أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - اقتراحان لإخماد حرب القرن














المزيد.....


اقتراحان لإخماد حرب القرن


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تعاظم غير مسبوق لاستخدام السلاح في سوريا، يجد المرء نفسه أمام حالة قد تنتهي بهذه الأخيرة إلى مصائر خطيرة، يبرز منها اثنان، التدمير الكامل بالمعنى الجغرافي الطبيعي، وتقسيمها إلى عدد من المناطق أو المحاور السياسية الجغرافية أو الطائفية وغيرها. وليس من قِبل المبالغة أو التهويل أن نقول بأن حدوث المصيرين الاثنين أو الواحد منهما، أمر تحتمله الأحداث القائمة على قدم وساق. ومن ثم، فإن بذل جهود إنقاذية قصوى حيال سوريا الوطن يمثل الحد الأدنى من الواجبات المطروحة على أبنائها وأصدقائها. وقد قُدمت مبادرات ومشاريع وخطط واقتراحات من الداخل والخارج أُريد لها أن تطفئ نار الموت المشتعلة، لكن واحداً منها لم تتح له فرصة النجاح، فظل الأمر مفتوحاً، بل وربما يبشّر بازدياد رهان الحرب وحشية وباستمرارها إلى أجل مفتوح وغير مسمّى.

من هنا، يصبح ذا مشروعية كبرى أن تفكر المجموعات الوطنية الشريفة في اجتراح حلول جديدة، تسهم في إسكات أصوات المدافع والطائرات، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن السياسة والحرب كلتيهما لا تُغلقان احتمالات الدخول في تنازلات ومساومات تمر عبرها إجراءات ما قد توصل إلى السلم الأهلي عبر قناتين اثنتين، قناة العدل وقناة الخروج بسوريا موحّدة وديمقراطية مدنية وعصرية. أما القناة الأولى فنعني بها التأسيس لمحاكم وطنية برقابة دولية تنجز مهمة عظمى لعلها تنتج حالة من الإجابة على السؤال التالي: منْ مِن الأطراف المتنازعة كان هو الذي لجأ إلى الحل العسكري، في وقت كان فيه كبح جماح النزاع ممكناً بل وسهلاً؟ إن محاكمة عادلة لمن تسببوا في إشعال السلاح البسيط إلى المعقد، يمكن أن تخلق حالة من الرضا والتوازن في أوساط الجميع، وتأتي القناة الثانية لتقدم نفسها بصيغة الموادعة بين كل الأطراف. وهنا بالضبط، يصح التحدث عن مصالحة وطنية قائمة على العدل والشعور بضرورة إيقاف شلالات الدم، وذلك على نحو يُطيح بالنزعة الثأرية وبالطائفية البغيضة لما يعمق مفاهيم الديمقراطية والمجتمع المدني في حياة الأطراف كلها. أما القناة الثانية فتعلن عن نفسها بصيغة إطلاق سراح الفئات الثلاث من المعتقلين، دون تأجيل. وتبرز الفئة الأولى من هؤلاء بشخوص السياسيين، الذين اعتُقلوا وزُجّ بهم في السجون، بسبب مواقفهم وآرائهم السياسية. أما الفئة الثانية فهي تشتمل على سجناء الرأي المخالف لرأي المعبّرين عن النظام المهيمن. وأخيراً تعلن الفئة الثالثة عن نفسها ممثّلة بمن نطلق عليهم «سجناء الضمير» وهؤلاء هم الذين أعلنوا عن مواقفهم المتضامنة مع من دافعوا عن السجناء كلهم، الذين دخلوا بسبب تضامنهم الحضاري والإنساني والأخلاقي معهم.

وإذا وضعنا القناتين المذكورتين في حسبان الصراع الدموي في سوريا، فإننا سنتجه بيدنا إلى أهم نتيجة تتأتّى عن القناة الأولى، هي معرفة مَنْ أعطى أوامر القتل الناري، ومّن نفذه بعد أن سوّغه؟ أما ما يمكن وضع اليد عليه في سياق تطبيق القناة الثانية وتعميق نتائجها التي تندرج في إطار العملية الجديدة في المجتمع، فيتحدد في اكتشاف أهمية السعي إلى التأسيس لنظام اجتماعي سياسي جديد.

إن حراكاً معمقاً على صعيد اجتراح الحلول الواقعية والممكنة يبقى حاسماً في سبيل بلوغ سِلم أهلي في سوريا، مع التأكيد على أن ما يحدث في سوريا ليس هو، في الأساس، مؤامرة كونية يشترك فيها سلفيون وجهاديون ومجموعات مسلحة، وإنما هو حالة طبيعية من إعادة بناء سوريا العربية بعد عقود مديدة، وإن كان هؤلاء قد ظهروا في سياق الأحداث في سبيل الإطاحة بالمشروع الناهض إلى الإصلاح نحو الحرية والديمقراطية.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية... وذريعة «المؤامرة الكونية»
- طرق لابتلاع الثورة السورية
- العرب بين السياسة والدين
- الرئيس المستقيل من حزبه
- الإصلاح «المغلق»
- سوريا... إلى أين؟
- الثورة السورية... إلى أين؟
- الانتفاضة السورية والسياسة
- عامان وبداية عصر جديد
- الحوار السياسي
- نكسة «نصرالله»
- قانون الاستبداد الرباعي!
- استراتيجية «الزمن التاريخي»
- عار اغتصاب النساء
- الثورة لا تتوقف عند السلطة السياسية
- العدالة العقلانية فوق الثأرية
- نقد أدونيس للثورة السورية
- النفق السوري المظلم
- الفكر السياسي و-الثورة-
- -الثورة السورية- والفكر السياسي


المزيد.....




- ردًا على ترامب.. المكسيك في طريقها لفرض رسوم جمركية انتقامية ...
- رئيسة المكسيك تحذر من عواقب وخيمة للرسوم الجمركية التي فرضته ...
- شولتس يستبعد أي تعاون مع اليمينيين المتطرفين
- تديره شركة إماراتية.. حقل غاز شمالي العراق يتعرض لهجوم دون إ ...
- كندا والمكسيك.. ردة فعل انتقامية
- عودة 300 -مرتزق روماني- من الكونغو بعد مشاركتهم في دعم الجيش ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تفجير مبان ومقتل عشرات المسلحين في الض ...
- الخارجية الأمريكية: روبيو أبلغ الرئيس البنمي بأن ترامب لا ين ...
- سيدة تلتقي بأطفالها لأول مرة منذ 6 أشهر بعد تحرير قريتها في ...
- مينسك لا ترى أي مؤشرات لنشوب عدوان عليها


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - اقتراحان لإخماد حرب القرن