|
المُعارَضة .. ودراهم السُلطان !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 22:14
المحور:
كتابات ساخرة
" إجتمع السُلطان مع مُستشاريهِ .. طالباً منهم ، إستصدار قوانين جديدة ، لزيادة الضرائب على الناس ، بأي طريقةٍ كانتْ . فإقترحَ أحدهم .. أن يُؤخَذ درهم من كُل واحد يدخل المدينة ، يكون إسمه محمد ، وأردف ، لكي يُثبت إخلاصه : ودرهمٌ مِمَن أسم والده مصطفى .. وقال آخر : ودرهم من كُل شخصٍ يحمل أكثر من عشر بيضات .. وآخر إقترح : ودرهم من أي شخصٍ مُصاب بالبواسير ! . في اليوم التالي .. إصطفتْ شرطة السلطان عند مدخل المدينة ، لتنفيذ الأوامر السُلطانية . وكانوا يوقفون الناس ويسألونهم أو يحققون معهم ويجبون الدراهم . فوصل رجلٌ ومعه زوجته .. فقالتْ المرأة أن زوجها مريض ويُعاني من إلتهابٍ حاد في الفم والحنجرة ، بحيث لايستطيع الكلام . فسألوها ماهو أسمه : قالتْ ببراءة : محمد .. قالوا : عليكم ان تدفعوا درهماً بأمر السُلطان ! .. فدفعوا . وما أسم أبيهِ : قالتْ : انه إبن عمي ، مُصطفى ! . أوه مصطفى .. هاتوا درهما آخر . فإعترضتْ المرأة ، فحاولَ شُرطي دفعها ، لكنها زاغتْ قائلة : ويحك .. كُدتَ تكسر البيض الذي معنا ! . قالوا : كم عدد البيض ؟ قالتْ : ثلاثين . عليكم ان تدفعوا ثلاثة دراهم بأمر السُلطان ! . فإغتاظَ الرجل وأبدى إستياءه . فركله الشُرطي على مؤخرتهِ . صاحتْ المرأة : حرامٌ عليكم .. انه مصابٌ بالبواسير . قالوا : حسناً : هاتوا درهماً آخر أيضاً .. بأمر مولانا السُلطان ! .. على أية حال ، إضطرَ الرجل وزوجته ، ان يدفعا كُل ما معهما ، ولَعَنا اليوم الذي قَررا فيه دخول المدينة ! " . يوجدُ مَقرٌ لحركة كوران " التغيير " في مدينة دهوك .. ومقرٌ آخر في زاخو وبعض المُدن الاخرى أيضاً ، في منطقة بهدينان . كذلك تنتشر مقرات الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية ، في العديد من مُدن وقصبات المنطقة . أي انه من الناحية " الشَكلية " ، هنالك تواجُد لمقرات أحزاب المُعارضة ، في محافظة دهوك . لكن في الواقع .. نشاط هذه المقرات ، محدود ومتواضِع .. ولا تستطيع إقامة فعاليات جماهيرية واسعة [ ليسَ لإفتقارِها للمُؤيدين .. بل بسبب ، ان الذاكرة الجمعية ، لاتزال طازجة ، حين اُحرِقَتْ تلك المقرات عن بكرة أبيها ، وفي أكثر من مناسبة ] .. ونُكِلَ بالعديد من منتسبي هذه الأحزاب . مما لاشكَ فيهِ .. ان جميع احزاب المُعارضة ، تمتلك حداً معقولاً من الشعبية في منطقة بهدينان .. لكني ، أرى ان الضغوط النفسية ، عليها .. والحصار مُتعّدِد الجوانب المفروض عليها .. جَعلَ قيادات هذه الأحزاب .. تترّدَد في المُواجهة .. وتتريث في إتخاذ خطوات عملية ، يُشْتَمُ منها رائحة التَحّدي لسُلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني ! . فما عدا ظهور المسؤولين المحليين لهذه الاحزاب في بعض وسائل الإعلام " المُعارِضة " .. ولا سيما في الفترة الاخيرة .. وتصريحات قادة المعارضة ، من قبيل .. توّقُع قيادي في الإتحاد الإسلامي : ان الإنتخابات القادمة سوف تشهَد تحولات كبيرة لصالح الأحزاب الإسلامية . وتصريح السيد نوشيروان مصطفى : ان حركة كوران في منطقة بهدينان ، ستُفّجِر مُفاجأة في الإنتخابات المُقبلة ، وستكسر إحتكار السُلطة ! . ما عدا .. المعركة الإعلامية المُبَكِرة .. بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ، من جهة .. وأحزاب المُعارضة ، من جهةٍ اُخرى .. في منطقة بهدينان .. فليسَ هنالكَ على الأرض .. نشاطٌ علني ملحوظ لأحزاب المُعارضة . فأما ان يكون ذلك : تحصيل حاصل ، يُشير الى ضُعف هذه الأحزاب في الواقع .. أو ان قيادات هذه الاحزاب ، إرتأتْ أن لا تستفز السلطات في المنطقة ، ووجهتْ جماهيرها ومُؤيديها ، الركون الى الهدوء ، والإكتفاء بالمُشاركة الواسعة في يوم الإنتخاب ! . ............................ عموماً .. رغم كُل " الدراهم " التي أُخِذَتْ منهم .. أتمنى من كُل قلبي ، أن لا يندموا على اليوم الذي قرروا فيه دخول المدينة ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموصل .. اللوحة القاتمة
-
المالكي في أربيل
-
حذاري من أبناء الذوات
-
لماذا يتكلم الشهرستاني ب ( حيل صَدِر ) ؟
-
مع الإعتذارِ .. من الحمير !
-
يِمْكِن الحِلو زَعْلان !
-
التعميم الأحمَق
-
مُلاحظات على إنتخابات مجلس نينوى
-
الآغا أوباما
-
مأزق المثقف في بغداد
-
- فلسفة - الطبقة السياسية العراقية
-
البضائع الرديئة
-
مآزِق كردستانية
-
اللصُ والكِلاب
-
عسى أن أكون مُخطِئاً
-
ومن الفَرِحِ ما يجرح !
-
الحرب القذِرة
-
حزب العمال في قنديل .. ملاحظات عامة
-
( طالباني ) يوم الدِين !
-
منصب رئاسة أقليم كردستان
المزيد.....
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
-الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ
...
-
عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع
...
-
تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر
...
-
المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
-
عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|