|
المغرب الأزمة القلبية القادمة والبحث عن يوسفي أخر
عبدالله أمحزون
الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 20:32
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
المغرب الأزمة القلبية القادمة والبحث عن يوسفي أخر أمام الأحداث المتسارعة التي يعرفها العالم والهزات والرجات التي تعرفها مجوعة من الدول، وما يقع في سوريا الآن من هجمة شرسة من قبل القوى الرجعية والغربية ، وما ألت إليه البلدان التي عرفت ما سمي بالربيع العربي من صراع وتغييرات ترمي العودة إلى الخلف ، يبقى السؤال هل المغرب في معزل عن كل ما يحدث عن العالم ؟ أمام الحراك الذي عرفه المغرب خاصة حركة 20 فبراير والانتكاسة التي عرفها المغرب حيث عجزت القوى الحية عن إحداث أي تغيير بل بالعكس تراجع المغرب إلى الخلف بحكومة جاءت عن طريق صناديق الاقتراع، حكومة غالى حدود الساعة لم تحكم ، زيادة على دستور قيل انه ديمقراطي لم تستطع الحكومة لا تفعيله ولا تنزيله ؟ تبقى العديد من الأسئلة معلقة تحتاج إلى الكثير من التحليل وقراءة الوضع جيدا بعيدا عن التحليلات الأكاديمية الجافة . سنعود شيئا ما إلى الوراء من اجل فهم ما يحدث الآن وما يمكن أين يحدث مستقبلا ، القوى الحية بالمغرب لم تتوقف يوما عن النضال في سبيل التغيير وعندما نقول القوى الحية نقصد اليسار فدائما في الساحة والشارع ، فتنسيقيات غلاء الأسعار وحركات المعطلين التي كانت تجربة رائدة وهنا نقد الجمعية الوطنية لحملات الشهادات المعطلين والمسيرات المناهضة لإسرائيل وأمريكا، والطلبة بالجامعات حيث يعتبرون خزان لاينبض في إطار تعبئة وتكوين مناضلين يناضلون في الجامعة وخارج أسوار الجامعة، فالجامعة اعتبرت مدرسة لتكوين الأطر المناضلة وهنا نعني مدرسة القاعديين بكل فصائلهم دون استثناء ، فقد اغنوا الشارع المغربي بكفاءات مناضلة كبيرة ، وبالتالي فالضال ليس وليد حركة 20 فبراير بل و استمرارية لنضالات وتضحيات الشعب المغربي ، لكن لماذا فشل الحراك ؟، هناك عدة أجوبة ،وهنا عندما نتحدث عن الفشل ليس بالمعني المباشر لان الحركة لازالت وان خفتت ، وبالتالي فالفكرة لا تموت و ما ان تتوفر الشروط ستنهض وستستفيد من دروس الماضي وأسباب الفشل التي هي أخطاء تكتيكية وحسابات خاطئة زيادة على ممارسة بعض الأطراف الحقوقية والرجعية والحزبية الوصاية والتدخل المباشر في الحركة، مع الخوض في تحالفات فاشلة لأنها أصلا ضد الطبيعة ، عدم وضوح الرؤية ، دخول الإسلاميين أو بالتعبير الصحيح الرجعيين في الخط ،هو ما عرقل الأمر وصعب من المهمة خاصة وان دور الرجعيين معروف دوما وتاريخيا وما وقع بالجامعات يبقى شاهدا على الإجرام الظلامي بتحالف مع البصري وزير الداخلية الحسن الثاني ،الذي يملك حقدا دفينا على اليسار والقوى التقدمية باعتبار هذه القوى تعرقل مشروعه الخرافي المتمثل في قيام الدولة الإسلامية، وهو حلم بعيد المنال لأنه بكل بساطة ينم عن جهل بقوانين التاريخ، وتبقى أسباب أخرى لا يسع المجال إلى ذكرها ، ما يهمنا الآن هل هناك أمل في عودة الحراك إلى المغرب أم لا وان كان سيعود على أي أساس وكيف ومن سيقود وما هي السيناريوهات المحتملة؟ نعن هناك أمل واقوي في عودة الاحتجاجات بقوة وهذه المرة ستكون منظمة ، مستفيدا من دروس الماضي ، والسعي نحو عدم ادلجة الحراك ، لأنه لم يعد هناك أمل في التغيير فحكومة الإسلاميين التي لعبت دور الإطفائي لم تعد في استطاعتها تقديم أي شيء ولن تستطيع لأنها لم تحكم يوما ما ، والفراغ الذي يمر به المغرب الآن هو الهدوء الذي يسبق العاصفة والعاصفة التى لاريب فيها ، فكل الحقن استنفدت مهامها والشارع يحتقن يوما بعد يوم والأزمة قائمة والإجابات عن الوضع مستحيلة ، فالأمر شبيه بالأزمة القلبية ، فلن يجد النظام مرة أخرى اليوسفي ، او اي شخص اخر او حزب لقد استنفذ النظام كل ما عنده ، فحزب الاصالة والمعاصرة لن يستطيع القيام بدور المنقذ لانه مرفوض أصلا وحتى لو أراد لن يستطيع ، وبالتالي فكل السيناريوهات والاحتمالات واردة ، ويبقى الشارع هو الكفيل بالإجابة عن الأسئلة ، فهو الذي سيأخذ زمام الأمور ، لكن كيف ومتى؟ أظن أن ما وقع في تركيا حول حديقة وتفجر الاحتجاج وتطوره أو ما وقع بتونس وإحراق البوعزيزي نفسه وإطلاق الشرارة الأولى أو ما وقع بمصر لخالد سعيد ، حتى المغرب سوف ستندلع الشرارة من أي منطقة وتتبعها الاحتجاجات ،وهذه المرة لن تقتصر على بعض المناطق كتجربة سيدي ايفني او صفر واو الحسيمة ، ولن يستطيع النظام استخدام البلطجية لان حتى هم سئموا من وضعهم ولم يعودا راضيين، بعد أن رماهم المخزن وفقدوا احترام الشارع وأصبحوا منبوذين ، سوف يجرب النظام كل وسائل القمع لكن القمع سيزيد من حدة الاحتجاج وبعدها سنكون أمام كل السيناريوهات ، وسيحدث التغيير الجدري الذي طالما انتظره الشارع وهو الحرية والانعتاق وتحقيق العدالة الاجتماعية بعيدا عن الحكم الفردي والاستبداد والديكتاتورية المغلفة بالديمقراطية. عبد الله أمحزون
#عبدالله_أمحزون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|