أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - أشكال التراث ودورها فى صياغة المسرح المغربى.















المزيد.....

أشكال التراث ودورها فى صياغة المسرح المغربى.


ابراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 00:44
المحور: الادب والفن
    


د ابراهيم حجاج قسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية
إن الحديث عن المسرح في المغرب مرتبط بالأشكال الفرجوية التي عرفها الإنسان المغربي ، بطبعه الميال إلى التسلية والترفيه ، وسوف نقف على بعض هذه الأشكال دون أن نجزم أننا سنتمكن من حصرها كلها ، نظرا لعددها الكبير والمتنوع بتنوع الثقافات والمناطق واللهجات ، ونستعرض هنا بعض منها ونخص بالذكر أهم هذه الفرجات : الحلقة ، البساط ، سلطان الطلبة وسيدى الكتفى
1 • الحـلـقة :
الحلقة مظهر من مظاهر الثقافة المغربية ، ظهرت فى القرن 19 والحلقة أخذت اسمها من شكلها الهندسي الذي يكون على شكل دائرة مغلقة يتوسطها صاحب أو أصحاب الحلقة " الحلايقي أو الحلايقية " الذي يكون عادة مختص (في فن الحكاية ، والإيماءة ، والارتجال والألعاب البهلوانية)، (وهذا يعني أن هؤلاء الممثلين يقدمون فرجة كاملة يلتقي فيها الضحك ، والهزل ، والدراما ، والشعر ، والغناء ، والرقص ، والحكاية ، تقدم فى ساحات المدن كباب الفتوح بفاس وباب منصور بمكناس ويشارك فيها الجمهور وتجسد غالبا اساطير الف ليلة وليلة.
2 • البـساط:
هذا الفن الفرجوي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر حين قدمت اولى حفلاته (أمام السلطان محمد بن عبد الله (1757-1790). ونظرا لأهمية هذه التظاهرة الترفيهية التي كانت ترمي كذلك إلى وعظ الناس وإرشادهم ، فإن الملوك كانوا يحيطون "المبسطين" بحفاوة كبرى، كانوا ممثليه يتوجهون الى قصر السلطان فى الأعياد خاصة عاشوراء ليقدموا احتفالاتهم وكثيرا ما كان " البساط " فرصة يغتنمها المشخصون لتبليغ شكواهم إلى الملك ، أو تذمرهم من أحد رجال السلطة. الشعبية ولفظ بساط يعنى الفكاهة وترك الاحتشام وموضوعاتها كوميدية ساخرة تقوم على النقد الاجتماعى لرجال الدولة
3 • سلطان الطـلبة :
ارتبط هذا الشكل الفرجوي بطلبة جامعة القرويين بفاس، وهو عبارة عن احتفال موسمي ، سنه السلطان العلوي المولى الرشيد (1666 – 1672) تكريما للعلماء والطلبة حيث أقام لهم حفلا على ضفاف وادي فاس ،و أتاح لهم فرصة اختيار واحد منهم سلطانا يحكمهم أسبوعا كاملا ، وأضحى تقليدا يقوم به الطلبة في الربيع من كل عام ، وتوزع فيه الأدوار انطلاقا من الملك (الذي يحصل على اللقب في مزاد علني) ، مرورا بحاشيته ، وصولا إلى الجمهور المشارك المتكون من الطلبة وسكان المدينة ، ففي صباح الخميس الأول من شهر مارس من كل سنة ، تعلن السلطنة الرسمية لطالب من جامعة القرويين بمدينة فاس ، ويحاط بكل مظاهر البروتوكول ، ثم يتوجه في موكب رسمي إلى ضفاف وادي فاس ، حيث تنصب الخيام ، ويبدأ الاحتفال .
وفي صباح اليوم الثاني يرسل ملك البلاد الرسمي كسوة فاخرة لـسلطان الطلبة ، ويأذن له بالاجتماع به قبل صلاة الجمعة ، ويمر الأسبوع كله في جو من المرح والبهجة ويخضع لمراسيم سلطنة زائفة كلها ولائم واحتفالات غنائية وقراءات شعرية وخطب ساخرة . (وفي اليوم السادس من قيام هذه السلطنة تتهيأ أمة "الطلبة" لاستقبال ملك البلاد الرسمي ، الذي يصل إلى مقر السلطة عصر هذا اليوم ليتسلم السلطة ويقدم له سلطان الطلبة خطاب يتضمن مطالب يتمنون تحقيقها وبالفعل يوعدهم السلطان الحقيقى بذلك.
4- سيــدي الكتفــي
عرف هذا المسرح بمدينة الرباط، وذلك في عهد السلطان يوسف (1912 - 1927)، ثم انتشر في بعض المدن الكبرى من المملكة. وإذا كنا لا نعرف الشئ الكثير عن أصله، فإنه من المرجح أن الصناع والحرفيين هم الذين ابتدعوه وللفرقة رئيس يسمى المقدم وكانت العروض فى بيت المقدم أو بيت أحد أعيان المدينة. أما المتفرجون، فهم الأشخاص الخارجون عن مجموعة المقدم . لذلك، كان المسرح الذي يمارسونه عبارة عن طقس خاص أقرب الى الحضرة يبتهلون فيه للامام السيد الكتفى يبدأ بقراءة الفاتحة والدعاء لصاحب البيت أو المستضيف بينما الآخرون يؤمنون عليه بكلمة «آميـن». ثم يشرع المقدم في أداء القصيدة التمثيلية: وهي في الغالب تعريض وتشهير ببعض الأفراد الفاسدين في المدينة..وفجأة تتعالى الصيحات الصرخات وضرب الأوجه (اللطم) وشق الملابس، ويحاول المقدم تهدأتهم ويتغلب المقدم على الأفراد فى البداية ثم يتغلبون عليه.
النشأة الحقيقية للمسرح المغربي
كانت النشأة الحقيقية للمسرح المغربي من خلال:
1- المسرح الاستعمارى :
ففى عام 1912 أنشأ الاستعمار الاسبانى مسرح سرفانتيس (على اسم روائى اسبانى شهير) فى مدينة طنجة للترفيه عن الحاشية المستعمرة و من خلاله تعرف المغربي على المسرح بشكله الفني و بدأ يتأثر بالمفاهيم الغربية للفن
2- الفرق الزائرة :
أما التأثير الثاني للمسرح العربي في المغرب فقد كان من المشرق متمثلا في المسرح العربي والفرق العربية التى زارت المغرب مثل:
فرقة التونسى محمد عز الدين عام 1923 وفي عام 1933م قدمت إلى المغرب فرقة مسرحية مصرية اسمها المختلطة ، ساعدت بعروضها على الإسراع في عملية التأسيس للمسرح المغربي و قد قامت هذه الفرقة بعرض لمسرحية ( صلاح الدين الأيوبي ) و عرضت كذلك مسرحية ( روميو و جولييت) كما زارت المغرب فى الثلاثينات فرق مصرية عديدة مثل فرقة فاطمة رشدى والريحانى وبديعة مصابنى ورمسيس.
المسرح المدرسى:فى نفس التوقيت بدأ يظهر النشاط المسرحى بالمدارس أهمها:
- مدرسة ثانوية المولى ادريس بمدينة فاس حيث قدمت مسرحية "صلاح الدين الايوبى عام 1924
- طلاب هذه المدرسة كونوا بعد تخرجهم فرق مسرحية للهواة فى مدن مختلفة فاس – الرباط – الدار البيضاء وغيرها
مسرح الهواة:
ظهرت العديد من فرق الهواة اهمها:
- أول فرقة للهواة هى فرقة "جوق التمثيل الفاسى" بمدينة فاس كونها عبد الواحد الشاوى" عام 1924 وهو من خريجى ثانوية المولى ادريس قدم مسرحيات للشيخ الشاعر محمد القرى تندد بالاستعمار وكانت تقدم على انها من تأليف الشاوى ولكن الاستعمار ادرك انها من تأليف محمد القرى و قد لجأت القوات المحتلة إلى القمع و السلاح لوقف نشاط المسرح المغربي ، و قد اتضح ذلك مع المسرحي محمد القري ، الذي دفع الثمن غالياً من حياته حيث قتل فى منفاه من جراء التعذيب فكان بطلا في المسرح الصغير ، و كان بطلا ملحمياً في المسرح الكبير الذي هو الحياة
-عام 1927 كون "مصطفى الجزار" (المصرى الذى تخلف عن فرقة محمد عز الدين) فرقة مسرحية بمراكش .
-عام 1933 كون احمد ياسين فرقة جمعية الهلال بطنجة وقدم مسرحيات عديدة منها "عطيل" ومجنون ليلى" وروميو وجولييت" وهارون الرشيدى".
- فى الخمسينات تعددت الفرق اشهرها فرقة شباب الفن التى قدمت اول مسرحية مغربية باللهجة الدارجة وهى مسرحية "عمى صالح" للفنان "احمد الطيب"
المرأة فى المسرح المغربى:
بدأت مع المسرح الإذاعي الذى بدأ قبيل رحيل المستعمر من المغرب و ذلك في عام 1945م ، إذ قام كل من حميد بن ذكرى و محمد المريني بتقديم عدد من الروايات " الرشيد و البرامكة " و " طبيبا رغم أنفه " على ميكرفون الإذاعة
وأول ممثلة مغربية بدأت خلف الميكروفون ثم انضمت الى فرقة شباب الفن فى بداية الخمسينات هى الفنانة المغربية "حبيبة المذكورى".
المسرح الاحترافي:
وزارة الشباب أقامت معهدين مسرحيين عام الاستقلال 1956 بالرباط والدار البيضاء ثم تكونت فرقة المسرح المغربى فى نفس العام


أما المسرح الاحترافي ، فيرتبط بأسماء اربعة هي : " الطيب الصديقي " و " أحمد الطيب " و" عبد القادر البدوي " و"عبد الكريم برشيد" إذ كان لهؤلاء دور ملموس و كبير في تطور الحركة الاحترافية في المسرح المغربي
عبد القادر البدوى:
كون عام 1955 فرقة من العمال اسماها "العهد الجديد" ثم استقال من عمله بشركة التبغ وتفرغ للمسرح وكان يعمل ممثلا ومخرجا ومؤلفا فى آن واحد. قدم 30 مسرحية فى المغرب والجزائر

أحمد الطيب والطيب الصديقى:
كونا ثنائى ثم استقلا كون احمد الطيب الفرقة الوطنية عام 1962قدم من خلالهااكثر من اربعين مسرحية منها مسرحيات ممغربة مثل "ولى الله" التى قدمها عام 1968 عن مسرحية طرطوف لموليير.
كما كان الطيب الصديقى كاتبا وممثلا ومخرجا قدم مسرحيات تعتمد على التراث المغربى مثل "مقامات بديع الزمان الهمذانى" و"سيدى عبد الرحمن المجذوب" و"الحراز" التى قدمها عام 1971.
عبد الكريم برشيد-;---;--كاتب وناقد)
أهم ما يميز مسرح برشيد هو "الاِحتفالية"، يقوم على التفاعل بين الممثل والمتفرج أو بين الخشبة "الأكاديمية " والجمهور "الواقع". رفض عبد الكريم الخشبة الإيطالية وتقاليد المسرح اليوناني وتجربة برشيد لها جذور في المغرب،حيث كان فضاء "الْحَلْقة"
مَعْلما ثقافيا أصيلا من أهم كتاباته مسرحية "الناس والحجارة" عام 1978.



#ابراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح العربى بين التبعية والتأصيل
- شوق النكلاوى ترسم بأطفالها مستقبل وطن.
- العمل حق العمل واجب العمل شرف العمل حياه ... قراءة فى نص الأ ...
- مأخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة قراءة فى نص -أوزوريس- لعلى أح ...
- ظلال القضية الفلسطينية فى نص -أوزوريس- لعلى أحمد باكثير.
- شعب خانع يصنع طاغية ..قراءة فى نص الفيل يا ملك الزمان لسعد ا ...
- حديث نبوي قد يغير حياة الكثيرين
- القضية الفلسطينية فى المسرح المصرى بين الرمز والمباشرة.
- الإرهاب صناعة أمريكية - قراءة فى مسرحية -الحادثة اللى جرت فى ...
- مسرحية ماما أمريكا بين التبعية الأمريكية والتثوير العربى
- فن الكوميديا بين الابتذال والنقد الاجتماعى
- نظريات النقد الإجتماعى من منظور فلسفى
- الاتجاه البنيوى فى النقد الأدبى.
- منهج البنيوية التوليدية فى النقد الأدبى.
- خطوات المنهج البنيوى التوليدى فى النقد الأدبى.
- العلاقات الأمريكية العربية قبل الحرب العالمية الأولى
- العلاقات العربية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.
- العلاقات العربية الأمريكية بعد حرب أكتوبر 1973 حتى بدايات ال ...
- ارهاصات النقد الأدبى الاجتماعى
- الفلسفة البراجماتية


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - أشكال التراث ودورها فى صياغة المسرح المغربى.