أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادين البدير - آنجى














المزيد.....


آنجى


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 09:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



وكنت يا آنجى أتحدى وأغامر كى تقابلنى الدنيا بحرية لا آخر لها. وحلمت أن أساعدك بأطواق مغامرة تنجيك من كرب هذا الوطن المحدود. حلمت ذات يوم أن تستيقظى مثلما استيقظت بسن باكرة لتفاجئى مجتمع العشيرة قائلة (أنا حرة).

حتى اللحظة التى سبقت مجيئك كنت أظن أن أجمل ما سمعته فى حياتى كان صوتى وأنا أقول (لا) للمرة الأولى. أما من الآن فسيكون الأجمل هو صوتك وأنت تتغلبين على القهر بكل صنوف الـ (لا).

وظننت أنك حين تأتين سيكون زمن الرخص الفكرى قد انتهى وحل زمان الغلاء، لكن الأجواء مؤلمة وغبار الدناءة يتطاير.

رجل الدين، الدين، رجل الدين ألغى كل شىء، أو يكاد. تهمتنا هى سبات الكفر لمئات القرون، ولو أن الأمر بيده لأطلق تهم الكفر على كل الأنبياء. مولدك يا صغيرة جاء بزمن الدعوة والدعاة وأنبياء جدد ورسل جدد، وعدة نصب ووحى نصاب ومحاضرات بورنو دينية لا تحكى إلا عن النجاسة والأجساد والجنس والجماع.

هناك حواجز جديدة ستظهر فى الطريق وتحتاجين لكسرها. هناك قيود لم يكتمل فكها. لا أدرى مدى قدرتك على الصمود. هناك تقاليد ومحافظة ومسميات مختلفة للاأخلاق واللامبادئ، فكيف ستتجاوزين كل هذا؟

حين تكبرين يا آنجى أتساءل عن مصائر أطراف عديدة. الشرطة الدينية. الحجاب. الدعاة. مصير السلف ومصير الإخوان. مصير العبودية العصرية. ومصير الأنثى. ومصير الحرية. أمام هذا كله هل تقفين صامتة أم تتمردين وتحطمين وتثورين؟

وحين تكبرين، أتحبين هذا الوطن أم ترتبطين معه مثلما أرتبط معه بـ(حب وكراهية)؟ أتبحثين مثلما بحثت عن موطئ قدم جديد تحلمين فيه بعيدا عن التسلط. أم أن وطننا سيكون له حينها شكل مختلف؟ ربما نور الحرية سيشع على سماء الوطن، ربما ينتهى الظلم ويختفى التخلف وتبدأ حياة أساسها الكرامة. حياة تستحق أن تعيشينها أيتها الحالمة.

وقتها لن يحكم عليك أحد بحسب طول عباءتك وعرضها، ولن تحملى على عاتقك شرف رجال البلد، ولن تُرغمى على الصمت لأنك أنثى، ولن تخجلى من جسدك فأنت تملكين معجزة الخلق. وقتها لن ترغمى على الجلوس فى المقاعد الخلفية بكل محاضرة أو ندوة أو سيارة، وقتها سيكون القضاء عادلاً والقانون أساساً، لا تفاسير ومرجعيات تتغير بتغير المزاج. وقتها سينتهى التمييز وينتهى عصر إذلالك واضطهادك تحت ستار الدين. سيعتد بشهادتك كما الرجل، وستحصلين على كل بند مساواة منحتنا إياه التشريعات الدولية. ستتجاوزين مسألة المطالبة بقيادة السيارات، ستتعدين تلك الملهاة لمطالب أكثر حدة وشجاعة. ستسيرين بشوارع بلدك دون خوف من خطف أو تحرش، تسيرين فلا يوقفك رجال هيئة الأمر بالمعروف فارضين عليك أوامر لم يعهدها أى مجتمع إنسانى. ستختفى مهمة مراقبة الناس فى الشوارع والمقاهى والمطاعم، وستتنزهين بين دور السينما فى بلدك بعد عزل أهل الدين عن أهل الإبداع والفن، وستمارسين الرياضة دون انتظار فتوى رخيصة من شيخ أرخص لإباحتها. وتعملين وتتعلمين دون أى إذن ذكورى. وترتدين الملابس الملونة الزاهية، فعهد العباءة السوداء ولى إلى غير رجعة. ستذكرين زمنى وتقولين «كانوا زمن أمى يتغطون بعباءة خانقة». وقتها ستتولين عرش حياتك ومن يدرى فقد ترأسين عرش البلاد.

وقتها. متى يجىء وقتها.

أهديك فى بدايات تفتحك مقالا كتبته عنوانه «لم أعد أخجل». لا يزال موسوما على جبينى كلما قابلت واحدا من أبناء التناقض الذى حل علينا، فيوجه لى النصح قائلاً: كان الأجدر بك عدم كتابته. لهؤلاء ستعلنين أنك أنثى وسينصتون. سترغمينهم على الإنصات. لن تخافى. لن تخجلى.

وحين تقابلين نساء الخنوع معيبات، أو تصادفين لعنات داعية شرير. قولى لهم: لا. لم أعد أخجل.

عاهدينى يا آنجى.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب بشروط النظام
- الآثار عدوة الظلام (فى هدم القبة الخضراء)
- المنسي من التاريخ الإسلامي
- داعية منتصف الليل
- مصر.. يا أهل مصر
- المولد النبوى: شرك أصغر أم أكبر؟
- إخوان الخليج.. مكر الأعدقاء
- نجاة.. لا تموتي
- الشرفاء كلهم خونة
- رسالة إلى حماس.. انتبهوا
- عيون المباحث
- انسوه واغفروا
- فى نادى الكذب الثورى
- الإسرائيلى أحسن من الشيعى!
- أبى.. أريد وقتاً إضافياً
- القابض على دينه
- ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)
- ترافقينى فى السفر؟ طبعاً أرافقك
- ثقافة السيقان العارية
- شىء سماه العرب ربيعاً


المزيد.....




- -لا تحرروني، سأتولى الأمر بنفسي-، عرض غنائي مسرحي يروي معانا ...
- بمناسبة شهر رمضان 2025.. حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في ...
- دراسة تزعم.. الانفصال العاطفي يضر بالرجال أكثر من النساء
- بيان مشترك: مخاوف من غياب “عدالة الإبلاغ” في جرائم العنف ضد ...
- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- على أنقاض البيئة.. إسرائيل توسع مستوطناتها على حساب الغطاء ا ...
- الذكاء الاصطناعي يحدد النساء المعرضات لسرطان الثدي قبل سنوات ...
- -المحكمة الأوروبية تدعم حرية المرأة الجنسية: نداء لتجريم الإ ...
- تونس.. امرأة تضرم النار في جسدها بالقيروان والإسعاف يتدخل
- كارثة بالكونغو الديمقراطية.. جثث متناثرة واغتصاب وفرار جماعي ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادين البدير - آنجى