|
جسد الطين الجزء الخامس
شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 22:38
المحور:
الادب والفن
جسد الطين الجزء الخامس ومازال طيفي مثل طير على فلك يكمل الدورة الألف يا شهرزاد قبلما يسقط الطير في الشبك مثل جرم وراء الاُفق ... أغرس في الظلام ساقاً بلا جذور وفوق طين الذات أنشد مابين يديّ الرب ما يغفر الكبوة أو يخلع عنّي الذنب جنب زهور الأمن وقرب شوك الخوف ... يشرق مثل النجم في طينيّ النبات وتنشرالحياة جناحها البهي يخفق مثل السعف في النخيل في عالم الظلام بالنور والنماء ومثل ذاك الوشم المضروب في الرخام تعكسه الأضواء في صفحات الماء لأجل عيني آدم لأجلكِ حوّاء ... أرسم بالأصابع بداية المحيط , او نهاية الشريط لبرزخ يمتد في غابة المرجان والسمك المبحرفي الزمان جرى به القلم من قدم القدم ومشرط الألم يغوص في الطين وفي العظام ... قبيل أن أدرك في بصيرتي سرّصعود الماء ودورة الأشياء طلّسم الطين , وما يضم من أحياء تنقشها السماء كألف أبجديّة تبارك النماء ... كرتي الأرضيّة سجني يمتد بلا جدران حولي من أول خطوة يتمدّد عبر مجرّات في سيرة حلم الذات أتطلّع يطوي الحاضر فصل الأمس في الزمن النحس وهاجس هذي النفس فمتى أتحرّر من ظلّي ؟ من ظل اللات في قمقم عصر نام برحم الليل , أصيح بأهلي صوتي يتجاوز كلّ مسافات الأيّام في سجني أصيح لأبعث موج الريح , كي أغسل جلدي في نبع الرب لأزيل عناء الروح وأدران الطفح الجلدي ولأخرج من قمصان الطين أتوحّد والأشياء في محور شحّ يحكم أطراف الصحراء تعيث بحقلي جرذان الأمس تعيث بحقلي أتمدّد في نسغ الجذر في الورق الأخضر أتحرّرخارج ظل أللات وخارج أحيائ الأموات ... من يولد دون مخالب , أو أنياب في زمن المغلوبين زمن الطوفان وعصرالغاب فليسحق كالحشرات بأحذية الغرباء ... يا معارج درب السما ء يامهابط قاع الرجاء جئت أقطع كالمهر درب الوفاء لنجم الوطن فوق شوك المحن ... يا غصن يورق تحت الشمس قدّاحاً يطفح بالسكّر يا وطن عطّر كل حدائق أهل الأرض , ونثّ من الجنحين فأمطر عنبر من كوثر حوض الكوثر وأشاع الخضرة في البستان لعيونكِ يا حوّاء , لآدم في الأزمان ... أرسم فوق لحاء شجر العصر أقواس النصر ومزارع من تفّاح وطيور فوق النهر ترف بأجنحة بيضاء , لتلتقط الأسماك من تحت الماء ... الكلّ يسبح في بحر علاك سبحانكَ , سبّح كل الخلق من تحت سماك ... في الخرائط حدّقت سيّدتي رحت أمسح قطر المحيط خلال انعكاس القمر على الماء في قعره خلال الهزية والنصر سيّدتي يسقط الإختيار ... يوم دارت بنا السنوات ولاحت على جانب الأفق تلك الرموز رسمت خطوط التراجع فكان النكوص كلّ طير على الأرض رفت فرائصه هلعاً وانطوت صفحة في سجلّ الهيزيمة مثل نسرك لقمان صرنا ... نسيت نبيذي الشهيّ العتيق نسيت ربيعي الندي نسيت بساتين يومي القصي ولكنني تذكّرت يومكِ بغداد , يوم الحريق كان أسوأ ما في الزمان الحريق ... ربّما يسقط الطير سيّدتي من علٍ للحريق لرماد يغطّي المكان ... أعشابها مثل حرير القز وفمها مثل لسان النار وناب اُفعوان يرشف منه آدم , يرشف في حنان تصرعه النشوة في الزمان في قمقم لا يمرق الجان , ولا يخرج من سجونها إنسان تفرّ من بين يديه مثلما حمامة من قفص المرجان ينتشر الضوء , وفي عيونها تبحر نجمتان بين فرات الرّوح , ودجلة الأحزان تصبّ في جرح يباب الأرض ويسقط الإنسان في الفخّ كما يسقط طير عابر جموح في راحتيها تعباً ظمآن بين مدار الأرض ومعجم الأسماء تغيب مثل البدر في لجّة السماء وآدم يلهث في الصحراء خلفكِ يا حوّاء ... شواظ هي الكلمات منذ أن جنّحتها الرؤى تحت أقواس بغداد, كان المداد دماً يوصل الجذر بالغصن في غابة من رماد ... وجاء المطر ليغسل كل الغبار عن جدائل ذاك الشجر وكان الغجر ينقرون الدرابك عند السحر ... درت في محور زخرفته الحروف و ما أن تصوّرت في بعدكِ الرابع رؤى كنّ من صور المبدع فأرست عوالم , على شاطئ تقوم لها سنن على اُفق حلم مدينتنا الفاضلة ... كنت أعدو وراء السراب لجيل , وجيلين أمخر سيّدتي في محيط الكتاب وكم كان يطفو على كلّ سطر ذباب تمر السنون وليس لنا من غياب ... بعد ذاك السبات صحوت لأطرق كلّ الدروب وأنفخ ريح الشباب في المتاحف فوق الجدار لأبعث في الّلوحة الذابلة ربيعاً يشيع الجمال خلال انحدار الزمان ... ومن راحتيّ تفر الطيور وتصعد من طين غاري الجذور وتورق في شاطئّ الزهور تلوّن قبواً لسجني لتمسح حزني وأنا في الغياب وكم كان قلبي يحنّ لعزف الرباب ... اُدهش حين تحزن الأشجار وغابتي تنحب في الليل وفي النهار وحينما تجفّ في غصونها الثمار تنسدل الستارة في مسرح الرماد ويسقط القناع عن جبين هذا الرائد الوسنان وتُضمر العبارة ويهرب النصّ حياء قبل أن تنطفئ السجارة وهذه الستارة تسدل حين تسقط العمارة .. ... كان ينقش في دفتر الذاكرة فصول الرواية ويرسم خارطة للقوافل وما تركته القبائل صار وشماً على واجهات المرايا وكلّ الشظايا استقرّت على جسدي ... عاكف عند صومعتي والجزيرة وأنا والرمال نستظلّ زماناً تحت تلك الغصون الأسيرة لرياح الجنوب ... مرة قلت في السرسوف أتوب وأرفع دلوي قبل السفر بئرنا كان لا ينضح الماء حتى التراب بانتظار المطر وأنا بانتظار القطار صارت الشمس قبّعتي والرمال وسادي صرت أهذي من ظمئ تارة واُغنّي .. موطني في حدادي ثمّ جاء المطر بعد أن غمرتني الغيوم ... قرعت موجة في المحيط الترابي أجراسها فنضا الرمل يهتز في ثورة وكان النخيل يعوم على السطح والسعف كان المجاذيف بغداد وسط المحيط تستحمّ بنار الحريق ... كان يغفو الحمام
على النخل .. كان الفسيل وريث المكان وليس له في الجوار سوى الصمت والعزلة القاتلة ... كان يغفو النبات فيطال السبات الجذور وفي موكب الحزن كان السرور طافحاً , حيث تخلع قمصانها في الليالي الجذوع خلال الغياب وقرب الطلوع ... قلمي المستميت تجاوز في عالم السبق مستهلكاً طرقاً عبّدتها الفراسخ على جزر من قراطيس بيضاء صارت حقولاً من الكلمات تضئ المكان وتغني الزمان ... بعد ما ركب الليل مهرالنهار كان وجه الطفولة في معارض أحلامنا ومتاحف أجدادنا ظلّه باهت ومراياه تحت الغبار وقد أفل الشمع والشمع قافلة أوغلت في البعيد ... كان في بحرنا حافز يحتفي بالشموع وكانت سفائننا مقوّسة كالضلوع تصلّي مع الموج عند القلوع وفي يوم تسفارها تستحيل نجمة وهبتها العصور تضئ إلى عالمي إلى أن يصير الزمان نقطة تتلاشى خلال المدى والمكان ... في المحافل , في المهرجان تفيض الجذور وتزهو فرحاً في طقوس الثمار ... يمرّ جواد النهار طافحاً مثل موج البحار في سباق مع الليل حيث تجئ المحطّات قبل القطار ... قالت لي الاشجار منذ متى تنتظر الثمار خارج ابجدية الجذور خارج طقس الطين ومدرج الانواء خارج احلام الفصول ورؤى المواسم وانت في المعزل عن كل المصبّات وعن كثبات هذا الرمل وظمأ الابار تنتظر الامطار مثل المحطات التي تنتظر القطار 000 غنت لي الطيور وردد الخابور نزف جراحي صرت اخشى عندما القنديل نام على وسادة سواء جنبك ياهابيل 00 000 غرقت في بحيرة التأمل رأيت هذي الارض في محور الاكوان تفاحة تدور ككرة من نور يخرج من مسامها النبات وهي تعوم في محيط الله مثل زورق في رحمها تسبّح الاسماك وتحتمي الورود بالاشواك مازلت في خيالي البعيد ياشجر الاراك يشدني تنفس الازهار وسحر صوت البلبل يخرجني من غمرة التأمل .. 000 داخل ذاك المرسم السري والمعرض السري في بقعة تخرج عن مملكة الوطن ينغرس الانسان في الكفن خارج عن دائرة التاريخ , والمكان يهتز كل شيء في وجدانه في المعرض السري وهو يرى الحياة اضيق من قوقعة في الماء 000 فتسقط الالوان في حدقيته تسقط الالوان ويسقط الانسان ... يجلس كالبوذي فوق حطب الاحزان يسكب فوق الحطب القطران وكان بين النار والدخان فراشة تهرب من مخالب الانسان خارج جب الليل ومعرض النهار 000 لم يبق في الكؤوس من فتوة الكؤوس غير رنين خائر ينساب يعكّر السكون في الرحاب تحت انفتاح ليلة قمراء ويعبر النداء همساً , وفي التفاحة الحمراء تجلس حتى اخر الليل بها حواء تنتظر الحبيب بين الارض والسماء 000 تتبعه النجوم كالقطعان وهو على سريره ينام تحت الضوء يرقبه من البعيد يطلق السجان صفيره كالملح في الجفون يخترق الجاراح والشريان 000 سمعت ياجرير كيف يبيعون مياه الوجه للامير ويقطعون اصبع الفرزدق في المربد الخطير وينشرون خيمة الغجر ويرقصون ساعة الصلاة لاستسقائهم ويرفعون كل فصل بعده الدعاء لكنما السماء اسقطت القواقع فارغة عمياء في المدن الخرساء , والشوارع 000 تختلج الشفاه ساعة يلقي الحب حياءه وتستفيق الروح من سباتها وترجع الاشياء كلاً الى صفاتها والماء يغسل اذيال الطواويس بلا حياء تحت عيون الله والمجرة 000 اقمت محرابي فوق الماء وصمت فوق ارضنا الحدباء وسلمي يصعد للسماء محملاً بالدمع والدعاء 000 كان ابو نؤاس يستخرج الاشياء من قاموسه الخمري يطالع السماء في كتابه الثري يقرأ فيه مثلما يقرأ في ديباجة الافكار وينثر الدراري لاخر الليل بلا جناح يصعد للاعالي في لغة الدوالي منتشياً يغني كبلبل هيمان يبحث عن جنته في الخمر تحت سكون الليل ورقدة الدنان 000 كانت تحوم حولي الفراشة من دون ان تمتص من دمائي الرحيق شوكي على جناحها يرسم اشكالاً من اللوحات يرسم بستاناً على الفرات وهي على مداري تلمح فوق الثلج والسعار 000 النسر في الاعالي تسلبه الرياح بوصلة الطريق والماء تحت الرمل ينساب والحريق يلتهم الغابات وكلما تبدعه الحياة 000 الشجر المتعب في انحائه تلوح اغصانه المسافرة مثلي انا العابر فوق الماء كزبد البحار وكلما رسمت من افكار في معرضي المزحوم بالافراح والاحزان باتت بلا الوان داخل ذاك الموقد الناري , والرماد صار هو الحصاد 000 ابكي لان النار تصعد حول سدرتي والعشب يصفّر والاحلام تهرب عن سفينة الايام 000 من داخل القلب تصعد اشعاري الى الصليب تجوس فوق صالة الجنون تغفو على نقطة مرمى الصيد وحينما يصعد منها الصوت يكتمه الجلاد 000 كانت الارض اكبر من ان تحيط تدور على راحتيي ومن فتحة الابرة الضيقة صرت انظر للكون في اللحظة المغلقة من ضباب القرون ومن فجرأبراجنا ومدئننا الفاضلة ... في دورق الحلم رايت الجسد الطري يلتف على رخام مسلة الايام تسقط عند ومضة البرق على اجنحة النعام وينتهي الكلام صفرا بلا ارقام 000 رسالة فوق مياه البحر تحملها الموجة للصحراء تضيء للسراة واخر القوافل 000 يختزل الزمان كالزواجل يرسم بالانامل دليل اسفار من الفسفور تضيء في فراسخ الارض وفي خارطة الاحياء علامة السائر فوق الماء علامة الواعد للصحراء 000 لربما ينهار مسرح الممثلين قبل ان تتم تأدية الادوار وقبل ان تلمع فوق افقنا علامة الساعة في نهاية النهار 000 يسكب في قارورتي السم ويربو قدحي الطافح بالعسل ياجمرة تسعر فوق الشفتين تمنح القبل في الزمهرير تارةانهار وتارة ينهار في حجمه الجبل 000 حنث في يميني وصار للشيطان علامة تشرق في جبيني اطفأتها من بعدما تجذرت في الطين من سنين 000 شربت من ينبوعك العذب وما ارتويت كان الحليب مرة والخمر مرات بلا كؤوس ومرة رأيت من بين ثدييك هنا تشتعل البسوس 000 تما ئمي وكلما يرسمه الساحر في غمامة الدخان يستدرج الارواح في حملة صاخبة لترقص الاشباح على انين الناي والوتر المسافر 000 غرقت في غيبوبة السبات مثل ابي الممدد البارد فوق العشب على ضفاف البحر وموجة الحياة 000 تخيلت ان السنابل كانت رماحاً تقوم على الطين في عنفوان وترفع رأس التحدي بعدما كانت الام والحاضنة صنعت كل تاريخها في الجذور وفي ابجدية حقل النبات هويتها للمجيء واسقاطها في السفر 000 عالم كل اشكاله في عيون المها والذئاب طلام , ظلام , ظلام 000 صبأت كلماتي وكانت تظاهر ضدي الحروف صرت في رؤيتي وفي رؤيتي والسرير اطوف مجهلي ومتاهي وليس هنا من مقاهي سوى عالم مورق بالرموز واقفاله عصية لاتفتح واشواكه تجرح خلال الولوج 000 اسافر في عالمي الداخلي مثلما يكدح النهر في نرجسية ذاتي يبثّ تباشير فجر صلاتي خلال الدهور تطل مع الريح تمخر بحر حياتي ولست ارى مرفأ للسفينة على ساحلي 000 يلوح ضياء البراءة مابين عينيك كل شبابيك عينيك مأوى الفراشات , فيض العطور البساتين قداحها انتِ بل انت مأوى الطيور ومملكة في الدهور على كل حبة رمل وفي كل قطرة ماء 000 كانت الارض تنساب تحت الخطى القدرية والتقاويم تبلغ ذروتها وتصغر في الرقعة العَلَمية وفي شكلها الهندسي وفي شكلها الفوضوي وتحت ملامحها البربرية تمر الخطى غفلة لتعلن عن وجهها وملامحها الغجرية 000 تنبت صبارا ولا تورق ورداً ايها الواعد ظل ترابي ظامياً يحلم بالغيمة والبرق ولا من مطر ساقط يا ايها الواعد لو مرة , لو مرة من مائك الخابط يسقط (كالناقوط ) لتربنا الساخط ... من يمنح دفع الظمأ المر عن الصحراء؟ ويمنح دفع الضيم عن الشعراء في مولد عرس الماء لغة تتبرج فيها الاحياء 000 تزهر فوق جبهتي مسلة الايام في ظلها ترعرت حروفي وانتشرت فسائل النخيل في الخريف وامتلائت سلالي بوافر القطوف 000 ربّ المغني احتقنت الحانه العطشى وجفّت تلكم الحروف شاخ ربيع الارض وأنكفأت بسمته واحترق السعف السعف على النخيل في محيطه المالح مثل صحاريه يشعل حقل الورد مثل وميض البرق في الظلام 000 احفر في اللحاء فوق ورق الاشجار خارطة تفصل بين الليل والنهار وبرزخ الاشعار يافطة في شارع الزمان تموضعت في افقي واحتلت البصيرة صرت لها خارطة جزيرة تضيق فيها الارض خارج حلم يقظتي وداخل اليقظة في المدار 000 احسو عصير كرمة ليس لها جذور في رحم الارض وعمق الماء يحلم فيها الطين والرمل في الصحراء 000 يمر طير النورس الابيض في الظلام كأنه السهم الذي يخرق جلد الليل يحمل في جناحه بطاقة المرور لسفراجهله وتكتم الطيور ما ينشد النورس في تسفاره قبل رحيل الليل والنهار وقبل ان يغرق هذا العالم الابيض في بحيرة الديجور 000 مثل بعير يفقد المناهل ويقطع المجاهل يمشي لكي يدرك مايبغي وما يطفئ نار الظمأ الموروث من قبل ان تستنفد الاشياء عطورها في موسم الذهول يعود كل شي خارج عصر الماء فتسدل الستارة فاصلة وتعقم العبارة في لغة الظمأن خلف مدار الجذر والاشارة يسقط كل شيء يبعث كل شيء من خلجات الطين في موسم الربيع تورق كل حبة بالماء رمالنا الممهورة النسب تحت خيام امة العرب 000 الوارث الموروث يلبسها القناع فتنحي الغابة في جلسة قرفصاء على محيط الليل في لوحة مضيئة لكنما القدر ازهق مافي اللوحة الثمر 000 الوارث الموروث يعود مثل عنكبوت ينسج النسيان ويخلط الالوان ويقلب اللوح في الزمان ويمسخ الانسان في الانسان اقرأ ما في الرقم الخضراء وفي كتاب الماء عن جذوة في الطين عن ادم الالفية الثالثة الممسوس حين نمت اشواكه في الجمر والحديد والرماد دار وفي المحور من ثمود وتحت صدره الخفي تخفق البنود في ساحة البسوس بين طقوس النار والمجوس 000 كان هو التيار وزهرة الماء ولمسة الصبار في عرض صحراء جانس مافي الارض بوجهه النائي 000 كان هو الغصن هو العلامة هو الوسام ساعة القيامة يدور بين الاثم والبراءة في زمن النسيان والتذكر 000 في لغة البرعم والتفتح وفي حطام غابة الرماد مرّ ولم يبق له غير بقايا ورق الاجداد يمور فيها ذلك المداد ومثلما ترحل عن مناخها مدائن العالم لم يبق منها اثراً في غابة الرماد الا مداروجهك المدور العالق يا بغداد في رؤية الشاعر والفنان والجلاد 000 كان شمعي غراساً يشب بغابات ارض السواد ومتاحف ارض السواد صار في كل سطر مداد وقناديل خضراء تمنح في الليل ضوءاً لظلام البلاد 000 كان يرسم فوق لحاء الشجر مزهرياته والثمر ويغرس في الطين سيفاً فيزهر عبر الفصول تحوم الفراشات من حوله ومن حوله تفر الخيول ولكنني عدت اسأل في ساعة من ذهول كيف مرت فصول الفصول؟ وكفّت عن القرع تلك الطبول ويوم تساقطن عن سدرة المجد اوراقها تحت تلك السنابك لخيول المغول 000 بلبل ينحني الغصن من تحته ويختلج الصمت من لحنه غير ان الصقر مر قبل انهمار المطر فمات الغناء قبل ذبح الوتر 000 كان يسمع ما قد تردده الحاكية بعد فصل الفصول للدراما , وللقائلين على مسرح اليوم في البادية وفي الّلقطة العاتية كان يقرأ , يوغل في اللوحة الكابية كان يطلق طير الشكوك في الظلام ومن قفص التاج يمتد جسر لمنفاه هاملت يصغي لجرح بجبانة ملكية وفي مسرح الابدية تموت النجوم وتبقى السطور معلقة مورقة مثل وشم على الجلد في البادية 000 غادرني للحظة كنجمة فوق رصيف الشارع الممتد رأيت من مكانه كيف تدور الارض خلف الكواليس وخلف عالم مدرع بالرفض كان حطام الكأس في منفضة الرماد وموجة الدخان تصعد بالذكرى وقد غادرني وغادر المكان مثل العصافير التي هددها الطوفان 000 تعلقت بالخمر والدم زيت السراج ومن خلف ذاك الزجاج رأيتكِ مثل الغزال وفي الكأس عارية تنشدين شهريارك يا شهرزاد 000 ماذا لو كنت احاور ما يزرعه الوهم وما صوّره الوهم فكيف اساير هلوسة الاوهام ؟ سَرِحت هنا أليت على ان اكتم رقص اللاعب فوق الحبل في صخب السيرك 000 سلاماً وكان المحبون قد بعثوا قبل ان يدرك الصبح قافلة للبريد كان هودجها فوق رمل الطريق تدحرج قلت هنا ( مسحل الكبش ) بل بعض ما خلفته القوافل .. من غياب السنين 000 من يحمل فانوساً ليضيئ طريقي تحت الشمس غدوت مع الاحياء اجهل كل خطايا البدو اضيع مع الاشياء بمحيط يفتح كل متاهات الصحراء 000 من يكتب سطراً بعد السطر؟ في الورق الابيض بالحبر الاسود من نبع الماء ونسيج الطين ليدرج وجه الوطن المسلوب 000 من يرفع يوم الزينة رأس الايّل فوق الباب؟ وينشر حول البيت دخان الحرمل ويجر باقدام تعبى للزمن المقبل فوق الرمل ويطبع بالقدمين يافوخ المحل ويطلق في مجرى الايام غصناً وسفين ربيع للمقبل وسط الريح 000 من يسرج مهري لاطوي فراسخ خط النجم ؟ وادرج في القصر الملكي اغوص بحوض العطر وبين يدي كتاب الشعر انا الموعود لاضفر شعر امراة الغاب وأظفر ممتلكاً ناصية امرأة الغاب 000 من يمنحني الالوان ؟ من يخلع شوك الهم؟ من يلقي بكأس السم؟ من يخلط نبع الحلم بطين اليقظة؟ من يلقي بكل كوابيس الاوهام؟ ويطعّم ألسنة النيران دفاتر اشعاري ويكسّر بين اصابعي الاقلام ويحوّر في رَصف الارقام ويغيّر اسماء الايام ويحطم قوس زخاريّ الخزفية ويغيّر كل قواعدنا المرويّة في الألفيّة 00 يستقرئ كل معلقة لفتى الفتيان لحبيب عنيزة حين تفيق عنيزة من سكرات الحلم لتقاويم الالف وبعد الالف الليلة تختم بالاحزان من يلقي دفاتر شعري لبئر الحبر؟ ويحفر في شاهدة القبر رقى الكهان وما في كتب السحر تاريخ الشاعر حين يفر من القفص العاجي الى همجية هذا العصر الحامل في الاعماق صليب الخوف وكل معاناة الاجيال لعصر قادم 000 صفارة حارس قلعتنا تغتال الحلم , وتغرس في جفن الانسان ابر الاحزان وعويل الريح وليل الصمت يعكس تيه الطير, وليل الرعب 000 نستقبل خيل الشمس في مدارات التاريخ يضيع الظل تحت القدمين الظل ابارك نبع الماء يبتهل الرمل , وتبتهل الصحراء ان تمضي الغيمة , يبقى الجذربلا عجلات قاطرة من اشجار تتصحر اطراف الصحراء ويهجرها الطيرالظآن من يحمل وزر الهجر وعقم الجذر وجفاف دم الاثمار كل الاحياء يلجمها الخوف وتغرقها الافكار فلعل ضفاف النهر تتفتح بالاسماك وبالازدهار والماء يفيض من شق الارض ومن قعر الابار 000 غرناطة ترحل كل المدن الخضر وسيفك من خشب الابنوس تأكل منه الارضة والاعلام 00 ينزلها الجند وتختم يوميات العرب المتخومين بالخمر وحب الجنس واوهام التدجين 000 من يوقف القطار؟ من يقطف الورود والازهار؟ من يجدل الغصون من يروض التيار ؟ من يدرك الاشجار؟ في ساعة الحمل وفي تساقط الثمار 000 جئت من اول الطريق عاشقاً ذلك البريق في دمي يشعل الحريق قبل ان تنفذ الدنان في مكان بلا زمان 000 ارى بعينكِ القطا ونورس البحار ارى قطارالسمك المبحر في بريقه حدائق الازهار اُود لوا غوص للقرار اُود لوا دور في المدار كأي طير عابر تحت محيط الشمس 000 يمر الزمان وقافلة الاهل ترحل وخيمتك البدوية لا تستقر ولا تحفل ولا القلب يحتمل عذاب الرحيل وتلك الرموز وكل المعالم لاتستقر على حالها جذوري في غربة أم تراب الجذور؟ وهل تستقر العظام على حقلها في القبور اذا ما تساقط ريشتكَ كالنسر تجثم دون جناح ويطبق ليل وتذرّ رفاتك كف الرياح 000 في الكوني ما زال صدى يطوف وينثني الشراع للبحر عند لحظة الوداع في زمن السقطة والركوع 000 يصيح بنا الشجر المستشيط قفوا يا رعى الله هذي الوجوه فأن الحياة تمر كقافلة في الزمان بين ليل الولادة ونهار الرحيل 000 كأن الربيع رمى ريشة والنجوم طلت وجهها بالسواد وألقت جدائلها للتخوم والقت قميص الكروم لحمّى الرمال وبخل الغيوم وغارت مياه القليب تحت صخر الزمان ولاح على غصنه الاجرد العندليب يعزي قبيل النبات في المحيط الغريب 000 كأن الربيع يلف جدائلها ويمنحها نسغ الموسم فتغرق بالزهو حيث تموج العطور فتغمر في بوحها عالمي ويسكرني زهرها بالرحيق وقلبي يحوم مثل تلك الفراشات من حولها والنجوم اوقدت حطبي فكان الحريق يشب خلال دمي ويضرب طوقاً بموضع فوق فمي فهل استغيث ومن لا يغاث يموت على ندم سألقي القراطيس للنار حطمت في عصفها قلمي وهاجرت في حلمي كالسفينة وسط المحيط وصرت الغريق وانت المحيط 000 هو الموت في بطن هذا الوطيس ام الموت في كهف ثلج فسيان كان الفناء على حفرة في العدم ام خلال الذرى والقمم 000 على الرمل يترك اثاره الافعوان كما تترك البصمة القاتمة في بطون الكهوف علامة احزانها الدائمة 000 كل وجه لحواء في حقلنا تفتح كالورد تحت الشموس وفاض عبير النفوس ولكن سهم البسوس غاص في دمنا ... قداحاً كنت سراجاً نور بالضوء وباح العطر في القلب الاخضر هل اشكوا الليل وفجرك اسفر؟ في التيه وعند المعبر يا كل محيط الكون تجلى وجهك في الظلماء واقمر فرسوت وقلبي يسأل صوت الريح ورمل الجرف وموج البحر عن نجم غاب ولم يظهر 000
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جيد الطين -الجزءالرابع-
-
جسد الطين-الجزء الثالث-
-
في فضاء الحرية الجزء الثاني
-
جسد الطين - الجزء الثاني
-
جسد الطين -الجزء الاول-
-
في فضاء الحرية
-
لعلك تسمعني
-
القمة امام الرابية
-
سنين الرماد
-
اللهاث وسراب العمر
-
في المتاه
-
وقفة أمام المكتبة
-
دوران حول نجم ايار
-
( نسيج الأساطير )
-
طائر القفص المغلق
-
( تداعيات خارج الصخب )
-
اللوح والاسطورة
-
غبار القرين
-
عارية عنيزة سيدة الصحراء
-
اللوحة والمرايا
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|