|
كاسك يا أيقونتي الجريحة
دارين هانسن
الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 01:28
المحور:
كتابات ساخرة
ليت ما غناه أمس قد سمعه الجيران وليته أتم العزف قبل أن تبدأ العاصفة موجات من التوتر تزيل رغبتي الأنية في الإسترخاء تعلن عن جنون مضرم عن غياب الحاضرين عن موت البؤساء عن تعاسة الإله وبكاء أمه على نذالة أفعالنا ليته أكمل المشوار إلى التنور اشترى الخبز والتهم نصفه في الطريق وعاد بعينين منكسرتين وبعض بقايا الرغيف الطري ليخبرها بأن الجزء المقرمش فقط ما يستهويه جريمة بقوالب متعددة وصياغات تعرفك بمخترعيها ومن أبدعوا في صف حروفها لتغدو مؤثرة في عقولهم الفارغة ووحدها دمعات أمه وسخريتها من ألهتهم من يخبر الحقيقة إذا بإمكانك أن تتجاهل قراءة مقالة من خمس صفحات تمجد أصنام أحدهم وتكتفي بنظرة واحدة إلى عينيها لتعرف كيف صارت الابتسامة على شفتي طفلها صفراء وتحولت الارض تحته إلى بركان أحمر كيف لوح لها بيد مصبوغة بدمه باصبعين ليرقد معلنا قذارة قاتليه وبشاعة جريمتهم ولعنة القدر والموت والإله اتركوا تحليلاتكم وتنظيراتكم وابواقكم تهاتراتكم واتركوا للموسيقى ان تصدح باداننا ان توقظ بعض المسامات الميتة فينا ان تراقصنا على كفن فرش تحت اقدام اطفالنا ان تراقصنا على الحان شريعة اغتصبت تحت ظلالها نساءنا اتركوا الموسيقى تراقصنا في امة عروبية تعرت تحت اقدام امهاتنا وصارت عهر وجحيم وموت ونار وكلها تحت اسم الهتهم اتركوا الموسيقى تراقصنا في وطن صا ر جسد اخي فيه ارضا مشى من فوقها طغاتنا صار دمه ماء سقى الياسمين فصار احمر بينما حضرة المعارضون مختلفين على نجمة الاوتيل ونظام السفاح يعقد صفقة بيعنا جلود صينية مع حزب الله وايران ووحده حفار القبور من كان ينتظر جثة اخي فوجد فوق الرصيف يد امسكها ونظر الى الجدار المقابل فوجد جزء من جسد يروي فظائع وجودنا جمع قطعة الجسد تلك ومشى فوق بقع الدم ومجراها فوجد بقايا راس اذااتركوا لموسيقى الرب ان تكفر بنا ان تعلن عن موت ضمائرنا وصحوة الوحوش فينا قتلوه قبل ان يعرف الرب وقبل ان يعرف اين ابيه وقبل ان تستيقظ في عيونه لعنة الحياة اذا لنغني لرب اخذ اجازة ان يستمتع بها ان يمجد نفسه وهؤلاء القتلة باسمه ويترك لنا بعض الموسيقى وبقايا الماء والخبز القديم نملأ به معدة أطفالنا وأصل الى حافة الدار اقلب جدران الزمان هناك افتش بين الحصى عن عزرائيل كي اطرده من دارنا فيفاجئني عزرائيل بقصة لم اتوقعها تلك اللحظة حين هاتفت اختي فروت لي تلك الحادثة عن ذاك الطفل الذي ركض إلى أمه فرحا بنجاحه حصل على ممتاز ومرحى وكان جائع طلب الطعام فلم تلبيه الاقدار وبكت أمه. لا توقفوا الموسيقى دعوها ترافق وجع أمه ودموعها صرخ باكيا مستنجدا أريد الطعام أنا جائع والكفرة وأولياء الشيطان والرب في الأرض مليئة بطونهم وجيوبهم بالتبرعات باسم هذا الطفل لا توقفوا الموسيقى فصراخها يناسب حجم ندالتنا ركض ذاك الطفل إلى الخارج دموعه وزقزقة معدته ترشده إلى الطريق إلى حيث سيتسول يسرع الخطا قبل أن تخونه قواه علي أن أغير الموسيقى فقد وصلت إلى المقطع الرومنسي الذي لا يناسب حجم جريمتنا ترك صوته وراءه يتوعد أمه بأنه سيبكيها دما عليه مدى العمر بأنها لن تراه ومريم المجنونة تصرخ في الحارة سأضاجعه في سريري في بيت أبي ومعه أفقد عذريتي حاولت الأم أن توقف ابنها لكنه ركض وحاولت مريم أن تصرخ بصوت أعلى سأضاجع حبيبي الليلة عارية تحت السماء لن ألبس بدلة الزفاف سيكون لجسدينا أن يمتلكا بعضهما عاريان سأقبله وأنتظر بقع الدم بعد أن أهديه عذريتي والطفل في شوارع حمص يتوعد بأن يهدي أمه العذاب فلب القدر الأطرش وعده ونزلت قنبلة في ذاك الشارع المليء بالقصص والحب والحياة فقتلت شظاياها مريم والطفل مريم صرخت قبل أن تسلم الروح بأن حبيبها ينتظرها في الأعلى ليمارسا الحب معاً والطفل صرخ قبل أن يسلم الروح اعتذروا من أمي وأخبروها بأنني أكلت قبل أن أموت لا تخبروها بأني مت جائع دع الموسيقى أيها المتعجرف المغفل تعزف قذارتنا تعلن عن موت ضمائرنا تحيك أكفاننا هذه المرة من ألحان للرقص قدرة عظيمة على التعبير على التغيير على الاندماج والغوص في حفر النجاسة البشرية اتركوا للموسيقى أن تخفي صراخنا فعميل الشيطان مشغول بعقد صفقاته مع ايران وعملاء الشيطان او كما يدعون وكلاء الله على الأرض مشغولون بتشريع أخر يتيح لهم قتل أطفالنا واغتصاب نساؤنا ففي أرض العروبة ماتت الضمائر العربية ومات صديقي وطفلها ومريم والملتحون مشغولون باغتصاب النساء تحت اسم زواج النكاح والقاصر مغطاة بدم يثبت عذريتها فتزغرد لذلك نساء القبيلة المسكينات الجاهلات وحكومة تساوم على بيع الوطن بعد قتل كل أبنائه وهيئة شرعية تغلق كل محلات الخمر تحت اسم الرب وتسألني لماذا أريد أن أسمع موسيقى تطرش أذاني وتلهب روحي وتلعنها ففي أرض العروبة مات بني يعرب ولأجل ذلك سأشرب النخب مع الوطن كأسك يا وطني القاتل كأسك يا ايقونتي الجريحة
#دارين_هانسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موعد مع الجنون
-
مساماته ميتة الأن
-
مشيت رغم ذلك
-
خطر تفكك المجتمع السوري الأن
-
وطن وأنثى وحلم مشترك
-
حان الوقت لإنتفاضة المرأة العربية
-
أنا هي وهي أنا
-
لاجئات لا سبايا
-
مجرد فيلم أوقظكم
-
طوبى لياسمينك الطاهر
-
مفردات يومية 1
-
سيدهم البطة تهنئتنا لك باتت قريبة
-
دمشق تضع النقط على الحروف
-
ألم يحن الوقت عنان كي تستيقظ
-
كلهم بديل
-
لربما بداية ديمقراطية
-
ليست فقط اسماء
-
أليس وقت الجنون
-
ثم ماذا بعد الثلاثاء
-
أنثى من الشرق 2
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|