وشارون. هذا ناهيك عن موقف الوسط واليسار المنادي بذلك. وآخر استفتاء في اسرائيل نشر يوم 2013/6/18 يفيد ان 77 بالمائة من الاسرائيليين يؤيدون حل الدولتين. الحل الأمثل هو حل الدولتين يفصل بينهما جدار وكما يقول المثل : "ان الجدار خير ضمان للجيرة الحسنة". تطلع الشعبين هو نحو دولتين متجاورتين متعايشتين بسلام، متعاونتين نحو غد افضل. متبنيتين الحل الصحيح. ولا يصحّ آلا الصحيح
#شاؤول_منشه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
المزيد.....
|