أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - المصداقية قبل المديونية يا حكومتنا الجديدة !














المزيد.....

المصداقية قبل المديونية يا حكومتنا الجديدة !


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 18:21
المحور: القضية الفلسطينية
    



في أول إجتماع لها عقد الثلاثاء 11 يونيو 2013 في رام الله حذرت الحكومة الفلسطينية الجديدة على لسان نائب رئيس وزرائها من تفاقم الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية، وتحدث عن ديون داخلية وخارجية بقيمة 4.2 مليار دولار.
نائب رئيس الوزراء أبقى على الرقم المذكور رقماً مبهماً لم يحدد أسبابه ولا المتسببين فيه وكأنه يهرب من تبعاته ليحميل الحكومة السابقة برئاسة د. سلام فياض مسؤولية تلك المديونية ، ومسؤولية العجز المتراكم في الموازنات العامة وعدم توفير التمويل المطلوب لاستمرار عمل السلطة والايفاء بإلتزاماتها اتجاه المواطنين والموظفين.
جميعنا يدرك أن تمويل السلطة كمشروع هو تمويل مشروط سياسياً منذ أن تشكلت السلطة بموجب اتفاق أوسلو حتى الآن، والأزمة المالية بدأت تتدرج بعد فشل محادثات السلام في كامب ديفيد الثانية عام 2000 وبعد الفشل زادت الشروط عالمياً وارتبطت بمدى إيفاء السلطة لإلتزامتها الأمنية ومقدار الإصلاح المالي والإداري الذي تقوم به، وقدرتها إدارة المجتمع الفلسطيني بطريقة تحقق أهداف أوسلو.
لقد أسقط نائب رئيس الوزراء عمداً تاريخ تلك المديونية التي تراكمت عبر سنوات السلطة، في نفس الوقت تجاهل في لعبة الأرقام أن عبء المديونية في العام 2007 كان يعادل 79% من حجم الإقتصاد (الناتج المحلي) بينما مثّل في بداية عام 2013 40% فقط من الناتج المحلي أي بفارق 39% .
نائب رئيس الوزراء الذي بشّرنا بإستمرار الأزمة المالية المترافقة مع المديونية لم يحدثتنا عن طبيعة الإجراءات التقشفية التي سيقوم بها، وإذا ما كانت هذه الاجراءات سوف تطال راتبه ورواتب الوزراء وكبار موظفي السلطة ونفقات مكتب الرئاسة، أم أن تلك الإجراءات ستطال جوانب أخرى من موازنة السلطة كرواتب الموظفين من أبناء قطاع غزة، واستمرار مصادرة الاستحقاقات المالية لهؤلاء الموظفين، وقد تكون إنهاء الإلتزامات كاملة تجاه أبناء قطاع غزة في مختلف المجالات بما فيها استحقاق فاتورة الكهرباء.
نعلم أن نائب رئيس الوزراء قد شغل رئيس أهم مؤسسة إستثمارية فلسطينية (صندوق الإستثمار الفلسطيني) ولكنه في مؤتمره الصحفي لم يعلن إذا ما كان سيستمر رئيساً لصندوق الاستثمار براتبه الضخم الذي تحدثت بعض المصادر انه تجاوز المليون دولار سنوياً، أم سيترك هذا العمل كرئيس للصندوق دون أن يخبر المواطنين الفلسطينيين عن مبلغ المليار ومئتي مليون دولار المختفية دون أن تعلم مكانها أي جهة رقابية فلسطينية .
كنت أتوقع من الحكومة الجديدة أن تبدأ أولى خطوات بناء الثقة مع المواطنين الفلسطينيين كإعلان الذمة المالية لكل وزرائها، وعن خطة لبناء إقتصاد وطني حقيقي، وسلسلة مشروعات تنموية تساهم في خفض معدلات الفقر والبطالة وإنصاف موظفي 2005 بعد ثماني سنوات من مصادرة حقوقهم، وأن تعلن عن احترامها للحريات السياسية والمدنية والتزامها بالقوانين والتشريعات الفلسطينية وخضوعها جماعة وأفراد للقانون وسلطته القضائية بدلاً من الخروج الجديد بفزاعة المال كمحاولة جديدة لفرض سيطرتها على الناس عبر قلق مستمر لا تعرف نهايته.
شعبنا الفلسطيني سئم الإنتظار القلق على مستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي كل محطة جديدة ينتظر من يجيب عن أسئلة الغد، لا يوجد مفاوضات وإن حصلت فهي لن تكون بالشروط الفلسطينية المعلنة، وقد تحدث إرضاءاً لأطراف دولية وعربية، ولا يوجد مقاومة حقيقية للاحتلال ومستوطنيه وتتصدى لجرائمه اليومية، ويتم الاجهاز على كل محاولة تمكن شعبنا من السير في الطريق الحقيقي في العلاقة مع الاحتلال عبر مواجهة مستمرة بأهداف تحررية مجمع عليها أو على الحد الأدنى منها، ولا يوجد مصالحة فلسطينية تنهى سنوات من العذاب المستمر وانتهاك الحريات العامة والخاصة وإدارة الظهر للمواطنيين وعدم الاستجابة للتحركات المنادية بإنهاء الإنقسام.
أي حكومة فلسطينية تبدأ خطواتها بتضليل الناس في ظل مجتمع يعاني من أزمات مختلفة، بكل تأكيد مآلها الى الفشل، يزيد من ضعفها وإبتعاد الناس حولها، ستضمر قاعدتها الشعبية الى أن تقف عارية بدون جماهيرها صمام أمانها وعونها في الشدائد والأزمات.
يجب أن لا يغيب عن ذهن الحكومة ووزرائها أننا شعب لا زالنا تحت الاحتلال، وأن شعبنا الفلسطيني لن يقبل بسلام إقتصادي تحت ترهيب المال والوظائف، وان السلطة إذا أصبحت مشروعاً اقتصادياً لتكريس الإحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر، فسرعان ما ينهار هذا المشروع في أول مواجهة ساخنة قد تحدث صدفة على حاجز إسرائيلي.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الأول من أيار الكفاح الوطني لا يسقط النضال المطلبي
- سقط الخوف فانكشف المقدس
- أهلاً بمصالحة تؤسس للمحاسبة
- لا تسقط حقك في المشاركة والمحاسبة
- غزة تدق على جدران الخزان، نحو مراجعة جديدة للعلاقة مع جماهير ...
- خطوة إضافية من الرئيس عباس على طريق الاجهاز التام على منظمة ...
- تحذير ظاهرة -عنصرية إنفصالية- على الأبواب!!!
- في ضوء تقرير الامم المتحدة حول غزة 2020
- سأدلكم على مكان الإرهابيين
- في فلسطين حكومتان وآلاف المتعطلين عن العمل
- بعد العجز وقبل الكارثة
- الواقع المر والخيارات المفتوحة !!!
- أين فتح ومنظمة التحرير من سلوك الرئيس عباس
- لقاء عمان التفاوضي غير مثير للدهشة بل بحاجة الى تفكير !!!
- لقاء مشعل أبو مازن ليس لقاءاً للابطال...
- قبل الخطة ب وبعد الخطة أ ...
- حول القرارت التي ستغير وجه الشرق الاوسط - العودة للشعب اولا ...
- على أعتاب مرحلة سياسية جديدة ....
- أبو مازن بين أيلول والمعارك الصغيرة ...
- خمس حقائق في عهد الديكتاتور الصغير


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - المصداقية قبل المديونية يا حكومتنا الجديدة !