مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 23:12
المحور:
الادب والفن
لحظة احتفاء (5)
نواقيس وليد هرمز
(ونامت وردة الكلدان في قداسها المنسي )
سعدي يوسف
مقداد مسعود
مع الأيام الاولى من سقوط الفاشية في 2003، وبعد فراق قسري بيننا..
قرابة ثلاثة عقود وثلاث حروب وكومة من الفتن الداخلية..وثريا من الغائبين والغائبات تحت الثرى او تحت ثلج كوردستان او المنافي..
باغتني صديقي الحميم الشاعر وليد هرمز..باغتني في حديقة
بيتنا..ولم يباغتني بأبتسامته الحلوة اللائقة بسجايا الياسمين التي فيه..
وكان من أوائل المنفيين المغامرين بدخول العراق وزيارة جدنا الطبقي
في حضرة زهرة الرمان..وماجرى بيننا ..بثهُ بعد عودته الى كوكب الثلج ،ضمن موقع (حجل نامة)...ولم اتفاجىء بزهرته الشعرية الاولى (نواقيس الكلدان) ولا..الثانية (سالميتي زيت)...فقد تبادلنا في تلك السنوات :الكتب والشاي واليوتوبيا والقهر بطبعة منقحة ومزيدة..
وليد هرمز من المثقفين البصريين ضمن ابناء جيلي..في نواقيسه صدحت عاليا مدائح النبيذ المعتق..وفي نواقيسه كان يحبّر مزاميره من الهامش الذي يلّقن المركز تمرينا بأكتمال النصاب..أنه هذا الولد الأكثر (ترافة) من سعفة الشّعانين..تلك الشعانين التي ماتزال ترعب الخليفة العباسي (المتوكل بالله) توكيلا افتراضيا !!(الذي نهى ان يظهروا في شعانينهم صليبا..)كما جاء في ص304 /المجلد الخامس/ من تاريخ الطبري...
مايزال وليد النيساني الموآبي يطرّز نشيد الهذيان بضفيرة مزاميره .. هو..دليلنا الاعمى يوصلنا الى مثابة الإشراق الطالع من مدونة تلك
القديسة الموآبية...و يورطنا بمدائح الرسولة في وجعها العشرين...وما ان نغفو مطمئين على مستقبل القداديس حتى يصرخ فينا من ناقور شعري( ذاهبٌ أخيرا إليها كقدر
ذاهب على رسلي)
ثم يتركنا هذا الوليد الحميم الوفي بذريعة شعرية (مرتطما ب أقداري الخمسين)..وحين اناديه.. بشموع أسامينا السرية ..يتوسل بكل خجل أخوان الصفا...
(رمموا المائدة الذبيحة...
مائدة فطير..
مائدة زبيب مجفف بأيدي الماسيرات
وزيت مهيأ للحافيات )...
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟