قيادة ثورية أم تنظيم طلابي

محمد خضر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 14:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

قيادة ثورية أم تنظيم طلابي

استجابة الجماهير السورية لنداءات الثورة بلغت أقصى درجاتها ومنذ الساعات الاولى لاندلاع الثورة وقد كان زخم الاستجابة متفرداً ومتميزاً كذلك وإن دل ذلك على شيئ فإنما يدل على سعة
وعمق مظاهر الظلم الذي كانت تعاني منه الجماهير السورية

وسؤالنا هو التالي:
لم كل هذا التردد والميوعة في قيادة التضال الثوري في ساحات العمل الجماهيري في الساحتين العربية والدولية
امام تردد الجامعة العربية لتكون اكثر حزما في قراراتها وتحديد ما تريده من هذه الدولة او تلك فقد ادى الى عدم فعالية القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية على الصعيدين العربي والدولي

الم يكن من الضرورة بمكان ان تحدد الجامعة العربية ما تريده من الجزائر على سبيل المثال او ما تريده من الولايات المتحدة كذلك ثم ام كان مطلوبا من الجامعة العربية ان تدفع بشرائح المعارضة السورية
ان تكون اكثر التحاما ووضوحا في برنامجها التنظيمي والسياسي

اما قيادة الثورة فهي تتحمل المسؤولية الاكبر في ميوعة خطواتها العملية على ارض المعركة السياسية والعسكرية اذ بات من الضورة الملزمة وخاصة بعد اعتراف الجامعة
بها كممثل وحيد للشعب السوري ان تتقدم قيادة الثورة ببرامجها التنظيمية والسياسية والميدانية لكي تسهل على اصدقائها الوقوف الحازم والواضح في دعمها والدفاع عنها
اليس من المخجل وعلى الرغم من كل الاعمال الوحشية التي يرتكبها النظام ان لا تسير قيادة الثورة المزيد من المظاهرات والاحتجاجات على الجرائم البشعة التي يرتكبها النظام
الم يكن مطلوبا من قيادة الثورة ان تتوجه في الساحة الدولية لتطلب من المنظمات غير الحكومية والقوى والاحزاب المؤمنة بحق الشعوب في نيل حريتها وكرامتها ثم ان تسير المظاهرات
ومختلف مظاهر الاحتجاج امام سفارات الدول الاجنبية صاحبة القرار والنفوذ في الامم المتحدة ومجلس الامن وان ذهبت الى ان تحاصر الجماهير الغاضبة سفارات هذه الدولة بل ومصالحها
ومؤسساتها في مختلف الدول وخاصة على الساحة العربية والدول الصديقة
مدينة القصير تحاصر ثلاثة اسابيع وهي تخضع لقصف جوي ومدفعي يفوق حد الخيال ولم نجد مظاهرة واحدة تعلن احتجاجها على هذا العدوان الهمجي.

لا ادري ان كانت هذه القيادة تحيط بتقدير دقيق عندما اعلنت قيامها او على اقل تقدير تبنيها لمطالب الجماهير السورية المحقة والمشروعة وانها بذلك تقود الشعب الى معركة مصيرية
لها اثرها العميق لا على الشعب السوري بل على مستقبل الامة العربية باكملها لاننا نطمح ان يكون الربيع العربي نقطة تحول كبرى في حاضر هذه الامة
ومستقبلها ليخرج بها من حالة التخلف والتشرذم وان يخرج بها من حالة الاستلاب السياسي والاقتصادي والعلمي الذي تعيشه امتنا
مطلوب من المعارضة ان تخرج من دائرة الانا الذاتية والفئوية والحزبية الكفيلة باعطاء النظام الفرصة الكافية لاجهاض الثورة بل والقضاء عليها
نحن في صراع مع الزمن ومفارق التحول التاريخي غالبا ما تكون مرهونة بالقدرة على اخذ زمام المبادرة الواعية لايصال الثورة شاطئ الامن والسلامة
حتى ترفع الثورة رايات انتصارها وتحقيق احلامها المشروعة
ان الشعب العربي السوري اتخذ قراره النهائي بالثورة ولن يسمح بالتراجع عن اهدافه حتى وان اضطر ان يرفع راياته الحمراء في وجه اعدائه

#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات