زرواطي اليمين
الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 21:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كثيرا ما نقع كـ مفكرين وكتاب وصحافيين أو أدباء أو حتى من الجمهور العام، في خطيئة وذنب عظيم يتوجب معه طلب الصفح والغفران، ففي زمن الحروب يكون الخط الفاصل بين الموضوعية والدعاية رفيعا جدا، حيث ينساق المثقف بسهولة وراء مشاعر جياشة أخاذة قوية جارفة من منطلق انتماءه إلى طرف أو آخر، المثال السوري هو الأقرب هنا لأنه الأشد من حيث ما يحدث من بشائع وفضائع الحرب، فما المطلوب هنا؟ وما على المثقف عموما أن يفعل وألا يفعل؟ لن أكون طبعا قاضي قضاة المثقفين وهم هنا وهم دائما أشخاص بلا جنسية ولا ديانة ولا انتماء عدا الكلمة، الموضوعية، هذا إن أراد المثقف طبعا أن يبقى في صف المثقفين وأن يقي نفسه شر الوقوع في خطيئة مشاعر تخرجه كما قلت، من معسكر المراقب والناقل لما يحدث وما يجب أن يحدث ولا يحدث، إلى معسكر المقاتلين فوق أرض الميدان، فالحرب بالنسبة لي شر مطلق وخطيئة كبرى لا يمكن أن يحرض عليها أو يؤمن بها شخص من معسكر المثقفين طبعا، لأننا ببساطة نؤمن بأن الكلمة وإن استخدمت كسلاح، فهي سلاح ضد الحرب، ضد السلاح، وكم من السهل أن تطلق الكلمة رصاصتها أيضا، لذا وبالعودة إلى ما يحدث في سوريا، باختصار ولا أقول ببساطة، فإن على المثقف قبل أن يطلق رصاصاته ..آه آسف، أقصد كلماته على بشار أو على الثوار، أن يفكر مليا في أن هذه الحرب وكل حرب هي شر مطلق، تقتل فينا أرواحنا كبشر وتقتلع منا إنسانيتنا قبل أن تحقق "النصر" لهذا أو ذلك، فليتدارك المثقف نفسه وليمسك مشاعره وليحفظ كلماته في سياقها الإنساني الكامل المترفع عن خطيئة القتل والدعوة إليه.
#زرواطي_اليمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟