أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - نزيف الدم السوري..والموقف الدولي














المزيد.....


نزيف الدم السوري..والموقف الدولي


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بدأت أشرطة الفيديو التي تُظهر وصول أسلحة الى الجيش الحر، بالانتشار الفوري، بعد أقل من 72 ساعة على قرار الإدارة الأمريكية، بدعم المعارضة ..فهل كانت قد وصلت قبل القرار؟ أم أن قوى الثورة الليبية استغلت القرار، فأعلنت على الملأ تسليم الحر، دفعة سلاح جديدة؟
قبل ذلك، سرعان ما تلقف حسن نصرالله حدثين بارزبن متصلان بالأزمة السورية، كي يعيد القول بأنه الى جانب النظام السوري، وأن هذا الخيار هو قرار استراتيجي، لا عودة عنه في الدفاع عن نظام مافتئ يقتل ويدمر بوحشية نادرة، يعلن عن الدفاع عنه بكل قوة ووضوح وتحدّ. مقرّاً بكل مايدور حول دوره في قمع انتفاضة السوريين. ليجعل من ذلك ردّاً مباشراً على قرار الإدارة الأميركية، بشأن تسليح المعارضة السورية، وعلى قرار مؤتمر العلماء المسلمين بفتح باب الجهاد في سورية.
وعلى أهمية ذينك القرارين، فإن مجاهرة أمين عام حزب الله للمرة الثانية، بضلوعه في قتل السوريين، لايعد من وجهة نظرنا تحدياً للمجتمع الولي وقراراته التي سخر منها، كما فعل قبل أيام طاغية دمشق، فحسب. إنما هو استفزازٌ بالغ وتحدٍّ بشع لمشاعر السوريين الذين تسفك دمائهم بيد من جعلوا منهم إخوة الدم في الملمات الكبرى، التى دارت عجلاتها الطاحنة، فطوتهم المرارات، دون أن يروا في ذلك سوى واجب الحياة والمصير، فهل مكنهم السوريون من المحبة كي يشرعوا بوابات الموت فيهم ذبحاً، بلا ضمير؟
كان موقف حسن الله ولم يزل، أشد وضوحاً، وهو يرثي قتلاه وجرحاه، على أنه موغلٌ في تطهير سوريا من اهلها، درجاً على ما رآه الطاغية في السوريين جراثيم يجب تعقيم البلاد منهم!
لكن المفارقة التي لم نستطع فهمها على الرغم من إدراكنا العميق لها، هي في تباينات المواقف وتضاداتها في الأطراف الإقليمية والدولية، حكومات ومنظمات، بشأن دعم المعارضة السورية، بما يضمن الوصول الى لجم النظام وحزب الله وإيران، عن مواصلة القتل والتدمير. والموقف البريطاني أمس من تسليح المعارضة، إثر قرار أوباما، واضحٌ وجليّ. وهي ذاتها لندن التي استطاعت إقناع الاتحاد الأوروبي قبل نحو أسبوعبن، بمعية فرنسا، على اتخاذ قرار بتقديم الدعم العسكري لقوى الثورة السورية المسلحة.
هنا تعيدنا التساؤلات الى مربع اليقين الأول، بأن الإرادة الدولية، هي إما في حالة استلاب وعطالة، غير قادرة على القيام بأي فعل حقيقي، في سياق الأزمة السورية، من شأنه التأثيرعلى مجريات الحدث الإقليمي والدولي، أو أن ما ينمّ ويصدر عنها هو تعبير عن رؤيتها لاستراتيجية الصراع فيما يتصل بالمسألة السورية، وفي الحالتين هي وبالٌ على الشعب السوري، الذي أضرت به الرؤى المتجاذبة المتنافرة، بين مؤيد وداعم لهان وهو ليس اكثر من ذرّ الرماد في العيون، وتغطية الشمس بغربال. وعلى النقيض من سذاجتنا، الروس يلعبون بمهارة، تستبق ذهول الآخرين وغفوتهم.
قد لايكون قرار مؤتمر علماء المسلمين، في ظل الأوضاع الدولية الراهنة مفيداً، حتى وإن بدأ عشرات آلاف المسلمين بالتطوع، وهم في حالة جاهزية، في عدّة دول إسلامية، فهو قرار فضّ عتب، بعد أن استباحت قوى النظام وحماته سوريا بشعبها وتاريخها، استباحة فريدة في التاريخ البشري، مع الإشارة بقوة ووضوح الى أن سوريا ليست ساحة جهاد اقليمي ودولي، ويفترض توجيه الطاقات والقدرات، بما يكفل إيقاف النظام عن الاستمرار في غيّه، وثمة أولويات أكثر أهمية من فتح باب الجهاد في سوريا، فالسوريون مجاهدون أشداء في وطنهم ومن أجلهن ويدرك العالم الاسلامي قبل المجتمع الدولين يدرك تماماً ما حاجة السوريين اليه اليوم، لمواجهة القتلة: نظام الاسد، ايران وحزب الله، ومعهم القوى الكبرى الداعمة لمجازرهم.
إن تقديم الدعم الكامل، بلا مواربة، مطلب أساسي للثورة السورية، لكن عدم المصداقية دفع بالنظام وشركائه لمزيد من التنكيل بالسوريين، وماقرارات أوباوما، ومؤتمر علماء المسلمين، إلا محاولة جديدة في إطار لعبة شدّ الحيل، او عضّ الأصابع، بين القوى التي تدير دفّة الصراع، وتلك الراغبة بأن يكون لها موطئ قدم في الاطار الإقليمي والدولي عبر الدم السوري هذه المرّة.
يريد السوريين قبل كل شئ، إيقاف التدمير والقتل، وهم قادرين على كشف الغمة السوداء التي ظللت سماواتهم دماءً وجراحاً وآلاماً مريرة . السوريين لهم انفسهم فقط !
---------------------
كاتب سوري



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو استراتيجية لحل الأزمة السورية: دور المجتمع المدني
- المجتمع المدني السوري في الخارج : تركيا نموذجاً
- المساءلة..!
- نبيذُ خيبةٍ أخرى
- الطريق الى جنيف 2
- مركز الدراسات المتوسطية : المناطق المحررة والشرعية الثورية
- الطغمة المستبدة
- الطائفية : العتبة الدامية !
- الادارة الإنتقالية - تجربة الرقة
- قضية الفساد في مجال الإغاثة والدعم الإنساني في الثورة السوري ...
- الحرية أولاً
- اسلاميون ومدنيون..وفوضى المستقبل


المزيد.....




- أصاب وجه ترامب.. فيديو دفع ميكروفون وردة فعل الرئيس خلال تصر ...
- أول تعليق من ترامب على عملية العراق ومقتل قائد العمليات الدو ...
- رغم الصعوبات وانقطاع الكهرباء.. أطفال غزة يطلبون العلم ولو ف ...
- Vivo تعلن عن هاتفها المنافس الجديد
- لماذا تزداد صعوبة فقدان الوزن بعد انقطاع الطمث؟
- العلماء يكتشفون طريقة جديدة للعثور على حياة خارج الأرض
- علماء يكتشفون سر طول عمر أكبر معمرة في العالم!
- كوارث طبيعية وشيكة تهدد الولايات المتحدة
- الجيش السوري قد يحصل على أسلحة أمريكية لأول مرة
- على ماذا سيتدربون خلال مناورات الحزام الأمني البحري 2025؟


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - نزيف الدم السوري..والموقف الدولي