أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سائد صبحي السويركي - رسالة إلى الصديق الناقد السينمائي بشاار إبراهيم















المزيد.....


رسالة إلى الصديق الناقد السينمائي بشاار إبراهيم


سائد صبحي السويركي

الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 13:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


رسالة إلى الصديق الناقد السينمائي بشاار إبراهيم
ها نحن معا من خان دنون إلى مارينا مول

صديقي العزيز ، هنا غزة التي تحترف الغياب كأقسى ما يكون ، وتحترف الحضور كأجمل ما يكون ، وما بين حضورنا وغيابنا ، مفتاح عوالم نحلمها على مهل على أمل أن يكون الآتي هو الأجمل ، قبل عقد ونصف كنت هناك ، حيث الصدفة الأولى التي حملتني لخان دنون ، أحسن وصف هذه الأماكن ، لأنها تشبه داخلي كثيرا ، وتشبه الجغرافيا التي أتحرك على أرضيتها ، كانت صدفة عابرة هي من ألقت بي أمام هذا الناقد السينمائي المتخصص ، والبسيط والحالم والطيب إلى أبعد درجة ، قبلها لم أسمع عن شيء اسمه السينما الفلسطينية .
حضرت السينما بكامل لوزها ومشمشها وألقها لأن رجلا مهتما يدعى بشار إبراهيم كان يمنحني مفتاح هذه العوالم المسحورة
خان دنون ... لا يمكن نسيانه على الرغم من أنني أفضل إنسان يحترف النسيان يا صديقي ، نكهة المكان في نظري كانت تشبه نكهة مخيم الشاطئ أو مخيم جباليا ، ومع ذلك المخيم ليس جغرافيا مزدحمة بنفسها ، المخيم روح ، بساطة ، طيبة ، حميمية تجعلك تدرك أن العبقرية تكمن في المحتوى الإنساني الذي يحمله الناس ، الأبراج لا تعني لي شيئا تقريبا سوى أنها أبراج ، لكن المخيم مختلف .
عقد ونصف يا صديقي ، وحوار واحد بيننا جعلني أهتم بالسينما الفلسطينية ، وجعلني اختار نشأة وتطور السينما الفلسطينية لبحث تخرجي ، غريبة هي الأشياء ، خان دنون الذي عرفته كومضة ، غير مسار حياتي ...غير أني لم أفقد شغفي في متابعة آخر أخبارك ومؤلفاتك التي تعمق قناعتي بأننا شعب يستحق الحياة ...
مياه كثيرة جرت وما زالت تجري في النهر يا صديقي ، بعيدا عن خان دنون كان يفترض بي أن أختبر حربين وحصارا طويلا ، والكثير من خيبات السياسيين ، نحن نمتلك خيبات تصيبنا بالضحك حد الكآبة ... وكان على المكان الذي ضم خطاك أن يختبر حربا أهلية وكونية مجنونة ، تصيبك بالارتباك حد العمى ، خوفا عليكم وعلى الأصدقاء ،
هل أنت بخير يا صديقي ، هل ما زلت تقدم للعالم ما تعتقد أنه شيء غزله الفلسطينيون بكاميرا أرواحهم ، عقد ونصف أحد ما بعيد يساهم في صياغتك ، هذا أنت
صديقي بشار
منذ سبعة أعوام لم أغادر غزة بالمطلق ، نسيت حتى كيف يسافر الناس ، وامتلكت وعي طفل صغير يخشى أن يضيع في زحام عربي هائل تحطمه خيباته مثلنا ، معبر رفح كعادته كان سيئا ، هل يفترض بنا أن نعد ساعاتنا الضائعة على عقرب يتحرك من اليمين للشمال ، على الحائط المقابل ، أخشى الضياع يا صديقي ، وأخيرا أفلتني المعبر بعد خمس ساعات لأجدني مكوما في سيارة تسمع خفقات قلبي ، أخيرا غادرت غزة ...
صديقي العزيز ... اعذر جهلي وعدم معرفتي المسبقة عن معنى أن تقطن على بعد ساعتين من المكان الذي سأقيم فيه في أيام الإقراج المشروط من السجن الغزي ، أحيانا الفيس بوك يجعل الأمر أسهل ، ربما لم تخطر ببالي عندما كتبت بالتحديد أن أمسيتي التي سأشارك فيها ستكون في اتحاد الكتاب الإماراتي ، رجل على بعد سفر ساعتين يدعى بشار إبراهيم ما زال يذكر ومضة خان دنون التي جمعتنا ، قال لي ... هل أنت هنا ؟
نعم أنا هنا يا صديقي
أنا قادم حالا
واو .. هذا الرجل جميل بحق
اليوم الأول من الفعالية الثقافية كان حفل الافتتاح ، وكان يفترض أن أقرأ فيه ، المكان تغير ، وتقرر أن يكون الافتتاح في روتانا بيتش ، هذا الفندق الفاخر ، هنا بت أعرف كيف تمشي عقارب الساعة ، بشار ابراهيم أدرك مشكلة المكان ، وجهه يشبه وجهه قبل خمسة عشر عاما ، الكثير من الحب والألق ، يا إلهي كم أحبك أيها الرجل ، إنها ومضة خان دنون
صديقي العزيز
هل تعرف أن الزمن نسبي ، غادرتك وكأنني لم أغادرك ، وهئنذا أعود لغياب وكأنني لم ألتقيك في الجغرافيا التي تشبه عالما افتراضيا مسحورا ، صنعته ساحرة من الأبراج والأضواء ، سألقي بسرعة وأهرب ، هل أنت مع الفكرة ، أرغب في أن ينبت لي جناحا من حرية ونور ، الشعر لزيز يحمل طعم السكر الفضي في فم طفل ، هل أحضرت خان دنون معك ؟؟؟
أعتذر يا صديقي لأن المجانين اعتدوا على أحبائك ، المكان جن تماما هناك ، والمكان جن تماما في روحي التي أحملها ، لكن أحمد الله أنك بألف خير ،
هل تريد أن ترى المكان ؟؟؟
نعم ولكني أملك مشكلة حقيقية معه يا صديقي ، فأنا رجل أخذوه من الصحراء مغمض العينين إلى البحر المفتوح ، غزة تمنعني من الإحساس المفرط بهذا الجمال
أشعر انني استعدت طفولتي معك يا صديقي ، ارغب في التحليق كأجمل فراشة أطلقها الوطن المشاكس
لا تسألني كيف حالك يا صديقي ، لا أذكر أني كنت فرحا منذ زمن بعيد ، ماذا يسمى القصر الذي أخذتني إليه ؟ ليس مهما الإسم ، المهم أننا ما زلت قادرا على عدم استيعاب هذا الجمال ، الطفل بي تساءل عن أشجار النخيل المزروعة في ممرات القصر ، حقيقية أم صناعية
هل تسمح لي باللمس ؟ نعم انها حقيقية ، لماذا يصنعون أبوابا بهذا الحجم يا صديقي ، لماذا السقف مرتفع للغاية ، هل المكان أصغر من فرحة طفل أكبر من كون ... لا تلتفت لحماقاتي ، عندما يفرح الغزي يفقد القدرة على الكلام ، أريد جناحين من نور وصديقا مثلك
في الإمارات مرت ساحرة قبل عقود لا أعرف عددها ، قالت هنا سأزرع عالما رومانسيا من نوافير ماء على باب القصر ، كنت أعرف أنك تصورني بجوالك ، استسلمت لفكرة التلقائية ، وكأنني لا أعلم ، الصور التي أرسلتها لي عبر الفيس بوك يا صديقي ، هي ما خرجت بها من الرحلة
الساحرة قالت سيكون هنا مارينا مول ، أتذكر دكان الحاج محمد ، بالكاد كان يتسع لموطئ قدمه ، هنا العالم فضاء بلا نهاية ، ما رينا مول فقط شاهدته في حلم عابر ، وأما الجميل في المكان هو أن أحدا ما - يدعى أنا - التقى شخصا جميلا يدعى بشار إبراهيم ومنحه مفتاح الحلم ، هي أشياء ستصبح بنات الذاكرة ، العالم يتم اختزاله في مارينا مول ، هل تذكر البندورة التي سعرها أربعة وعشرين درهما ؟ يا إلهي خطر ببالي أنني سأصاب بالجنون ، الخسة الصغير ستة عشر درهما
كيف يعيش الناس هنا ؟ لا بأس بشار جميل في هذا المكان بالذات
وعلى بعد صفر منك تسير الآسيويات في كل الاتجاهات ، المقاهي محلات الملابس ، مارينا ، تعني أن العالم بين يديك يا صديقي
هل تعرف يا صديقي ، غرفتي في روتانا بيتش جميلة بدرجة لا تصدق ، حتى أنه خطر ببالي ألا أنام على السرير ، في الحمام هناك أنواع لم أرها من قبل من الشامبوهات وكريمات الجسم ، وكان ميزان صغير في الزاوية ، رأيته قبل مغادرتي بيوم واحد
عالم الشعر مجنون وفاضح ومخادع وشهي إلى أبعد درجة ، يشبه تلك الفواكه الاستوائية التي تذوقتها دون أن أسأل عن اسمها ،
هنا كل شيء جميل يشبه حلما جميلا في وقت جمعني بك على قدر من خان دنون إلى مارينا مول
صديقي هل أخبرتك أنني ممتن حضورك من دبي إلى الإمارات لرؤيتي
يا إلهي كم أحبك أيها الرجل



#سائد_صبحي_السويركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا نعرف عن طالب عبد المحسن المشتبه به في عملية الدهس في أل ...
- منفذ هجوم ماغديبورغ -يكره كل من لا يشاركه كراهية المسلمين-
- الحوثيون: أفشلنا هجوما أمريكيا بريطانيا على اليمن باستهداف ح ...
- قطر ترفع علمها فوق مبنى سفارتها في دمشق
- السوداني من نينوى: العراق استعاد دوره الريادي في المنطقة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- هجوم ماغديبورغ يضع الحكومة الألمانية تحت ضغط وانتقادات متزاي ...
- القسام تقتل جنودا إسرائيليين بجباليا والغارات توقع عشرات الش ...
- معاريف: إسرائيل تواجه صعوبات استخباراتية في تحديد مستودعات ص ...
- ما أسباب المسام الكبيرة؟ وكيف تتمتعين ببشرة ناعمة ومثالية؟


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سائد صبحي السويركي - رسالة إلى الصديق الناقد السينمائي بشاار إبراهيم