عبد الله صديق
الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 23:48
المحور:
الادب والفن
مرة أخرى ... إن شجرة الصندل تعطر الفأس التي تقطعها
الصياد و القصبة و المصباح
لا هواء سوى هواه يرفرف كعصفور جريح هذا المدى
عنق تدلى من أرق
وردة حلمها الطيران صارت مسافة
في البحر شباك وجوه تتعدد في التكرار ووحدك وجه مألوف لدم الغزالة
البريد الذي يرن في قلب هاتف محمول
وترتجفُ لهزته يدُ العاشقة
التي لا تخون
تفضح الشاشةُ مصدرَه
قبل أن تمتص شفاهُها ريقَ التَّلَبُّس
تنتظر معجزة لتسيل في يدها قبلاته الواحدة تلو أختها المسهدة
تفتح الريح يدها وتسخر من صوت الصدى في جرحها
حتى حين ندك كل شيء .. و نسوي الأطلال بالأرض .. تظل في عمق الآبار أسرار كثيرة .. فهل هناك خيانة أكثر من خيانة الصمت ......؟
يقول العاشق للعاشقة تقول العاشقة للعاشق
ويسقط الصمت بينهما رنين إبرة في القش
بعض الصباحات شاردة وحزينة كبعض الرسائل .. ككثير من الصور ككثير من الكلام تخطفه جوارح اليقظة أنين غفوة في الفراغ
الكذبة كبرت صارت سفينة نوح -الضحكة استقرت كرصاصة في القلب لولا الهواء أبعدها مسافة قبلة عن قلبها فعادت
البياض عتمة والعتمة بياض واختلط الأمر
كان يغرق .. طلب صارخاً .. غاضباً .. متوسلاً طوق نجاة .. الواقفة على الضفة .. كانت هناك ...
كان يغرق .. لأن البحر كان عميقاً .. ربما ؟ .. لأنه لم يكن يجيد السباحة .. ربما ؟.. لأن ما يسميه بحراً كان مجرد كأس ماء .. ربما؟ ، لكنه كان يغرق بالتأكيد .. و ظلت الواقفة هناك صماء لا تسمع صراخه .. لا ترى غضبه ... لا تصلها توسلاته ...
تشبتَ بأمل ظل يتآكل حتى النهاية ..
قبل أن يبتلعه بحر (الحقائق أو أنصاف ...الحقائق أو الأوهام .. لا أحد يعرف) كان كل شيء جميل في داخله يتآكل .. قبل أن يغرق ، كان كل ما تبقى في المسافة بينه و بين الواقفة هناك هو القبح و النذالة و البذاءة.
شيء واحد يعزيه قليلاً .. فحين كان قبحه و نذالته و بذاءته قد وصلت كلها حد الانفجار مثلما تنفجر رئة إنسان يغرق، كانت رئة الواقفة هناك قد شرعت بدورها في تفجير مماثل ..
حينها فقط سمح للبحر أن يبتلعه نهائيا .. فماتا
جثة هاربة أم قلم يصفع الغياب -جثة هاربة أم روح فرت من جسد ليس لها
تعانقا كأن لم يكن سواها في الهاوية
عاشق وعاشقة .
#عبد_الله_صديق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟