|
لحظة كونية في اللاوعي مع الأديب الشاعر والمترجم الرفيق حميد كشكولي .. -بؤرة ضوء- جزء ثالث
فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 13:03
المحور:
مقابلات و حوارات
لحظة كونية في اللاوعي مع الأديب الشاعر والمترجم الرفيق حميد كشكولي .. "بؤرة ضوء" جزء ثالث
هل جربتم أن تحملوا نهرا على الأكتاف؟ فأنني حملت ُ الوند ، وند خانقين بكل تياراته على صدري ، وامتص قلبي كل ّ ألوانه ، وحلاوة تمور نخيله وتينه والأعناب. كانت قدماي مزروعتين في مائه، و صوت ٌ يوقظني من النوم : " حميد ! انهض ، انظر ، يا لخضرة هذا الليلك النامي من عينيك!" . المحطات التي مررت ُ بها: الجامعة التكنولوجية حيث الحديد يكون أرق من النسيم بصدق النظرات. بيشمرغة مع الأنصار الشيوعيين في كردستان. معايشة الحجر و البشر الذين رفضوا أن يستحيلوا أنفالا. هل سيرتم الجبال إلى النجوم ؟ فأنني حضنت جبال كردستان ، واطفأت نيرانها براحتي.*
13. ما الذي أضافته لك تجربتك النضالية في الجبال كمقاتل في حركة " الأنصار " ؟ الجواب: اكتسبت ُ في الأنصار تجربة غنية رغم المصاعب والمآسي . هناك لمست العراق بيدي و عرفت كل شي ء عن أبنائه ، ثقافتهم و سلوكياتهم و امراضهم و ما يقلقهم. تجربة غنية بقبحها وجمالها. أريد من كل المهتمين الاطلاع عليها لتعلم الدروس من هذه الصعوبات و عدم تكرار مآسي شعبنا. الكل التحقوا من منطلقات انسانية ووطنية , لكن فشلهم يجب أن لا يؤنب ضمائرهم. في الأنصار التقيت بكل مكونات العراق ، و مستوياتهم الثقافية و المزاجية و الأخلاقية.رغم أنه من الصعوبة أن أستفيد من هذه الدروس بعد ذبول زهرة شبابي، الا أنني أدعو الأجيال الفتية والشابة الاستفادة منها. * * * *
14.من نفحات الأصدقاء
من وحي صديقة مشتركة بيننا " مكارم إبراهيم " ، لمست شفافيتها وخلقها الجم حين أورثتها العافية أثوابها .. فندمت لأني لم أتعرف عليها سابقا.
قلت فيها: 1.انهضي مكارم يامكرمة العقل والطيران ..أريد أن تسبرني غور هذه الصورة الشعرية معك ؟ الجواب: نعم ، زميلتنا العزيزة كانت وعكتها صدمة لي و لجمميع زميلاتي وزملائي في الحوار المتمدن ، وقد كانت استعادتها الحياة معجزة . إنها بحركتها و طيبتها و عملها الدؤوب من أجل المظلومين هي نعمة علينا بتفعيل عقلها و نشاطاتها _ طيرانها في سبيل تحقيق اهداف الانسانية، لهذا ناديتها بمكرمة العقل و الطيران . * * *
ومن وحيها: 2.ماهو رأيك بأن تأخذ الأقليات استقلالها أو تحررها أو أن تحصل على حكم ذاتي ؟
الجواب: هذه مسألة كبيرة واشكالية تتعلق بالحريات و حقوق الانسان. لي موقف ورؤية خاصة في ما يتعلق بحقوق الأقليات . أن يقوم حفنة من الأشخاص بالادعاء بتمثيل هذه المجموعة أو تلك و انتزاعهم باسمها على مناصب و مقامات رسمية ليس بحقوق هذه الأقلية. إنها حق طبيعي أن يتنمتع ابناء الأقليبات بحقوقهم بأداء طقوسهم و التعلم بلغاتهم ، ولكن عزلهم عن الأكثرية باسم الحقوق القومية فيعني توقيعهم بأنفسهم على وثقيقة المواطنة من الدرجة الثانية. كيساري ليس من واجبي اثارة مسائل قومية واقلياتوية ولكن حين تحدث خارج ارادتي عليّ البحث عن حل لصالح أبتاء هذه الأقلية. لحل أية قضية قومية يجب اقتلاع جذور الغبن و الاضطهاد القوميين . * *
3.وسؤال آخر من فكرها الجميل ..ما رأيك باتحاد الدول العربية ضد اسرائيل كوحدة أو كجبهة موحدة كما حال الإتحاد الأوروبي الموحد ، هل من نجاح لهكذا مشروع؟ الجواب: هذا حلم جربته الأنظمة والنخب العربية منذ سبعين عاما واخفقوا فيه. التطور والنمو يجب أن يسيرا في كل قطر باستقلال و حسب مصالح شعبه ، التطور الاقتصادي و التنمية الاجتنماعية هما يفرضاتن التعاون والتنسيق بين الدول. اسرائيل حقيقة واقعة لا بد من الاعتراف بها ، و انتزاع الاعتراف منها بحقوق الشعب الفلسطيني في تشكيل دولته و تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
** * *
2. ومن وحي صديق آخر بيننا " فواز فرحان " : أجده هذه الأيام منغمسا حد قمة رأسه في أدب داون براون ، فقد تبحرت في عالمه قبل منه "الشيطان يكمن في التفاصيل" دان براون : يرتدي أحذية خاصة تساعده على البقاء في وضع مقلوب - قدماه إلى أعلى ورأسه إلى أسفل، ويقول: "البقاء في وضع مقلوب يساعدني على حل عقد الحبكة الدرامية عن طريق تغيير الزاوية التي أنظر بها إلى الأشياء." لكنه لايشبهني في ذلك عل صديقي فواز يوافق داون على ماقاله ..
وفي خاطره سؤالان يقدمهما من عروج قلبه : 1.كيف ينظر حميد كشكولي للمعاني الصادقة وكيف يصنفها في مقاييسه الأدبية والشخصية ؟ الجواب : لا بد لي أن أحيي زميلي العزيز فواز فرحان الجندي المجهول في سبيل الانسانية وحقوق الانسان وحريته. فالمعاني الصادقة هي المقاييس في أدبي وشخصيتي و لا يمكنني تصنيفها في مقاييس. عملنا في الحوار المتمدن يجري كسمفونية و كل واحد منا مايسترو . * * * 2.لماذا لا يترك حميد كشكولي السياسة ويتفرّغ للشعر وترجمة القصائد الفارسية التي تشرق بمعانٍ حياتية تميّزها عن الشعر العربي ؟ الجواب: الحياة بالنسبة لي وحدة واحدة ، أرى في السياسة جماليات الأدب و كذلك استشف في الشعر كل مناحي الحياة منه السياسية. و حقا ، يجب أن اتخصص أو أكرس وقتا أكثر للترجمة من بديع الشعر الفارسي و السويدي.
* * * * * وختام نفحات الأصدقاء المصور الفوتوغرافي والأديب سفيان الخزرجي كان له سؤالان مختلفان بعض الشيء
1. هل للمفكر حميد كشكولي نموذج حكم في العالم يستطيع ان يذكره كمثال للدولة التي يحلم بها؟ الجواب: نموذج النظام الاشتراكي _ الحقيقي و ليس الستاليني- هو مثالي المنشود وحلمي الذي يجب النضال في سبيل تحقيقه. * * *
2. هل تقيم اصدقاءك بمدى قربهم او ابتعادهم عن فكرك السياسي؟ الجواب: لا ، أبدا . فهناك أصدقاء يفترقون عني بفكرهم . لكن لا يمكنني أن أصادق شخصا يحمل فكرا سياسيا معاديا للانسانية و بسبق الاصرار. ربما اصادقه ان كان لا يعرف كيف يعادي الانسان بفكره في سبيل التأثير عليه و تغييره.
شكرا للرفيق حميد كشكولي على جميل أجوبته المهذبة والأنيقة والعميقة بدلالاتها. أملنا في حوار قادم مع شخصية جميلة أخرى..
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لحظة كونية في اللاوعي مع الأديب الشاعر والمترجم حميد كشكولي
...
-
لحظة كونية في اللاوعي مع الأديب الشاعر والمترجم الرفيق حميد
...
-
الفقد
-
-يالها من حماقة - ..لكارلوس مونييز (مونييث) - الأدب العالمي
...
-
حشرجات
-
إرهاصات
-
ذاكرة من غياب
-
أدلجة الأجناس وحرية الفكر ، حوار مع الأديب والكاتب سنان أحمد
...
-
أدلجة الأجناس وحرية الفكر ، حوار مع الأديب والكاتب سنان أحمد
...
-
أدلجة الأجناس وحرية الفكر ، حوار مع الأديب والكاتب سنان أحمد
...
-
أدلجة الأجناس وحرية الفكر ، حوار مع الأديب والكاتب سنان أحمد
...
-
أدلجة الأجناس وحرية الفكر ، حوار مع الأديب والكاتب سنان أحمد
...
-
أدلجة الأجناس وحرية الفكر ، حوار مع الأديب والكاتب سنان أحمد
...
-
يا مليكي
-
ميكافيلية استلاب المراة .. الغاية والمآلات ، حوار مع الأديب
...
-
ميكافيلية استلاب المراة .. الغاية والمآلات ، حوار مع الأديب
...
-
ميكافيلية استلاب المراة .. الغاية والمآلات ، حوار مع الأديب
...
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
تساؤلات فلسفية حول عام 2024
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
المزيد.....
|