الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 18:52
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بانخراط جماهير اسطنبول وعموم تركيا في الثورة ضد حكم ما تسميه امريكا والغرب الاسلام المعتدل، تكون الاحداث في المنطقة قد دخلت منعطفا جديدا، يكشف الوجه الحقيقي للثورات التي اجتاحت المنطقة والعالم والتي ارادوا خنقها باكفان الاسلاميين ويعطيها دفقا ثوريا جديدا. هذه الحقيقة التي برزت في ثورات ايران وتونس ومصر وسوريا تظهر اليوم وباعلى الصوت: الجماهير لا تريد الاسلام، لا تريد اي نسخة من الاسلام السياسي؛ لا بربرية الجمهورية الاسلامية والسعودية ولا النسخة التركية "المحسنة".
استغلت جماهير تركيا العلمانية ثغرة تدمير 600 شجرة في حديقة كزي في تقسيم للاحتجاج السياسي الواسع ضد حكومة اردوكان الاسلامية وطلب رحيلها، كما استغلت من قبلها جماهير ايران تزوير انتخابات 2009 لاشعال ثورتهم ضد كامل الجمهورية الاسلامية، وكما الهب منظر جسد بوعزيزي المحترق ثورة جماهير تونس، وكما اثار تعذيب الشاب خالد سعيد حتى الموت على يد شرطة مبارك في الاسكندرية جماهير مصر واخرجها الى ساحة التحرير، وكما الهم كرافيتي "اجاك الدور يادكتور" بيد شباب درعا كل جماهير سوريا وكما خرجت جماهير ليبيا ضد الطاغية الفاشي معمر القذافي، يأتي الان دور ممثل الاسلام الذي اراد الغرب وامريكا حشر نموذجه الاردوكاني في افواه و حناجر الثوار من اجل الاجهاز على ثوراتهم.
رفعت الجماهير في تظاهراتها في اسطنبول وانقرا علب (ألبيرا) تعبيرا عن رفض الاسلمة وصور اردوكان كوالي عثماني كريه قائلين له "لن نركع لك". حكومة اردوكان صعدت مؤخرا حملة اعتقال التحرريين والفنانين والموسيقيين ونشطاء العمال والعلمانيين بحجة التهجم على القيم الاسلامية، فرضت الحجاب بالترهيب على النساء وضايقتهن وحاولت قمع ناشطاتهن وصعدت القمع والبوليسية في المجتمع وامررت قوانين معادية لحرية التعبير واخيرا اصدرت قرار تقنين بيع المشروبات. ولكن ما ان جاء دور البلدوزرات لجرف اكثر من 600 شجرة من حديقة كزي ليبنوا محلها مجمع كونكريتي هائل حتى "فاضت كأس" الجماهير ولم تعدر قادرة على التحمل اكثر. لم تعد قادرة على رؤية مدنيتها وعلمانيتها وحرياتها تسلب منها الواحدة تلو الاخرى بعد ان قدم لها الربيع العربي نموذجا لقدرتها على التغيير؛ تغيير كل شئ.
يساند حزبنا هبة جماهير تركيا ويعلن عن وقوفه في خندقها بوجه قمع حكومة اردوكان الاسلامي ويناشد جماهير العراق وكل القوى الانسانية والعلمانية والعمالية والمساواتية تأييدها والدفاع عنها.
تبين ثورة جماهير تركيا ان الثورات في المنطقة تنوي التخلص من كامل هذه الحركة البربرية ورميها في مزبلة التأريخ وتأسيس دول علمانية يفصل فيها الدين كليا عن الدولة وترسخ مبادئ الحرية والمساواة والكرامة الانسانية والمواطنة. مع خروج جماهير تركيا العلمانية ضد السلطة الاسلامية، تتفتح على كل المنطقة من جديد افاقا رحبة لانجاز الثورات لهذه المهمة الانسانية الكبرى.
النصر لجماهير تركيا في نضالها ضد الحكومة الاسلامية الدكتاتورية لاردوكان
عاشت الأشتراكية
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
4-6-2013
#الحزب_الشيوعي_العمالي_اليساري_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟