|
خواطر حول الثورة السورية
رياض اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 13:30
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
سوريا عادت للوراء 1400 سنة عادت لتستكمل معركة صفّين صف، لبيك يا الله وصف، لبيك يا حسين
حزب الله يرسل آلاف المقاتلين لحماية المقامات الدينية الشيعية في سوريا! وكأن تلك المقامات ليست مقدسة عند السنة ولم تكن محميّة برموش العيون منذ مئات السنين يا ترى لو فتحنا قبرآ من تلك القبور هل سنجد فيه غير الجرابيع والعقارب؟! هل يستحق ذلك قتل آلاف الناس وتشريدهم وذبحهم بالسكاكين مثل النعاج؟
حزب الله يحتفل ب (انتصاره) في القصير وإسرائيل تحتفل بعودة سيطرة الجيش (المقاوم والممانع ) على معبر القنيطرة بعد أن كان سيطر عليه الجيش الحر!! شيء محيّر، أليس كذلك؟
ما يحيرني أنا شخصيآ أولئك الناس الذين يعيبون على الثورة السورية لجوءها للعسكرة، ويستشهدون بالمهاتما غاندي وثورته السلمية، لا أعرف كيف أستطيع إفهام هؤلاء الناس أن الظروف ليست متشابهة يا ترى لو كان داعية اللاعنف الرقيق النحيل غاندي موجودآ في سوريا في عهد بشار، وسوّلت له نفسه أن يرفع لافتة مكتوب عليها (سلميّة، سلميّة)، كما فعل شباب الثورة الصغار في بدايتها، ماذا كان حلّ به؟ خمسة عشر يومآ من التعذيب في أحد الفروع الأمنية، ثم تلقى جثته على قارعة الطريق، ولا أحد يستطيع سحبها لذلك ارحمونا يا دعاة اللاعنف، نحن في وضع استثنائي، لا تنطبق علينا نظريات الحكماء الحالمين أمثال غاندي وجودت سعيد، نحن لانملك ذلك الترف الذي حظي به غاندي في ظل الاستعمار الانكليزي للهند بالمناسبة هل تعرفون حاكمآ آخر كان يقتل الناس بواسطة التعذيب المتواصل؟
بعد أن قضى الجيش الحر على الجيش الأسدي بدأت جحافل المغول تهجم على سوريا من كل حدب وصوب، حزب الله وقوات إيرانية ومرتزقة عراقيين وحوثيين لافروف صار يتحدث وكأنه حاكم سوريا، وزير خارجية إيران صار يتحدث بإسم سوريا، وصار ضباط إيرانيون يشرفون على العمليات العسكرية ووضع الخطط برأيي، سوريا صارت ساحة لمنعطف كبير في تاريخ البشرية الحديث، وبعد أن تنتصر الثورة ويزول حكم الاستبداد، وبعد أن ينجلي الغبار، سوف يدرك الشعب السوري وشعوب المنطقة إلى أين أوصلتنا الأنظمة والتيارات الدينية بكافة مذاهبها وخاصة عندما تكون متحالفة مع الحكام وتصبح وسيلة للاستئثار بالحكم والسلطة. أتوقع أن تحدث ثورة ليبرالية شبابية جارفة تكنس كل تلك الأنظمة والتيارات المتخلفة، ولكن وللأسف فإن الشعب السوري هو من سيدفع الفاتورة الباهظة لهذه الانعطافة الفارقة في تاريخ البشرية لن يكون العالم بعد الثورة السورية مثل العالم قبلها، وأتمنى أن يعود الدين إلى رومانسياته الأولى حيث كان الإنسان القديم عنده إلهة للحب والجمال وإله للخصب وإله للربيع بينما اليوم كلها آلهة حروب أتمنى أن يعود الدين قصيدة حب بين الإنسان وخالقه وليس علاقة ضابط وعساكر، وليذهب للجحيم كل إله يدعو لقتل حتى نملة
يعيبون على المعارضة السورية عدم قدرتها على التوحّد! برأيي ستتوحد المعارضة السورية عندما تتوحد أمريكا مع فرنسا والسعودية وقطر وتركيا! لأن كل دولة من هذه الدول تفرض أجندتها على طرف من أطراف المعارضة، يبتزونها بالمعونات والأسلحة ويزرعون الفرقة بين مكوناتها، وبعد ذلك يلومون المعارضة على ضعف أدائها وعدم قدرتها على التوحّد أنا أشك أن أمريكا تريد فعلآ معارضة موحّدة وقوية، أمريكا تريد إطالة الأزمة لإضعاف إيران وحزب الله وحتى لو تقطّعت سوريا لألف قطعة
أوباما أجرم بحق الشعب السوري كم فرحت عندما انتخبوا اوباما في المرة الأولى، وكم كرهته عندما انحنى مثل عبد ذليل لملك السعودية، وكم حزنت عندما أعادوا انتخابه لدورة ثانية! منذ الأيام الأولى للثورة السورية وهو يردد: أيام الأسد صارت معدودة، ولكنه لم يفعل شيئآ يتناسب مع مركزه كرئيس لأكبر دولة في العالم بل هو خذل الشعب السوري و تواطء ضده، وأنا إن سألوني من أجرم أكثر بحق الشعب السوري فإنني سأضع التسلسل التالي: 1- اوباما 2- بوتين 3- علي خامنئي
لسان حال أوباما يقول: لو اجتمعت الإنس والجن على أن بشار استعمل السلاح الكيميائي، ما صدقتهم! بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وحتى الاستخبارات الأمريكية كلها تؤكد أن النظام السوري استعمل الأسلحة الكيميائية وأوباما لا يريد أن يصدق! لو خرج بشار بنفسه وأكّد أنه استعمل السلاح الكيميائي لما صدقه أوباما! باختصار لو اجتمعت الإنس والجن لإيجاد أكثر شخص عديم الاحساس رئيسآ لأمريكا لما وجدوا أفضل من أوباما ويالله مالنا غيرك يالله وبعد ذلك يغضب اوباما لأن المقاتلين يلجؤون إلى الله، لو عاش اوباما محنة أسرة سورية لمدة يومين لكان لجأ للشيطان وليس فقط لله كل هذا الاستقواء الروسي والإيراني وحتى حزب الله على الشعب السوري حتى صارت سوريا الحيطة الواطئة لكل حثالات العالم لم يكن ليحدث لولا تخاذل اوباما
برأيي، اوباما وبوتين قتلا الحلم السوري
#رياض_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصائد قصيرة
-
خواطر حول المرأة والدين
-
الحوار المتأزم
المزيد.....
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|