قالوا لي ماذا أقول لصغاري عندما يتساءلون عما يحدث ؟

شيري باترك
كاتبة / باحثة نفسية ( مسجلة دكتوراه بعلم النفس )

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 15:22
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

أجدادنا أبهروا العالم ومازالوا ...
أجدادنا حنطوا الأجساد ... نحن ندعو لتحنيط العقول
أجدادنا قدسوا العمل ... نحن ُنقدس الكسل والخمول
أجدادنا دعوا إلي توحيد الآلهة... نحن نعشق الفرقة والانقسام والقتل
أجدادنا قدسوا المعرفة والعلم والقراءة ... نحن نُقدس أُبي جهل ونعبد الجهل
أجدادنا دعوا بالتعليم ... نحن لا ندعو لشيء فقط ُنقلد كالأعمى
أجدادنا مارسوا الحب وجعلوا له إلهة... نحن نُكفر ونقتل مَن ُيحب
أجدادنا مزقوا كل مَن حاول أن يغتصب أراضيهم ... نحن نجلب الأعداء لكي ينهبوا الأرض
أجدادنا تعموا في كل نواحي الحياة ... نحن نهوي قشور الأشياء ، السطحية
أجدادنا عرفوا من هي المرأة تلك الروعة ... نحن مَن جعلنا من أمهاتنا عورة
أجدادنا جعلوا النساء ملكات ... نحن نجعل النساء من الممتلكات
أجدادنا كتبوا حضارتهم علي الجدران ... نحن نكتب الموت علي جنس حواء
أجدادنا مهد الفنون والأدب ... نحن أصبحنا مهد للجاهلية والقبلية والبدائية
أجدادنا دعوا إلي تطهر الجسد ... نحن ندعو العهر وتجارة الأجساد
أجدادنا جعلوا من العلوم منارة لهم ... نحن صنعنا آلهة تركع لها
أجدادنا صنعوا الحياة ... نحن نخترع طرق الموت
أجدادنا جعلوا من الكهنة مرشدين لهم ... نحن مَن سَم الأزهري ودهش القبطي
أجدادنا جعلوا الكل يأتي لرأى عبقريتهم ... نحن لو بقينا هكذا يأتوا لبروا تخلفنا
أجدادنا بنو حضارة ... نحن نعيد الجاهلية نعيد أسوء ما في العصور الوسطي بأوروبا
أجدادنا عرفوا قيمة الماء ... نحن لا نعرف إلا الدماء
أجدادنا أدركوا قيمة الماء ... نحن نعرف جيدًا أن نهدرها ،نلوثها
أجدادنا عَلموا الشعوب القيم والمبادئ ... نحن أصبحنا بلا مبادئ ،بلا قيم
قالوا لي ماذا أقول لصغاري ... أ أقول لهم إن شيوخنا لا يتكلمون إلا عن جسد المرأة وكيف أن كلهن يتقنه الرقص أَم لا يتقنه ... كيف يكون جسدها الذي أَبدع الله الواحد الأحد في خلقه جسدها جُعل أثم خطيئة ُجعل عورة وهو روعة
ماذا أقول لهم
أقول لهم كيف قُتل أخواتهم بالُسم وهم يتعلمون ... أو كيف دهس أخواتهم وهم يعبرون عن حقوقهم ... ماذا أقول لهم ... وكيف تم اغتصاب المرأة التي تثور علي الظلم وكيف تم اغتصاب الصحفيات ...
الواقع مخزي يحمل لنا في جيوبه ... المرض ... الألم ... الحزن ... الفقر ... الموت ...!
قالوا لي ماذا أقول لصغاري عندما يتساءلون عما يحدث ؟

#شيري_باترك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات