أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - هو الصيف














المزيد.....

هو الصيف


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 07:41
المحور: الادب والفن
    


سآخذُ مكاناً أكثرُ دفئاً ومشمساً لأجلس فماذا تقولين أيتها الزيزفونةُ الجميلة ،كم كنتُ أحلمُ
بظلالِ الزيزفونِ وأنا أسيرُ متحرقةً بشمسِ تموز اللاهبة،وها أنا أبتعد عن ظلالكِ ياجميلتي
فاعذريني أيتها الشجرةُ الحالمةُ،وأنا أراكِ مثلي باحثةً عن شمسٍ تتدفأين بها إذ تمتدين وبكلِ
أغصانكِ حتى كادتْ تكون مستقيمة
ما أجمله هذا المكان بسعته ، بكلِ هذه الأشجار، بالأراجيحِ بهذا المسبحِ للأطفالِ.كم حسّنوه
كنتُ أراهم في الشتاءِ يعملون ولأيامٍ طويلةٍ ليهيئوه لهذا الموسمِ رغم قلة الأيام التي يستطيع
بها الأطفالُ السباحة في هذا الجو الماطر،لكنهم أضافوا الكثير ليسعدوا الأطفال بهذه الأيام
القلائلِ . هذه الشمسُ الناعسة والمحملة بلسعةِ بردٍ ، ورغم ذلك أرى الكثيرين ممتدين على
العشبِ ، علّ هذه الأجسادُ العارية تنصقلُ مع الشمسِ لتتحرقَ بألوانِها وتكون أكثرَ داكنة
ولا أدري لِمَ يبحثون عن هذا اللون، رغم إني أراهم لا يميلون لحاملي الألوان الداكنة،قد
يكون إحتجاجاً على الطبيعة فلا أحد يرضى بما تعطيه
أصواتُ الأطفال تعيد الكثير ،تُشعرني بالبهجة وأنا أرقبُ لعبهم ، وأنتِ أيتها الصغيرة
ما أحلاكِ تركضين متعثرةً وتنظرين بعينيكِ المتسائلتين . كم أشتاق
أيتها الغيوم أترجاكِ أن تبعدي ، لاتُطبقي صرنا ننامُ على صوتِ الأمطارِ ونستيقظ على
سيولٍ لا ترحم ، وكم تهددين بالغرقِ وفي مناطق كثيرة من دولٍ قريبةٍ
وها أنتِ تُطبقين علينا
هذا البلد الذي يعطي عمراً أطول للناس ، وقد يكون ذاك رحمةً أو لا أدري؟ وها أنا أنظرُ
لهؤلاء المتشبثين بالعصا ليسيروا ، ونحن في الطريق.ولا أريد أن أكون مثلهم ،ولا زلتُ
أذكر أمي التي كانت تدعو الله أن لايوصلها لعمر العجز وقد إستجاب لها فلم تتعدَ الخمسين
بكثير، ولم يطول عمرٌ لا لأخي ولا لأختي وها أنا أتعداهم فقد صرتُ من أهلِ هذا البلد
لا زلتُ أتذكر حين توفيت أختي ، إحدى أخواتي حضنتني وهي تبكي بمرارة وتتلعثم
بقولها:أرأيتِ ذهبوا وبالتسلسل قلتُ لها مداعبةً ولأخففَ عنها،هونّي عليكِ حبيبتي فالدورُ
لي ولا زلتِ بعيدةً .وها أنا أسير ورغم معاناتي الطويلة من مشاكل كثيرة
أكاد لا أسمعُ صوتاً ، بدأ الناسُ بالتناقص وخفّ كثيراً ضجيجُ الأطفال فهذه الغيوم عادت
لتطبقُ .لكني لازلتُ أسمعُ صوتكِ أيتها الفاختةُ كم أحبكِ وإلى أين يأخذني هذا الصوت
وكأنه يجمع كل حنان الدنيا ويضعه بين يديَ ، يجمع كل القلوب التي أحبُ لتكون
قريبةً بل وكأني أراهم وأكلمهم ، فشكراً لكِ يا ذات الصوتِ الحنون . والعجيب هذا
الصوت دوماً يقتربُ منّي وأينما أكون وكأنها مرسلةً لي هذه اليمامةُ الحبيبة
وها أنتِ تقتربين أكثر وأكثر ألتغنين لي ، ولي وحدي ؟ يا رفة حبٍ في قلبي وأنا اليوم
مثلكِ وحيدة ، فغنّي ... وغنّي
وأنتِ يا شمسنا الطيبة ها أنتِ تَصلين ومن بين كل هذه الغيوم ،صرتُ أشعرُ بدفئكِ
اللذيذ ،وقد بدأ عدد الأطفال في المسبح يتزايد. وسأكون قريبةً منهم لأُسعَد بسعادتهم
وبمرحهم الضاحكِ وهم ينثرون المياه على بعضهم . لكنكِ أيتها الزيزفونة الزاهية
بأغصانكِ الخضراء المرفرفة والبارعة بجلبِ إنتباهِ جميع السائرين ،
ستكونين وحيدةً ، وسأنحني لجمالكِ ، أودعكِ لأكون مع الشمسِ
وقربَ الأطفال
11/6/2013
ستوكهولم



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويبقى السلام دعوةَ السجود
- بغداد أين أنتِ
- لا تَسَلْ لِمَنْ
- وسرتُ بقاربٍ سومري
- نسماتُ دفءٍ
- طائر الغرنوق
- همسات الدموع وآيار
- الشباب لضحكةِ الحياة ، لا للموتِ
- نيسان و البرد
- لكني أُحبكِ بغداد
- إيضاح حول موضوعي السابق
- ضياعٌ و وجود
- لمن تُضرب الطبول يا بغداد
- جاء ليلقي تحية العيد
- أين أميرة الشعراء
- ناي آذار
- طائر السعد
- الحرية لأحمد القبانجي
- أحزان الورود
- الأيادي المحبةِ وطنٌ


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - هو الصيف