|
مخاطر الفدرالية على قضية وثورة وهوية شعب الجنوب العربي
عبدالرقيب الجعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 22:59
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مخاطر الفدرالية على قضية وثورة وهوية شعب الجنوب حصر القضية الوطنية الجنوبية بمشكلة شكل النظام السياسي ، فإذا ما تم تغييره من مركزي الى فدرالي ، انتهت القضية وكأن ثورة الجنوب قامت من اجل ذلك ( انظر الى حالة التناقض الصارخة بين هذه الرؤية مع سقوط الشهداء الابرار وسفك دماء الجرحى وهم يهتفون برع برع ياستعمار لتتجلى في ذلك حقيقة التعارض الفادحة مع الارادة الشعبية وتطلعاتها) ب – وطالما الامر كذلك ، فالحل المقترح منح الاحتلال صك براءة من جرائمه في الجنوب ، لان الحل المطروح يقر بان الوضع القسري المفروض على الجنوب منذُ احتلاله ، ليس احتلالا وانما وضع وحدة ازمتها الوحيدة تتمحور في مركزية صنعاء الحادة فقط .[ في مقابلة صحفية لحيدر العطاس يقول بان الانسحاب من – لاحظ – الوحدة ، لا يتم الا عبر بوابة الوحدة ؟؟ - صحيفة الامناء العدد ( 119) 5/10/ 2011م ص 7 – العطاس يقر ب " وحدة" مع انها لم تتم ولو انها تمت لما حدث كلما نعرف وصولا الى احتلال دولة الجنوب عسكريا ، لقد فشل مشروع الوحدة قبل ان يجف حبر الاعلان عن ميلاده ، ومن لديه ما يثبت العكس من اخواننا الجنوبيين سواء [ الوحدويين منهم او التغييرين او الفدراليين ] فليبادر وينشر دليله لنخضع المسالة – بعدئذٍ – لحوار مسؤول ، منظم وغير متعصب ، .. فكم نحن بحاجة الى مثل هذه النقاشات .] . ج – رؤية الحل إياها احد دوافعها لا شك هو التطهر من تهمة الانفصالية بالدفاع عن المسلمة الايديولوجية الزائفة القائلة : (( وحدة الارض والشعب )) ، ولم تنطلق من حقيقة تاريخية موضوعية ، اثبتت عدم صحة تلك المسلمة ومقولاتها ذات المضامين القدرية والحتمية [ الوحدة قدر ومصير ...] . د – المساواة النمطية الشديدة السطحية والزيف بين قضية شعبنا وقضية شعب جنوب السودان التي يجري الترويج لها منذُ اكثر من عام ونيف من قبل المنتمين الى ذات المشروع في الداخل سراً وعلانيةً ، ان هذه النقطة – بحد ذاتها – تمثل مركز دائرة الخطر في مشروع الحل كله .. من حيث : * - إن القبول بمرحلة انتقالية لتنظيم استفتاء بعد 4-5 سنوات يعني بالضرورة : - إن الجنوب لم يكن دولة مستقلة في تاريخه بل جزءمن ال" ج.ع.ي " ، مُنح حق تقرير مصيره باستفتاء شعبي في ضل وجود الاحتلال !! . شأنه في ذلك شأن شعب جنوب السودان الذي لم يعرف دولة مستقلة قط (=ولا ننسى ان شعب جنوب السودان قاتل 20سنة ليفرض ذلك الخيار فرضا ولم يتسوله من السلطة تسولا ) - اسقاط حقيقة ان ثمة اتفاق ، بل معاهدة دولية ، بين دولتين اتفقتا على مشروع وحدة سياسية ، فشل قبل ان يبدأ وتحول الى احتلال كارثي لدولة الجنوب المغدورة . وإنما حل ديمقراطي في اطار شعب واحد ودولة واحدة تاريخيا !!!. على غرار المسالة السودانية ، والاقليم الناطق بالفرنسية في كندا ، بينما النموذج السياسي والقانوني المساوي لقضيتنا هو نموذج التشيك والسلوفاك ، الذين فضوا الوحدة سلميا بعد ( 73 سنة ) على وحدتهما سلميا . يضاف الى قضيتنا ، جريمة الاحتلال العسكري الهمجي الاقتلاعي ونزوعه التدميري الشامل لكلما يمت الى الهوية الجيو – ثقافية والحضارية الجنوبية المستقلة بصله . أليس من حقنا – كاصحاب حق عشنا جحيم الاحتلال وشاركنا في مقاومته – أن نتوجه بالسؤال البديهي الى هؤلاء : (( لماذا اخذتم بالنموذج السوداني وليس بالنموذج التشيكوسلوفاكي ؟)) لن يعجز عن الاجابة ويدرك ابعاد ودوافع ذلك غير منتمي الى المشروع القاتل إياه وإما متغابي وإما غبي بامتياز . فالجنوب كان دولة تاريخية مستقلة ،دخلت في معاهدة دولية مع ال " ج . ع . ي " بمشروع وحدة سياسية فاشل ، ولم تكن جزء من ال " ج . ع . ي " لا جغرافيا ولا ديموغرافيا ولا تاريخيا ، فلماذا المماثلة الشيطانية بينه وجنوب السودان ؟؟؟ . *- خلق كل اسباب وعوامل عدم الاتفاق في الراي في الجنوب ، لافشال [ وهم] الاستفتاء / الطعم الجديد او ليس ما يحدث اليوم في الجنوب من تمزيق وتجزيئ للصف الوطني الجنوبي ومن جنوبيين ، معطى ملموس لما سيؤول اليه الحال إن تمت هذه الصفقة الشيطانية . ؟؟ . فإذا كان حاملوا هذا المشروع لهم دور مركزي في بعثرة وتمزيق الارادة الشعبية الثائرة ، وهي في مرحلة المغرم ، فإنها في مرحلة المغنم / المصلحة – ستكون اقدر – بالسلطة والولاءات – أن تخلق واقعا سياسيا خادما للابعاد الضمنية والظاهرة في هذه النقطة ، محل نقاشنا ، وبالتالي إحكام الفخ على شعب الجنوب تماما ، إذا ما بلع غالبيته تفاحة الوهم الجديدة هذه ، أي الفيدرالية الملغمة بفترة انتقالية للاستفتاء الشعبي الجنوبي !!!! إخواني وآبائي الجنوبيين الاحرار انظروا الى الامر بعقولكم وبحدقات وجعكم وآلامكم كيف نحن اليوم ؟؟!! . إذا كنا نعيش وطأة القهر والاذلال والحرمان والهوان الجماعي التاريخي نحيا كغرباء على ارضنا ... الخ ... الخ فإذا بنا بمواجهة إنقسام جنوبي بين وخلف اكثر من رؤية ومشروع سياسي جنوبي ، ولم يظهر بعضها – كموضوعنا هذا – إلا بعد أن اوصلت الشارع السياسي الجنوبي الثائر الى حالة من الارتباك والياس ،بل والى حالة دوار سياسي وضبابية معرفية .. فكيف ستكون الحال إذا ما تكونت مصالح وتحققت منافع شخصية وفئوية ...الخ ؟ لقد تناسى البعض ماهو قائم وهرولوا خلف مشاريع سياسية تعيد شعب الجنوب الى الفخ الاول ولكن فخ اكثر إحكاماً من شرك 22 مايو 1990م المشؤوم .
*- إن جملة المخاطر المشار اليها ، المترتبة عن المضمر والصريح في تضمين مشروع الحل الفيدرالي فترة انتقالية للاستفتاء بعدها على الوهم الجديد ، يعني – عقلا ومنطقا - : - التنازل ، ليس عن القضية فحسب ، بل وعن الثورة واهدار تضحياتها الغالية . -اقرار مجاني بان الجنوب – الدولة لم يخضع لاحتلال بدائي همجي واستيطاني ، وانما افضى النظام المركزي الحاد الى مضالم بحق [ الاقليم الجنوبي من الجمهورية اليمنية ] ستجد الحل باعادة صياغة النظام من دولة بسيطة الى دولة مركبة – كما اسلفنا ,او (اعادة صياغة الوحدة حسب) حسب مخرجات مؤتمر الفدرالية في القاهرة. - لذلك فالصراع ليس صراع هويتين جيو – ثقافيتين وإنما صراع سياسي حول شكل النظام السياسي ، وهنا تسقط قضية الوطن الجنوبي المحتل ، وبالنتيجة يسقط حق شعب الجنوب الشرعي والعادل في استعادة حريته واستقلاله . إذ كيف لشعب يخضع لاحتلال عسكري ، ان يقبل بحل ما يبقي على الاحتلال ، بل ويسقط عنه هذه الصفة ؟؟ . وبالنتيجة ، ليس بمقدوره اقناع العالم – بعد ذلك – بانه تحت احتلال . - اضعاف الحق الوطني والتاريخي والقانوني والانساني الجنوبي ، وضرب القوى المتمسكة بهذا الحق واضعاف صوتها ، امام المراقب السياسي الخارجي الاقليمي والدولي فضلا عن ان تعدد الاصوات – الرؤى والمطالب الجنوبية ، تلغي وحدة القضية الوطنية الجنوبية وينظر اليها من خلال ذلك ، بانها تخضع لرؤى ومصالح فئوية ، كل طرف يضفي عليها الوصف الذي يطابق مصالحه وحسب ... إذ أن وحدة الماساة والمصلحة ، ببساطة ، تفضي الى وحدة الصوت ووحدة المطلب / الهدف . اليس الامر كذلك ؟ . الدائرة السياسية للمجلس الوطني لتحرير واستعادة دولة الجنوب
#عبدالرقيب_الجعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللاجئون الفلسطينيون وصفقة ترامب
-
بوتين يصف ترامب بـ-الذكي-.. ويرد بـ-مزحة- سوفييتية حول إمكان
...
-
العفو الدولية تتهم شرطة نيجيريا بإطلاق النار المميت على المت
...
-
بيان فرع النهج الديمقراطي العمالي بخربكة
-
على طريق الشعب: في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
...
-
لماذا انهار الائتلاف الحاكم في ألمانيا؟
-
م.م.ن.ص// هل كان ممكناً ألا تسمع اصواتهم؟ ...انتفاضة العاملا
...
-
عمر محمد علي يقضي عيد ميلاده العاشر خلف القضبان
-
الهدنة تعيد الجنوبيين إلى قراهم اللبنانية
-
مكافحة الإرهاب في لندن: ستة أشخاص رهن الاعتقال بسبب صلاتهم ب
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|