اكرم هواس
الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 17:36
المحور:
الادب والفن
قصر ... الأوهام..
لدي شعور لا استطيع التخلص منه...
غربتي تشبه غربتك... تعانقها...رغم بعد المسافات...
تتلمسها... رغم سعة الفضاءات...
اًلامي... تشتاق إلى اًلامك...
و ضحكاتي.. انتحرت مع ضحكاتك..
آمالي و أحلامي ...
في سوق التوهان..
تشارك آمالك و أحلامك...
كنت اعتقد دوما أنني أنا ...
و لكن أصبحت لا اعرف لماذا أجدك جالسة و منتشية في ركن انانيتي...
لا ادري لماذا حزنك مرسوم على مراًتي...
لماذا تسبق صورتك صورتي على كاًسي...
لماذا خطوط اوهامك تتشابك مع خطوط فشلي و اندحاراتي..
لماذا أجدك أمامي كلما حاولت أن اهرب من عجزي و من خيباتي ..
انت سيدة القصر... ذلك القصر المتهرىء...
القصر الذي لا بلاط فيه و لا حاشية و لا صولجان...
و أنا قادم من هناك ...
على حصان ليس له لون و لا أقدام و لا سرجان...
القصر متروك ....
هجره الجميع و ليس فيه مطرح حتى للشيطان...
و انت تتجولين فيه سجينة بلا أقفاص و لا سجان...
لا تستقبلين أحدا... حتى الموتى رحلوا فلا مرثى و لا أحزان...
انت وحدك... الملكة و حارسة المصلوب و بيت الرهبان..
وحدك تدقين الأجراس... و و حدك تصلين في المساجد...
و حدك تحملين وزر الخطايا... و تزرعين أزهار الاحلام...
القصر كان دوما حلمك...
لكنك لم تجدي شيئا فيه يشبه الأحلام ...
و لم تجدي فيه ورودا و لا حدائق الغزلان...
أما انا فقد كنت احلم ...أن أجدك زهرة تفوح منها رائحة الحب و الحياة ..
رائحة الإنسان...
فوجدتك روحا تتكسر لامراًة تحولت أحلامها إلى أشجان ..
اكتشفنا... انت و أنا..
أن ذلك القصر المحطم لم يكن سوى سراب و أوهام ...
اكتشفنا ... انك ما زلت هناك ...
في مكان ... ليس له خارطة و لا أعلام بل كثير من الأسلاك و القضبان...
و أنا هنا ...في ارض فيها كل شيء ....
إلا ما يشبه الأوطان ...
#اكرم_هواس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟