أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - الاغنية الاخيرة فوق ناصية العشق














المزيد.....

الاغنية الاخيرة فوق ناصية العشق


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 17:36
المحور: الادب والفن
    


الاغنية الاخيرة فوق ناصية العشق
سعد محد موسى
*(نص عن حياة العاشق وأحد رواد الاغنية العراقية خضير مفطورة)


حين لمح المطرب خضير عيون الفتاة الساحرة (طيبة) وهي تعبر ناصية قلبه متجهة نحو ضفة نهر الغراف. شعر العاشق حينها ان ثمة غليان قد تأجج في اعماقه وهو يتأمل خطواتها الفاتنة أثناء جلوسه في المقهى التي اعتاد إرتيادها !!
ثم استفاق خضير من اغفاءته وحلمه بعبور الفتاة وتعقب خطاها كموجة ثملة، فعرف اين تقع دارها وعرف أيضاً انها كانت ابنتة لاحد كبار موظفيّ الدولة.

هام المتيم (خضير الناصري) مصاباً بداء العشق وبقيّ يجوب في سوق الغراف الصغير ويحوم حول دار الفتاة وسعير الشوق ينقش الوجع مثل جمر يتوقد في قلب الفتى ..
وكان يواسي ذاته بتلاوة الشعر وينوح بوجع غناء الابوذية .

وذات يوم تقابلت نظرات الحبيب مع عيون الفتاة في سوق القماشين وكان هنالك حوار في الروح والعيون تجرأ العاشق وتكلم بعبارات تعارف ثم غادرت الفتاة خائفة ومسرعة خشية أن يراها أحد ..
...
تفاجأ العاشق حين عرف ان الفتاة وأهلها عازمون على مغادرة قضاء الغراف الى مركز مدينة الناصرية حيث نقل منصب الاب الاداري الى هناك. فلم يطاوع قلب خضير البقاء بعيدا عن معبودته فشد الرحال وودع امه في الغراف وجاء الى الناصرية . حيث أقام سرادق عشقه على ناصية شارع في قلب المدينة مقابل لدارها وقريباً من ضفاف نهر الفرات فأختار أن مهنة بيع اللبن البارد على المارة وأستأجر أيضاً غرفة في إحدى فنادق المدينة.
كان العاشق يتهجد الشعر والغناء في صلاته وغرامه الى المحبوبة.
وطيبة تنتهز اية فرصة لتطل من وراء الباب لتتبارك بمشاهدة حبيبها ولتسمتع الى تراتيل عشقه ونزيف فؤاده المتيم ، أو تتسلل خلسة خارج البيت مسرعة وهي تلقي بحذرٍ ببعض الرسائل و باقات الورد قرب تكية عشق المجنون .
وقد ابتكر المطرب العاشق طور جديد في الغناء وكان بمثابة هدية الى حبيبته وهو طور (شطيت) . وأطلق المقربين من المطرب اسم خضير مفطورة (لان قلبه فطره العشق الى محبوبته) ليكون فيما بعد اسمه الفني.
....
كان الفتى المغرم يعرف ان مشروع خطبة طيبة مستحيلة لان أباها لن يقبل بتزويجها الى بائع لبن وفنان ومن أصول عائلة أفلية كردية فقيرة نزحت الى الجنوب منذ سنوات بعيدة .

ذات يوم عثر أهل الفتاة على رسالة غرامية من خضير مفطورة ووصلت الى الاب فعاقب الاب ابنته بعدم مغادرة الدار وأمر حاشيته بان يبعدوا بائع اللبن الى رصيف ٍ أخر.
تعاظم شجن العاشق وأينع الاسى في شجرة قلبه المكلوم، ولم يعد يكترث بالطلبات المتكررة من عروض لمكاتب تسجيل لأغانيه على اسطوانات في العاصمة بغداد.
فلم يكن مفطورة مهتماً بالشهرة لان الغناء لديه مثل قدسية وجدانية وصلاة الى معشوقته .
وذات صباح أوصلت إحدى صديقات طيبة برسالة الى خضير الناصري قام بوجه السرعة بفتح الظرف وقلبه يهدر مثل شلال، كانت فحوى الرسالة "اذا كنت تحبني أرجوك .. اذهب الى بغداد وقم بتسجيل الاسطوانات الغنائية حبيبتك طيبة"
ابتسم العاشق وهو يردد مع نفسه "سافعل أي شيء من أجلك ياطيبة" ..
في اليوم الاخر اتفق المطرب خضير مع مندوب شركة تسجيل الاسطوانات ليقوم بتسجيل أولى أغانيه في بغداد بطور شطيت .
وبعد اسبوعين صبرها بعيداً عن محراب عشقه عاد خضير الى الناصرية محملاً بشوق وهدايا الى حبيبته والى أمه..
...

لقاء اخير على ضفاف الفرات تحت نخلة تعتقت اعذاقها بضوء القمر
بعيدا عن عيون المدينة لمس العاشق كف طيبة المخضب بالحناء. وتردد في البدء أن يقبل شفتيها المعفرتان بالديرم . لكن العاشقان ودون شعور بالخوف التقت شفتاهما وتعانقوا بلهفة لقاء قصير عبر مثل الحلم ومثل غيمة وحيدة . بعدها غادرت طيبة الى دارها مسرعة ..
بقي خضير على ضفاف الفرات يغني باجمل قصائده بحضور القمر الذي استأنس برفقة العاشق هذة الليلة .
رجع مفطورة في اواخر الليل الى غرفة الفندق استلقى على فراشه وهو يتخيل معشوقته تتسلل الى غرفته مبتسمة وتشعل البخور والشموع وهي تمنحه روحها وقلبها .
...
في مساء حزين التقى خضير بطارش ٍ من ناحية الغراف كي يعلمه بخبر مرض امه والتي تريد رؤيته قبل وفاتها !!
غادر خضير متوجهاً نحو الغراف .. حيث أمه التي كانت في انتظاره تهالك الابن موجوعاً وباكياً وهو يقبل كفيّ والدته
نظرت الام بحسرة ٍ اليه قبل رحيلها الابدي وهي تشعر بحزنه العميق وجسده الذي بات يذبل كأخر الاشجار. وفي اليوم الاخر رحلت الام مخلفتاً جرحا ووجع أبدي في روح ولدها الشقي.
...
رجع خضير الى الناصرية بخطى توشمها العذابات
مر على عتبة بيت طيبة فرأى الدار فارغة وموحشة!!! فأخبره الخلان بان حبيبته قد غادرت المدينة ..
البعض قال انهم إستقروا في قضاء الفاو والاخرون قالوا انهم رحلوا الى بغداد ..
ماأصعب ان تفقد الحبيب والام في زمن واحد واي قلب يحتمل هذا العذاب..
بات خضير العاشق يطوف حول دار الغائب الحبيب وينام الليل على ضفاف الفرات .. وكانت أخر اغفاءاته الاخيرة حيث وجد جسده مسجى على عتبة دار بيت الحبيبه ..
حمله الناس ووضعوه في قارب بعد أن كفنوه .. وعام القارب في نهر الفرات بعيداً .. وبعيداً متوجهاً نحو النجف حيث مثواه الاخير في رمال مقبرة السلام .. وامه التي كانت في انتظاره .



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية رصيف الطفولة والوطن
- سمفونية العطور وكرنفال العشق
- حين يتسلل القدر نافذة المساء الاخير
- تقويم العشق
- تعويذات المتيّم
- العاشق وفتاة النهر
- ياوجع الارتحالات والغياب
- تهجدات في ظل فيضّك
- مكابدات فوق ضفاف الجرح
- قداس في محراب القمر
- وشم لقبلة أخيرة على جسد زقاق
- نقوش على جدارٍ منسيّ
- تلاوة الببغاء شارلي الاخيرة
- أمنيات في حضرة 2013
- أشخاص في ذاكرة مدينة
- ايقونات في معبد الطفولة
- مقطوعات في ذاكرة ملونة
- ترنيمات بنفسجية في محراب العشق
- تراتيل لغياب -فرات-
- شناشيل الذاكرة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - الاغنية الاخيرة فوق ناصية العشق