أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر كتاب - اجتماع أربيل : دلالات هامة وآمال كبيرة وتحذير.















المزيد.....

اجتماع أربيل : دلالات هامة وآمال كبيرة وتحذير.


شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)


الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 16:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



بالرغم من أن الاجتماعات المتنقلة لمجلس الوزراء بين المحافظات هي بدعة سياسية لكننا ولما تنطوي عليه من نوايا إيجابية نستطيع تصنيفها في باب الاجتهاد. وبكل تأكيد فإن لهذا الاجتهاد إيجابيات يتمثل أهمها في :
- شد وتقوية العلاقة بين المركز والمحافظات.
- تعزيز الثقة بينهما.
- إطلاع مباشر من قبل الحكومة المركزية على أوضاع المحافظات.
- التواصل مع المواطنين هناك.
إلا أن اجتماع الحكومة المركزية في أربيل له دلالات مهمة وعليه آمال كبيرة إذا ما صدقت النوايا من كل الأطراف وإذا ما كانت مصلحة الوطن – العراق ككل هي العليا ولها الأولوية في كل ما يتم الحديث عنه وما يتفق عليه.
أولا : الدلالات
1- إن الشد والتوتر في العلاقات بين حكومة المركز وحكومة إقليم كردستان أثار الكثير من القلق والمخاوف المشروعة لدينا جميعا. والخلافات التي تراكمت عددا ونوعا وصلت إلى حد التخندق العسكري مهددة بمخاطر اندلاع حرب بين أبناء الوطن الواحد. لذلك فإن الزيارة لأربيل وخاصة عقد اجتماع مجلس الوزراء هناك وفي مقر مجلس وزراء كردستان بالذات سيخفف أدبيا على الأقل من حدة التوترات ولعله سيكون مفتاحا لعلاقات شخصية على الأقل من نوع أفضل قد تؤدي بدورها إلى حلول نهائية وحاسمة إن لم تكن هناك استراتيجيات خفية أخرى ستفعل فعلها في عرقلة اي اتفاق وتغلق الطرق نهائيا أمام استقرار الأوضاع في العراق.
2- ودلالة أخرى لهذا الإجتماع في أربيل تتمثل في أن إقليم كردستان كان ولا زال جزءا لا يتجزأ من جمهورية العراق ككل. وفي هذا رد على الشكوك التي تثار حول نوايا الأخوة الكرد في عزل الإقليم عن تأثيرات بغداد والوضع العام في العراق وصولا إلى الانفصال وإعلان الاستقلال. ولا بد من الإشارة هنا وبأسف شديد أن الكثير من تصريحات بعض السادة المسئولين في الإقليم شجعت على إثارة هذه الشكوك خاصة عندما تطلق التصريحات بلهجة التهديد.
3- ودلالة من نوع آخر تلوح أمامنا هنا بوضوح لهذا الاجتماع. وهي أن الحوار وحده هو الطريق الأنسب للوصول إلى ما يجب التوصل إليه خاصة عندما يتعلق الأمر بالصالح العام. وأن التهديدات وحفر الخنادق والإستقواء بالأزمات العامة وبأطراف أخرى قد تكون خارجية ما هي إلا لغة تنتمي إلى زمن تهافت وتهافتت معه مفرداته وأفكاره وأساليبه.

ثانيا: الآمال
يحق لنا نحن الوطنيون الذين نؤمن بوحدة العراق شعبا وأرضا ودولة أن نعلق آمالا جدية وكبيرة بل وحتى استراتيجية على هذا الإجتماع في أربيل وتحديدا على ما سيرافقه من لقاءات – عساها أن تكون لقاءات عمل لا لقاءات ودية فقط – بين السيد نوري المالكي باعتباره رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة العراقية والوفد المرافق له من جهة والسيد مسعود البرزاني باعتباره رئيسا لإقليم كردستان وأحد أكثر قادته تأثيرا وأهمية ورفاقه في قيادة الإقليم من جهة أخرى.
1- إن أحد أهم آمالنا في هذا اللقاء هو أن يصار فورا إلى إيقاف التدهور الشامل في الوضع السياسي العراقي وما ينتج من تداعيات مأساوية على الاصعدة كافة – المباشر منها مثل الوضع الأمني وتعطيل الاقتصاد نهائيا وغير المباشر مثل انقراض الدولة العراقية شيئا فشيئا وانفلات تام في كل العلاقات الاجتماعية وانهيار واضح للجميع للقيم الإنسانية ولكرامة المواطن العراقي.
2- حل المشاكل العالقة بين إقليم كردستان والحكومة المركزية على الأسس ألتالية :
- المصلحة الوطنية العليا والتي تعتبر عند رجالات الدولة الحقيقيين الهاجس الأول والمركزي في كل نشاطاتهم ومشاغلهم السياسية. وهنا نركز بشدة على وحدة العراق الوطنية شعبا وأرضا ودولة.
- أن توضع كل الأوراق على طاولة الحوار وأن تمتزج المطالب ببعضها والحقوق والواجبات وأن تكون الأولوية لحل المشاكل الأسهل أولا والقابلة للتنفيذ الفوري والإنتقال التدريجي نحو الأصعب فالأصعب. وأنا على يقين أن كل مرحلة ستفتح آفاقا أفضل لمرحلة تليها يسهل التفاهم حولها وحلها. لكنني أحذر هنا وبصراحة من اللجوء إلى تشكيل اللجان تلو اللجان. فاللجان هي أداة التسويف والمماطلة وتجنب الحلول الجذرية والحاسمة. ولا بد من الإشارة هنا أن البعض غير القليل من نقاط الخلاف بين الطرفين سوف لن تحل بسرعة لطبيعتها الإستراتيجية والمصيرية من مثل ما سميت اصطلاحا وبلغة غير سليمة بالـ ( المناطق المتنازع عليها ) ومثل قانون النفط والغاز وغيرهما.
- أن يصار إلى وضع سقوف زمنية وآليات تنفيذ لكل اتفاق يتم إنجازه بين الطرفين وكل ورقة مكتوبة وموقعة على أفكار بالخطوط العامة والعريضة قد لا تكون ملزمة وحتى أنها لا تخضع للمساءلة القانونية قدر خضوعها للمساءلة الأدبية والتي اصبحت في خضم صراعاتنا السياسية لا قيمة لها ولا تلزم أحدا. مع شديد الأسف.
3- يجب – وهذا أحد أهم آمالنا – أن تلتفت الحكومة إلى حل جذري وحاسم لقضية المتظاهرين وتلبية مطالبهم المشروعة واسترداد حقوقهم ووضع حد نهائي لظاهرة تهميش المكون السني والتعامل مع أبنائه بنفس المعايير والمقاييس التي تتبع في التعامل مع ابناء المكون الشيعي والكردي. وهنا لا بد من التذكير بالضرورة القصوى لإزاحة الطائفيين الذين يتربصون الفرص للانتقام وإلغاء الآخر والتفرد بالوطن وموارده ومؤسساته والتصدي للمشروع الطائفي الكريه والتكفيري والإرهابي والميلشياتي والتخلص بما لا عودة عنه من القيادات التي أرادت ولا تزال تعمل على سرقة جهد وتضحيات المتظاهرين والمعتصمين وتجييرها لصالحها وتلك المتخاذلة والمترددة وتلك المرتبطة بالأجنبي وتلك التي تعتاش على ما تنتجه المظاهرات. وكذلك يجب الكف نهائيا عن العمل على تسويف الحلول وتضييع حقوق المعتصمين. إن البطولات التي حققتها التظاهرات على يد أبناء شعبنا هي إنجازات وطنية تضاف إلى إرث العمل الوطني الغيور والشجاع لشعبنا خاصة غذا تذكرنا أن هذه المظاهرات والإعتصامات قد تفجرت في محافظات كانت في الماضي القريب ممن جاهد ضد الاحتلال بشجاعة وبسالة. ومن هنا ننطلق للتذكير أن دعوتنا ودعوة كل الوطنيين الخيرين إلى تعزيز الوحدة الوطنية إنما تأتي فقط عبر الحل الوطني الشامل لقضية المتظاهرين حلا وطنيا مسئولا وغيورا بعيدا عن مشاعر الحقد الطائفي أو تأثيرات أحداث المنطقة برمتها ولا استجابة لضغوط خارجية. كما أن استخدام القوة لا ولن يجدي نفعا في معالجة المشكلة. فقد تأتي المعالجة مؤقتة وقد تطفي لهبا لكن النار أوارها يغلي في الصدور ويتفاعل لينفجر مرة أخرى في وقت آخر وقد لا تنفع أية حلول أخرى ولات ساعة مندم. وفي هذا المجال نقولها بكل صراحة أيضا أننا يجب أن نتخلص نهائيا من دعاة الأقاليم الطائفية ونقبر بشكل حاسم فكرتها لأنها مشروع ينسجم ويتطابق مع ما تتطلع له الصهيونية العالمية في خططها الإستراتيجية المتعلقة بالمنطقة عامة وبالعراق خاصة.
4- إن وضع قضية المتظاهرين والمعتصمين في ملف آمالنا المتعلقة بلقاء السيد المالكي بالسيد البرزاني يأتي فقط لقناعتنا بوحدة القضايا الوطنية خاصة الملتهبة منها وعلى الأخص قضيتي المظاهرات وإقليم كردستان. هذا الترابط جدلي حقيقي ومادي. ولنا في ذلك أكثر من قرينة ودليل. وكل محاولة لتفتيت القضايا الوطنية وفصلها عن بعضها فهو عدا عن أنه يأتي عن عدم شمولية الرؤيا السياسية للوطن وقضاياه فهو لن يؤدي حتما إلا إلى تأجيل وترحيل المشاكل المصيرية وإلى حلول قاصرة مؤقتة لا تفي بالغرض.
5- إننا نأمل – وأملنا كبير – أن تلتفت الأطراف بعد حل المشاكل بينها أو بعد وضع خارطة الطريق الحقيقية لحلول جذرية حقيقية حاسمة , تلتفت إلى المباشرة الفورية والمسئولة في إعادة الاعتبار للدولة العراقية ومؤسساتها وإنجاز إعادة بنائها على أسس مدنية حضارية تقدمية حديثة تكون دولة مواطنة قولا وفعلا تباشر هي الأخرى بتحقيق أهداف وحاجات الشعب الكبرى والمتمثلة حسب أولويات التصاقها بحياة العراقيين في يومنا هذا : الأمن – العمل – السكن – الخدمات كاملة – ومن ثم الكماليات العامة والخاصة.

ثالثا : التحذير
ولعل هذه المناسبة من أكثر المناسبات ملائمة للتذكير بضرورة تجنب العودة إلى شعارات عنصرية طائفية تثير القلق لدى مكونات الشعب الأخرى. إن ما أعنيه هو شعار " التحالف الكردي – الشيعي " الذي لا يتناقض فقط مع المصلحة الوطنية العليا وينسف مبدأ الوحدة الوطنية بل يثير التخوف المشروع لدى المكونات الأخرى في أن تكون هي المستهدفة مما قد يدفعها إلى التمترس خلف تحالفات قد تكون هي الأخرى متناقضة مع المصلحة الوطنية العليا وناسفة لمبدأ الوحدة الوطنية.

" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ".
بغداد
يوم الجمعة
7/6/2013



#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اللقاء الرمزي في بيت السيد عمار الحكيم – ما له وما عليه. ...
- نداء إلى القوى الوطنية والمقاومة الشريفة
- الحرب الصهيونية في العراق – مرة أخرى
- تعريفات أولية للطائفية وأصحابها
- أرفضوهم.....
- نداء إلى السادة رجال الدين والشيوخ والمراجع العظام
- الحرب الصهيونية في العراق..
- الدولة التي نريد هي :- دولة الشعب
- هوية حزبنا الوطنية والطبقية
- مكافحة الطائفية مستمرة 2
- مكافحة الطائفية مستمرة...
- إشكالية الذاتي والموضوعي في إنبثاق المنظمات السياسية
- من يمثل الشعب العراقي في أزمته الوطنية الراهنة ؟
- موقف حزب العمل العراقي من تطورات الأزمة الوطنية الحالية في ا ...
- سبحان الله...
- تصريح
- الأخوة والأخوات الكرام
- مؤتمر شعبي
- دفاعا عن فتوى الشيخ عبد الملك السعدي
- إرحل .. إرحل .. !! الشعار وتداعياته الخطيرة...


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر كتاب - اجتماع أربيل : دلالات هامة وآمال كبيرة وتحذير.