عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 14:19
المحور:
كتابات ساخرة
حديقة الحيوان
تخرجت فتاة إسمها " عاصمة " من الجامعة سنة 2007 ، وهي تحملُ بفخر شهادة البكالوريوس في الآداب ( قسم الفلسفة ) .. بمرتبة الشرف الأولى . إلا أنها لم تجد عملاً .. فكلما طرقت باب رزق أغلق في وجهها .
وبعد مرور ست سنوات قضتها بدون عمل سمع بقصتها مدير حديقة الحيوانات في المدينة .. فاقترح عليها أن تلعب دور اللبوة (أنثى الأسد) .. لأن اللبوة ماتت وأصبح الأسد يعيش لوحده في الحديقة ، وقلّ عدد الزوار .
وافقت الفتاة وقالت : لا يهم .. المهم أن أعمل وأكسب رزقي بالحلال . وهكذا بدأت في العمل .. حيث ارتدت جلد اللبوة و دخلت ذلك الجزء المخصص للأسود داخل الحديقة .. ومارستْ دورها الصعب بمعدل 8 ساعات يومياً .
ومرّت الأيام وهي على هذه الحال . كانت الآنسة " عاصمة " تلّفٌ ُوتدورُ .. وتتبخترُ في القفص .. والزوّارُ مندهشون من هدوء ولُطف ِهذه اللبوة الجميلة المهذبة .
وفي يوم من الأيام نسي الحارس أن يوصد باب قفص الأسد .. وأبقاهُ مفتوحاً . عندها خرج الاسد ، واتجه نحو لبوَتِهِ ببطءٍ شديد . . فخافت " عاصمة " خوفا شديداً .. وأيقنت ان نهايتها قد أقتربت .. وان الأسد سيمزّقها إرَباً .
تصوّروا ماذا فعل الأسد حينها ؟؟؟
لقد اقترب منها ببطء ٍ .. وقال لها هامساً :
" لا تخافي يا لبْوَتي .. أنا عصام .. ماجستير إقتصاد "
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟