عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 12:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ليلى والذئب
كتابة جدبدة لتاريخ العلاقة المفترضة .. بين الضحيّة والجلاد .
( هذه هي الرواية الحقيقية لتفاصيل العلاقة بين ليلى والذئب .. والدور الخفي لجدّة ليلى بهذا الصدد . ابدأوأ الآن بمحو تاريخ كامل من السرد الكاذب لهذه القصة .. وماترتب على ذلك من عواقب وخيمة ) .
كم ظلمناك ايها الذئب طوال هذه السنين .. لأننا تعوّدنا على سماع قصتك مع ليلى وجدتها من طرف واحد . واليوم فقط سنتعرفُ على رواية مختلفة لما حدث فعلاً .. ولكن هذه المرّة على لسان حفيد الذئب .
قصة ليلى والذئب .. بقلم حفيد الذئب
كان جدي ذئباً لطيفاً طيباً .. ومُسالماً . وكان ايضا لايحب تناول اللحوم .. ولذا فأنهُ كان قد إختار منذ وقت طويل .. ان يكون نباتياً .
وكانت تعيش في الغابة فتاة شريرة تسكن مع جدتها .. اسمها ليلى .
وكانت ليلى كل يوم تخرج إلى الغابة .. فتقتلع الجذور .. وتحرقُ العشبَ .. وتتلف الحشائش .. وسنابل الحبوب ، وشتلات الخضراوات .. التي كان جدي يقتات عليها .
وكان جدي يحاول أن يثنيها عن أفعالها الشنيعة تلك .. ولكن جهوده ُ التربوية المخلصة .. كانت تذهبُ أدراج الرياح .
وأستمرت ليلى في اتلاف العشب .. واقتلاع النباتات قبل الأوان . فقرّر جدي الذئب أن يزور جدة ليلى في بيتها ويخبرها بالأفعال المشينة لحفيدتها ليلى .
وعندما طرق جدي على الباب .. ردّت عليه الجدة .. وخرجت لمقابلته .. لكنها للأسف كانت شريرة أيضاً .
فما ان رأت جدي اللطيف الخجول .. حتّى أحضرت عصاها الغليضة ، وهجمت على جدي المسكين .. وضربتهُ ضربا مُبرحاً .. دون أن يتعرض لها بسوء .وهنا أضطر جدّي للدفاع عن نفسه ، وحاول َ جاهداً دفع جدّة ليلى المتوحشة بعيداً عنه . فسقطت الجدّة وارتطم رأسها بالسرير .. وماتت الجدّة الشريرّة .
فتأثر جدي كثيراً وأخذ يفكر بليلى .. كيف يمكن لهذه الفتاة الصغيرة .. ان تعيش لوحدها في هذا العالم القاسي .. دون جدّتها .
هنا استعاد جدّي رباطة جأشه ، وأستعان بحكمته ، وخبرته في مواجهة الضغوط والتحديات الصعبة التي عانى منها طوال حياته .. فلبس ملابس جدّة ليلى .. ونام في سريرها .. وقرّر أن يتولى ليلى برعايته .. وكأنهُ جدتها بالضبط .
لكن ليلى الشريرة لاحظت التغيير في شكل جدتها .. فخرجت تصرخ بأعلى صوتها .. وأخذت تنشر الإشاعات بين الناس .. بأن جدي الذئب الطيب أكل جدتها.. وصدّقها الجميع .. وفقدَ جدي سمعته الطيبة بين الناس منذ ذلك التاريخ الأسود .. الذي روتهُ ليلى على وفق طريقتها الصبيانية في رواية الأشياء .. وباستخدام متقن جداً لمخيلتها الشيطانيّة . وظلّتْ الناس تلعنُ جدي الطيب المحب النبيل منذ ذلك الحين .. وإلى يومنا هذا .
الخلاصة التاريخية :
أيّها الناس لا ينبغي التسرّع باتهام الذئب .. لأنّهُ ذئب .. وتبرئة ليلى .. لأنّها ليلى .
أيها الناس لا تطلقوا أحكامكم على طرف دون آخر .. قبل أن تستمعوا إلى تفاصيل الرواية " التاريخية " من الطرفين .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟