أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - استقراء الالتباس














المزيد.....

استقراء الالتباس


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 02:16
المحور: الادب والفن
    


ثمة إشكال كبير يظهر- فجأة- في لحظات التحول الشديد- كما في حالات الثورات والحروب- متمظهراً في إطار ما هو مستجد يومي، خارجاً عن مألوفية الحدث الذي طالما يفرز أدوات إيصاله وتلقيه، من دون كبير جهد وإمعان نظر، من خلال تحولات بسيطة، في كل مرة،لا تستعصي على كل من يتسلح بأولويات الرؤية، والمرحعية الفكرية، بل والموقف، حيث يتم فهمها ضمن دورتها، من خلال ملاحظة ما هو جديد فيها، وإن كانت – الجدة- هنا محض نسبية، في الحالات العادية.
ولعلَّ طمأنينة تلقي الحدث، تتم- عادة- في ظروف الرَّتابة، من دون أن يكلف الباحث" وهو هنا الكاتب/ المثقف" إرهاق نفسه، ما يجعله أمام حالتين متناقضتين، إحداهما: التراخي والكسل، وثانيتهما تهيئة ظروف تجاوز الذات، والعام، من خلال الحفر المتأني، حيث لكل من هاتين الحالتين فضاؤها الخاص، لينوس بينهما، حسب إمكاناته، كي يكون من نتائج ذلك نصان، أحدهما مكرِّر لذاته وللآخر، والثاني يحرز إضافاته المتتالية في كل مرة، وإن كان الأول يتحايل على ذاته- في بعض الأحيان- مموهاً بتقديم ما هو جديد، ويكاد ذلك لا يتعدى إهاب الشكل، أما الثاني- و هو النادر ندرة الأحجار الكريمة والنفيسة- ينتج ضمن اشتراطاته، ومناخاته، غير العادية.
ومن يمعن النظر في سبب تلكؤ القراءة الصحيحة، في مثل هاتيك اللحظات التحولية، يجد، أن ذلك يعود إلى السرعة الخاطفة لوقوع الحدث، الجديد، وهو يحرز المفاجأة تلو التالية، بما يجعل زمن البتّ فيه، وامضاً، يحتاج إلى عمق معرفيّ روحيّ فريد، للتكيف مع اللحظة وتحقيق التوازن الذَّاتي، في حضرته، لاسيما عندما يكون من ذلك النوع الغارق في الصَّدمة، والإثارة، وهو ما يمكن تشخيصه في الأثر الذي تتركه آلة الحرب من أفعال وردود أفعال، وتداخلات، وتشابكات، بل و كرٍّ وفرٍّ، وقد يزاداد الأمر تعقيداً عندما تتوالى مشاهد مثل هذا الحدث، لتكون لكل منها ملامحها الفارقة، غير المستنسخة.
بدهيٌّ، أن الباحث، وبحكم اختلاف طبيعة رؤاه، وتفكيره، وتفاعله مع الحدث مختلفاً في جوهره عن طريقة تفكير السياسي، الذي سرعان ما توفر له مهاراته الخاصة سلسلة تسويغاته، التي يقدمها لمن حوله، كي تتعكز على جانب، أو أكثر، من حرارة المشهد، وتسخره من أجل آرائه، كي يكون قادراً على إقناع من هم حوله، لاسيما في ما إذا كان يستند إلى مرجعيات كبرى: وطنية، وإنسانية، وروحية، لينطلق منها، في مواجهة الرأي الآخر المختلف، مادام أنه وبحكم مراسه، يتمكن من إنتاج الرأي ونقيضه-في حال لزومهما- ليسلح بهما موقفه، وينتقل بين المتضادات، عند الضرورة، حسب مقتضيات حاجات البرهة المعيشة. وهو ما يختلف عن عالم الباحث/المثقف الذي يستند على مقياس ثابت، يخضع له مجريات الواقع، وإن كنا هنا سنواجه عطالة تراكمية خطيرة، في حال عدم مواكبة التوترات المستجدة، وما ينجم عنها،حيث لابدَّ له من أن يكشف عن معطيات بوصلته، ونقد اللحظة، من دون افتقاد موازينه الرئيسة، التي يعود إليها، في لحظات تضبب الرؤيا، ليستطيع إنتاج خطاب متزن، يلحق بالمجرى اليومي، يسبره، ويتوغل إلى لبه، كي يحتكم إليه السياسي نفسه، كما يحتكم إليه المتابع، ليكون بهذا صمام الأمان الذي يؤدي دوره في أشد المراحل حساسية في حياة وطنه ومواطنه...!.

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية المكان الكردي: 1-عفريننامة..
- على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ...
- دمشق الياسمين
- ملحمة القصير..!
- دويُّ الكلمة
- رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان والهيئات الحقوقية الدولية في الع ...
- معشوق الخزنوي صوت لاينطفىء
- دم الكاتب
- الكاتب وأسئلة المكان:
- أسماء متفق عليها: إليهم يزلزلون زنانزينهم........!
- هزيمة المثقف وأسئلته الجديدة
- ثلاثتهم والآخرون..!
- سايكولوجيا الحرب:
- موت الكتابة بين الواقع والوهم
- ساعة دمشق:1
- ساعة دمشق:
- أسئلة اللغة:
- الكتابة في زمن الثورة.1.:*
- الكتابة في زمن الثورة..:
- الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!


المزيد.....




- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - استقراء الالتباس