أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - قراءة في نص- عذراً منك- للشاعرة ريم هاني















المزيد.....

قراءة في نص- عذراً منك- للشاعرة ريم هاني


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 15:59
المحور: الادب والفن
    



عذراً منك
=======
الوقتُ على عُشبِ
صدرَك يركضُ ,
يمضي تعِباً
مكسوراً
وعلى شَفتيكَ
يكفُر عشقُكَ
المَبتور على حبلٍ مِنْ مَسدْ (!)
وفي رِحابِ صمتكَ
يَرتَجِف البُعد
على لآلئ
عَيناكَ
أتُسْقِيني كَأساً في الغَرامِ
مْسكوباً
على ِحبالِ الحَيْرة (!)
إن كُؤوسكَ ذابتْ
في فراغ الدمعةِ
مملحة بريحقنا
كمْ تَبتهجُ
كل عطوري
ُكلما أدمنتُ كَأسكَ المَلعُون
وصَمْتُكَ ينطقُ بخطاياكَ
على حَوافِ خَمرِ الِعتاب
وأنا على أرائكِ الحُلم
كنتُ أنتظر
عشقكَ المَجْنون
فما بَال رِصيف الشَوْق
أذابنَي على حُدودِ
أنفاسكَ الثَمِلة
لوداعِكَ
سيدي (!)
القراءة / جوتيار تمر
عذراً منك
المغايرة اللفظية والدلالية تظهر ملامحها منذ العنوان الذي اتى في الوهلة الاولى مباشراً ومظهراً ملامح الشخوص / الذات الشاعرة والذات المخاطبة/ ومن جانب اخر اتى مغايراً في تشكيله حيث يمكن الاستدلال من خلال" الكاف" على فعل ماضٍ ساري مفعوله او فعل متمرد محتمل حصوله وفي كلا الحالتين قيمة المغايرة رغم المباشرة حاضرة وبفعالية وتأثير الكاف ظاهر على مسار ونسق النص الرؤي.
الوقتُ على عُشبِ
صدرَك يركضُ ,
يمضي تعِباً
مكسوراً
وعلى شَفتيكَ
يكفُر عشقُكَ
المَبتور على حبلٍ مِنْ مَسدْ (!)
استهلال بزمنية غير محددة، وترابط زمني بمكان محدد ملامحه جغرافياً، واستعارة مباشرة ايضاً تظهر الفعل الدرامي في العملية الوجدانية المتاخمة لصيرورة المزج الروحي بالمادي، الوجداني بالجسدي مرهوناً بالوقت وحراكه وتأثيره النفسي والانفعالي على الذات الشاعرة وهذا التأثير ملامحه ظاهرة للعيان من خلال تراكيب وظفت لتفضح المكنون النفسي والرغبوي، بتناص جزئي وتصوير مشهدي موفق، ويبقى حراك الوقت هو المسلك الصعب في الموقف لكونه "يركض،، تعباً، مكسوراً، يكفر، المبتور.." فيؤدي بالتالي دوره التحريضي باكمل وجه، لتخرج النفس من صمتها وحتى كبتها الى مرحلة الجهر بمخالجاتها، حتى وان اتت ضمن جغرافية محسوسة " صدرك، شفتيك.." ومكشوفة في آن واحد، وهذا اللجوء الى المحسوس بدلا من المشاعر،دليل الحساسية، وارتداد عن القلب وتهويماته الى الجسد والحواس التي هي اقل قابلية للضياع والاضافة، وهي كل توهماتها تخضع لتأثير الكاف التي تجبرنا على تخيل الذاتين في حراك روحاني جسدي.
وفي رِحابِ صمتكَ
يَرتَجِف البُعد
على لآلئ
عَيناكَ
أتُسْقِيني كَأساً في الغَرامِ
مْسكوباً
على ِحبالِ الحَيْرة (!)
إن كُؤوسكَ ذابتْ
في فراغ الدمعةِ
مملحة بريحقنا
كمْ تَبتهجُ
كل عطوري
ُكلما أدمنتُ كَأسكَ المَلعُون
وصَمْتُكَ ينطقُ بخطاياكَ
على حَوافِ خَمرِ الِعتاب
بنية القصيده تعد شاهدا تأمليا على تملص الرؤيا المتحررة من سطوة اللغة، في مقابل نقلها الى لغة بصرية تحمل ابعادها التشكيلية والتي قد تسري بنا الى مصاف السورياليه احياناً، وقد تنأى بنا عن مخاطبتها بلغة الحواس جانحة الى حيث تتسيد ملكة العقل وهي المنطقة الجامعه بين الرغبة والممكن في التأثيث الشعري، فكل موجبات الحالة النفسية تحيلنا الى " صمتك،، كأساً.."، بحيث نلاحظ سطوة الكاف الدالة عليه "هو" الاخر من منظورها "هي"، فالصمت هنا ليس مجرد فعل حدسي او تشبيهي انما هو امتداد للحالة الاساس التي اتى منها " عذراً منك"، لذا نرى بان الصمت هو محرك للفعل من جهة وللرغبة من جهة، وتظهر ملامح الحالتين من خلال تأثير الصمت على نفسية الشاعرة فيؤدي بها الى اللجوء الى الكأس وهذا الاخير لايحتاج الى تأويلات كثيرة فهو في اقل شأنه يجعل الروح والجسد يعيشان حالة من الهذيان والعبث معاً، ولذلك نجد بان الشاعرة تتعمد ادراج الفاظ متحركة في دواخلها وحراكها تصاعدي يبدأ من الجزئي الداخلي الى الكلي الخارجي، كما انها ترسم مسار الرغبة واللهفة بمشهدية درامية حيث تنجذب متراكمات البعد، لتتداخل مع " عيناك" والعين هنا تبصر الامر فتحيله الى وصفة للتلقي، فمعانقة كأس الغرام اشبه بالنشوة الكاملة جراء تذوق الخمرة نفسها، ولكنها هنا توشي بالحالة النفسية التي تعيشها الشاعرة بحيث نجدها تعمق في وصفيات الحالة ضمن منظومة تحرك الاحساس تجاه الاخر بدقة التصوير من جهة وفضح معالم الروح والرغبة في وجوده من جهة اخرى، فالدمعة لاتأتي من فراغ انما هي امتداد لفعل سابق حاصل ومستمر في تأثيره على النفس، وذلك ما تحيل الرؤية الى البحث عن منافذ اخرى للتعبير عن كنتها ووجعها الذاتي، فتصرخ في الخواء بوجه " كأسك، صمتك، خطاياك.."، ب"العتاب" ولعل الصورة التي تبعث الدهشة هنا هي " الملعون" باعتبار ان كل التمازج الروحي الجسدي والنشوة واللذة في الكأس لم تنجب الى هذه الصرخة التي اراها من صميم الحدث والفعل المؤثر جراء اللجوء الى الحواس والارتداد عن توهيمات القلب المتعب من فعل الصمت والغياب وحراك الكأس والرغبة.
وأنا على أرائكِ الحُلم
كنتُ أنتظر
عشقكَ المَجْنون
فما بَال رِصيف الشَوْق
أذابنَي على حُدودِ
أنفاسكَ الثَمِلة
لوداعِكَ
سيدي (!)
تتحول تلك العاصفة وذلك الهيجان الشعوري والجسدي المنتشي بلعنة الكأس وذهوله، الى هدوء صاخب حالم في مشهده اشبه بدراما حقيقية فيها الشخوص تؤدي دورها باتقان، فالصور الحالمة تأتي هنا على ارائك مما يشهد للجسد الاتكاء على مسند للراحة جراء التعب الحاصل في الفعل السابق، وما يؤكد ذلك هو ماهية الفعل وسببه بعدما عرفنا مسببه ف" الانتظار" كفيل بان يجعل المرء يسند رأسه وجسده الى الاريكة لاسيما انه انتظار العشق الجنوني الذي هاج في النفس وجعلها تعيش حالة هذيان مستمرة، بل تعدت الهذيان الى البحث عن التحام على عشب الصدر، مما يجعلنا نعيش وقع الحالة بتفاصيل اخرى باحثة عن ادراكات وحيثيات تجعل من الصورة الكلية الخارجة من طور الجزئية اكثر دقة ووضوحاً، فكما اسلفنا في العنوان بأنه دال على فعل ماضٍ او فعل متمرد محتمل حصوله، نجد ذلك في الختمة وبوضوح تام ودون اية تداخلات مصطنعة قد تجعل البعض يرى بأن الرؤية انصبت لتبرهن ذلك بالعكس تماما اتت الرؤية بتناغمية مع حراك النص والانفعال النفسي والحسي للذات الشاعرة وفق منظومة التلقي، ولتصل بالنهاية الى المحرك الاساس للعملية الشعرية في هذا النص لدى الشاعرة، فكل التحولات الحاصلة في بنية النص من حيث الدلالة والالفاظ وحتى التشكيل انصبت في مصب واحد " وداعك" حيث نلامس عمق الموقف ومدى تأثيره على الذات مما احالها الى حالة من الهذيان والخروج عن المألوف بالنزوح الى الجسد والحواس كبديل للعشق الصوفي الذي نلامس ملامحه في مضامين والفاظ توهم المتلقي بخلاف ذلك لكنها في قيمة توظيفها دالة على صوفية الذات الشاعرة هنا في سعيها للاتحاد والحلول في الاخر.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي السالب للبناء في كوردستان
- قراءة في احدى نصوص الشاعرة رنا اسعد/ جوتيا رتمر
- دمشقيات
- قصص قصيرة جدا
- قراءة في نص - مطر من الارض- للشاعر شكري اسماعيل/ جوتيار تمر
- رسالة البابا الى الحكام
- قراءة في نص - وقفة - للشاعر هلكورد قهار / جوتيار تمر
- الفعل بالضرورة / مسرحية
- قراءة في نص- لاجدوى- للشاعر شعبان سليمان/ جوتيار تمر
- عندما يصنع الموت حياة / قصة
- قراءة في نص (الوحوش داخلي نائمة) للشاعرة سوزانة خليل/ جوتيار ...
- الحقيقة (مسرحية)
- انثى القلق
- قراءة في لاوعي قصيدة- منذ آدم- للشاعر التونسية ضحى بوترعة / ...
- لا ...يا كاظم ....!
- انتاج التخلف
- اليها / جوتيار تمر
- مؤامرة،، أم فوضى،، أو انعدام وعي
- جوع الانسان
- تسكع في دائرة الروح / مهداة الى النقية هيام مصطفى قبلان


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - قراءة في نص- عذراً منك- للشاعرة ريم هاني