عفيف إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 10:54
المحور:
الادب والفن
كفت أشباح الأرواح الشريرة عن تسريب الكوابيس..
كما الأحلام المنسية
كائنات الليل إنسحبت ببطء
وتلاشت..
قبل أطياف الأسلاف الطيبين طافت روائحهم القرنفلية..
بين الخيط الأبيض
والاسود
إستيقظت القردة النزقة أولاً
بين الأغصان تقافزت متدلية مثل ثريات داكنة..
خفافاً هرب اللامرئيين بين الظلال
تواروا كأنهم
لم
يكونوا !!
بين الندي
ورعشة الأعشاب البرية تبقت آثارهم
التي
لا تدل عليهم!!
حينها نفضت العصافير مناقيرها
وعزفت نشيد الصحو الجليل..
هناك
الشلال يسمونه بكاء الجبل..
النار غضب الحصي..
الصواعق عطسات الآلهة..
النهر روح جدتهم الأولي..
الأشجار شقيقات خضر..
الشمس أم الكون التي تنام وتصحو باكراً..
هناك
الآلهة بلا معابد
التحيات يتبادلونها بعض الأنف
ولحس حلمة الأذن اليسري..
الجهات يعرفونها بروائحها..
الإشارات قواميس وافرة المفردات..
دقات الطبول الصباحية تربك نبضات قلبي المخنوق بخيوط العنكبوت
فركضتُ في دوائر عكس عقارب الساعة
أمام النهر
قرفصت
أتشرب أوائل الصباح
عيناي تحدقان في ما وراء نهاية الأفق
تتسل عطور الطمي البكر إلي أعطاب جسدي
فيزفر سمومه
من شقوق روحي المثقلة بسواءات العمر
تتسابق كائنات للهرب من بين مسامي
بإتجاه الخفوت بومة سوداء تطير
من تحت أظافر رجلي اليمني
واحدة
بعد أخري
تخرج أرتال النمل
تحاذر الإنسحاق
وإختلال صفوفها..
برشاقة عداء حواجز إنسل نمر بلا رأس يطارد وعلاً طائشاً..
كما البرق
وبهلع الناجي من محرقة نسر جارح يفر من مخي مسرعاً..
طاوؤس ترك حديقته الربيعية هناك
وركض عارياً..
سلاحف عرجاء لم تجد بعد طريقها تثقل دمي..
نوتيون علقوا بشباكهم
وطاروا
وهم مازالوا يرتلون أغنيات الهيام بعروسات النهر..
أسراب نحل تركت ملكتها هناك وتزاحمت علي علي فتحتي أنفي..
ضفادع نسيت بياتها الشتوي وولت هاربة من فمي مذعورة..
الريح تتخلل جسدي بظمأ النايات
ثعابين بكافة الألوان تتقافز
وتتراقص..
من حدقات العينين يتقاطر الكريستال
أزفر اللعنات/ والخوف/ والجنون..
أزفر الذكريات/ والظنون..
أزفر الكآبات..
أزفرنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي..
أخرج من جسدي عارياً مني
أنا
الآن
اللاشئ/ المتشظي
أرواحي بلا ذاكرة
عادت إلي سيرتها الأولي في السديم
صارت أعواد بخور موقودة الأطراف
وكنت
أنا الدخان
أتفرع بسعة الأفق في فراغات الكون
في دوائر حلزونية
أذوب..
وأذوب..
وأذوب..
2005-04-17
بيرث
#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟