أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلوى فرح - التفرّد














المزيد.....


التفرّد


سلوى فرح

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 18:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


خاطــــــرة

التفـرّد

هل أنت إنسان فريد؟؟ أم انك نسخة عن الآخرين.. تقلدهم.. وتقتدي بخطواتهم؟؟ ما هو سر تفردك؟؟ وهل هذا هو الشخص الذي تطمح أن تكون عليه حقا؟؟...
أسئلة عديدة تألقت في ذهني.. مع تألق اشراقة الصباح الندية.. حيث أصحو باكراً في كل يوم قبل بزوغ الشمس.. أنتظر بفارغ الصبر لقاء شوق الورد بحنان قطرات الندى الشفافة فأعطر روحي بعبق المحبة الطاهرة التي تفوح في أفقهما.. وأتأمل ملياً في قداسة هذا التمازج السماوي..
إنها علاقة روحانية.. صافية.. صادقة لذاتها.. حرة التعبير.. يرتقي فيها اسمى درجاته.. عطاءً بلا مقابل.. ويترقرق فيها الاخلاص.. الوفاء.. شلالات متدفقة بالحياة.. تقطر قطرة فقطرة.. احتراماً لأنوثة الحب، وروح الورد..
إنها علاقة راقية.. حتى طريقة اللقاء مع الندى مختلفة بين الورود.. فلكل وردة أسلوبها وطقوسها الخاصة في معانقة الندى بهمس العطر.. و للندى تفنن جميل، وفريد في توزيع عطاء حبه بين بتلات وردة وأخرى.. ما أروعه من مشهد غريب نادر.. ألا تدفعنا عظمته إلى اليقين بأننا متفردون كبشر أيضا ؟؟؟
إن الله أبدع في خلق الإنسان على هذه الأرض.. فجعل كل واحد متميزاً في ذاته.. ومن هنا يجب أن تبدأ الدعوة للتفرد من البحث في الذات..
نحن متفردون بالطبيعة(بالفطرة).. وبدلاً من أن نُمعن في البحث عن سر تفردنا، وقراءة رسالة الله لنا خصيصاً.. نبحث في الآخرين، ونقرأ رسائلهم.. وهنا يبدأ الدوران في الدوائر المغلقة، والعودة إلى نقطة الصفر.. نستغني عن أدوارنا الحقيقية.. فنرتدي نظارة التقليد، ونمشي في حلكة الليل.. ونغط في سبات عميق.. ونتغاضى عن النور.. ونعثر على ذواتنا في الآخرين!! وكم من النساء تنفق اموالاً طائلة لتغيير أشكالهن، وجوهرهن.. تشبها بفنانات العصر.. وكم من الرجال من يتشبه بمشاهير وعظماء، ويفقد فرادته!!.. ليس عيباً أن نتمثل في العظماء والقديسين، ونقتدي بهم.. ولكن يجب ألا نفقد هويتنا الشخصية.. فعندما لا تكون ذواتنا لا نكون شيئاً.. و شتان ما بين التمثل والتفرد..!!
الحرية، والحقيقة توأمان.. فلنبدأ البحث في صميم قلوبنا وأعماق أرواحنا عن لمسات الله في ضمائرنا.. وبماذا يميزنا عن غيرنا.. وما هي ملكاتنا.. صفاتنا.. إمكاناتنا.. والقوة الكامنة فينا ..الغوص في أعماق الذات ليس بالأمر السهل.. إنها رحلة شاقة.. قد تكون أصعب من رحلة اكتشاف الفضاء!! الإعصارات كثيرة، والموروثات عميقة.. رحلة الولوج إلى النفس الإنسانية وسبر أغوار الذات شاقة جدا.. والمسيرة تعترضها جبال وصخور وحفر.. إنما بالصبر والإيمان والإرادة نتجاوز المحن.. وفي الرقة والأمانة والوفاء لذاتك الفريدة.. تنقذها من فناء روحي ابدي.. فتنعم في الخلود والبقاء على شفاه الزمن أغنية الانتصار الأبدي..
ثمة من يحاولون أن يفقدونا هويتنا.. ويشكلون حياتنا.. ويجتهدون بلا كلل.. لمزجنا واستنساخنا.. ويسعون لتشويه بصماتنا.. ولكن بصمة الله فينا لا تندثر فلنحافظ عليها...
لا يوجد إنسان على وجه الأرض يشبه الآخر.. فقد خلقنا الله بحكمته متميزين في كل شيء.. حتى التوأمان ربما يتشابهان.. في الملامح.. لكنهما مختلفان في الجوهر.. نبرة أصواتنا تختلف.. سحر ابتساماتنا مختلف.. فلنتعز في فرادتنا، هي ذاتنا التي احبها الله فأعطى بلا حدود جُل الصفات..
ربما قد حان الوقت إلى أن ننزع أقنعتنا المزيفة، ونهبط عن خشبة المسرح.. حفظت الأدوار.. لكن الله سوف يسألك عن دورك الحقيقي في الحياة..
هل كنت صادقاً لنفسك؟؟ ومنفتحاً على الآخرين بكامل الحب؟؟ وهل أرويت ظمأ الروح تفهما واصغاءً؟؟ وهل عطفت على مكسوري الخواطر.. ودفأتهم في الأمان؟؟..
هل أحببت الحياة، وعشتها بملئها؟؟ هل أدركت قيمتك الفعالة واحترمت ذاتك كي تُحترم من الآخرين؟ وهل نفذت رسالة الله شخصياً، وطبقت حروفها؟ فكنت أنت كما أنت.. الحياة هدية ثمينة وفريدة.. ولؤلؤة نادرة.. وأمانة أزلية يحفظها الورد بين طياته.. ويعزف موسيقاها همساً في لقاء قطر الندى.. لتخلد المحبة في الكون.. ويخلد سر تفرد الله فينا ايقونة نادرة وترنيمة أبدية يعزفها حفيف الشجر كلحن خالد في ثنايا الزمن، وينشرها عبق نيسان ياسميناً يداعب لمسات الأمل.
18/6/2013م
بقلم سلوى فرح-كندا[email protected]



#سلوى_فرح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَحْلَمُ بوطنٍ لا ينتحِرُ
- الطلاق النفسي
- على شفا صحوة


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلوى فرح - التفرّد