أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحاق الشيخ يعقوب - رنَّ هاتفها!














المزيد.....

رنَّ هاتفها!


اسحاق الشيخ يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 12:46
المحور: الادب والفن
    




عندما علم انها سوف تستفتيه شرعاً في امرها.. شذب من اطراف لحيته وخضب اطراف ذوائب شعره ومرر مرود الكحل بين هدب عينه وسوى ثنايا «الشماغ» من على رأسه ولاعب بأطراف اصابعه سبحته.. واستخار الله في نفسه على نفسها.. فالنفس امارة بالسوء واستدرك بينه وبين نفسه «الا عند المتقين» فنظرات احلامه الولهى لم ترَ جاذبية تفاصيل وجهها.. ولا رمانتي صدرها ولا اكمة ظهرها.. ولم تقف على شيء من ملامح شكلها.. الا ان صوتها عبر الهاتف المشحون بتقوى تأوه الانوثة عندها.. ألهمه الخيال فيها وتمثلها: ممشوقة القد ناهدة الصدر ناعمة الملامس ندية النفس طرية المواضع يفيض سحر السواد في عينيها الواسعتين المتطارفتين في نظراتها!! وجهها مُستدير وانفها صغير ولها غمازتان فرحتان وشفتان ملتهبتان ساحرتان.. تمتم بينه وبين نفسه قائلاً: «سبحانك ربي انك احسن الخالقين» رفعت مقبض الهاتف قرّبته من قرط اذنها وادارت ارقامه.. رن هاتفه وقالت: السلام عليك سيدنا الشيخ.. ورحمة من عند الله وبركاته.. ردّ: وعليك سلام الله ورحمته وبركاته.. قالت: ايها الشيخ الجليل اني استفتيك في امرٍ توهجت خصوصيتي في المنام في خصوصية شيطان واقعني دون رغبتي.. امر الله واقع مفعول بيني وبينه.. كان صوتها يتقطع مجروحاً في بُحة انثى تلهث وجداً وصبابة في ترسل الحياة في الدنيا.. اما الآخرة فحسابها عند الله.. كان الله غفوراً رحيما.. فقد كانت تستجلي غفرانية ربها في غفرانية شيخ جليل ورع يخاف الله!! صمتت تلتقط غبطة توهج انفاسها في انفاس رجل من رجال الله الصالحين عبر اسلاك الهاتف.. وصمت وانفاسه تتطاير في طيب انفاسها وتخيلها حورية من حوريات الجنة امرها الله ان تضع يدها على كتفيه وتطلب منه جرعة ماء لتطفئ لهيب انفاسها في عطش انفاسه!!.
وكأنه استفاض تقوى عطش وجد فيضها في وجد عطش فيضه.. فيض العطش إلى الدنيا.. أم فيض العطش إلى الآخرة.. فيض عطش التقوى في الدنيا لنيل النعيم في الآخرة «والعاقبة للمتقين» وكان يتلمس تقوى روحانياته في تقوى روحانياتها.. وهو مغمض العينين وكان أن فتحها على رنين الهاتف مرة أخرى بعد لحظة انقطاع.. انقطع الخط قال متلعثما وردت متلعثمة انقطع الخط.. قال اللهم اجعل انقطاعه خيراً بيني وبينك رددتْ آمين.. آمين ورددَ آمين.. آمين!!
وفي لحظة صمت وترقب وجدانيين بينها وبينه.. رن الهاتف.. رفع السماعة وتنهد واعادها دون ان يرد.. رن هاتفها رفعت السماعة وتنهدت واعادتها دون ان ترد.. رنين القلب.. ام رنين الهاتف.. رن قلبه وسأل نفسه أقلبها رن؟ رن قلبها وسألت نفسها أقلبه رن؟!.
فالتخاطب الوجداني يُفضي إلى رنين الصوت أم إلى رنين الصورة.. أللصورة رنين؟! وتذكر بشار بن بُرد: «والاذن تعشق قبل العين احيانا!» وراح رنين صوتها يلاحقه حتى على سجادة صلاته!!.
رن هاتفه وعرفها.. اصبح يعرفها من رنين هاتفها.. رفع السماعة وقال: بعض الفتاوى تأخذ صحة جدوى اهميتها في المعاينة بالصوت والصورة وليس عبر الهاتف بالصوت فقط!!.
ابتهجت.. سوف تراه.. وابتهج سوف يراها...
قالت: الشيطان تاه فيني يأتيني في اكثر الليالي المقمرة.. وكنت اسمع وقع اقدامه فهو يمشي على اطراف اصابعه.. يخفق قلبي.. فأسمع خفق قلبه.. اقلبي يخفق في قلبه.. أم قلبه يخفق في قلبي؟! لا أدري.. اتلمّسه فلا اجده!!
أفيق من نومي.. أنوء باوزار احلامي.. أ للاحلام اوزار؟! أيعاقب الله عباده على الاحلام؟!.
وكان يدور بنظراته فيها يتفقدها في ارتعاش فرائص وجهها واحمرار وجنتيها وتطارف رموش نظراتها وبهاء ضياء غمازتي وجنتيها ورقة الابتسامة على شفتيها.. وكان كلما انحسر خمارها سوت بيدها اطراف شعرها واعادت الخمار على رأسها..
قال لها: لا خلاف توهمي انك تحلمين وانزعيه.. فقد اباح الله على عباده المعاصي في احلامهم.. وتوهم انه شيطانها.. وتوهمت انها في غطيط لذة احلامها.. فالله لا يؤاخذ عباده على المعاصي في احلامهم!!.



#اسحاق_الشيخ_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا المثال!
- عطر الأرض
- في فقه النصح و التتويب !
- شكري بلعيد سلاماً
- ضجيج الصّمت!!
- ينادون بالحوار ويتجافلون أمام طولة الحوار..
- بيضون يمد عقله الى تركي الحمد
- ما هي الرومانسية؟!
- عبدالرحمن البهيجان ونبش الذاكرة
- عبدالرحمن البهيجان
- من هو قحطان راشد؟!
- الطريق إلى الشيوعية عبر النفط...
- حزب الطليعة!
- حمزة كشغري وروح الجنادرية
- رحل عبدالعزيز السنيد
- البيض ومؤتمره الصحافي في بيروت
- أنحن على حافة حتمية حرب؟!
- كنت في عدلون!
- يوسف مرة أخرى
- بين الأنا والأنت


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحاق الشيخ يعقوب - رنَّ هاتفها!