|
نظرية الثورة وتمرد 30/6/2013
حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)
الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 17:33
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
نظرية الثورة وتمرد 30/6/2013
سعي الثوار الدائم "لتكرارية لحظة التمرد الكبرى" يواجه تكتيك الؤد المبكر بالعنف من النظام الجديد
المعادلة الراهنة لن يقبلها الثوار للأبد
تمرد الثوار في 30/6/2013 : في ذكري تولي الرئيس مرسي مقعد السلطة، تفتق ذهن الثوار عن "حملة تمرد"، وحملة "تمرد" – في واقع الأمر وحاضره ومستقبله- ليست وليدة اليوم أو الغد أو أمس! هي تمثل فكرة الصراع المستمر بين النظام الحالي – والنظام التالي- وبين الثوار، هي تمثل رفض الثوار لعملية الالتفاف علي الثورة وتفريغها من مضمونها بحنكة ومهارة؛ لصالح النظام القديم المستمر عن طريق إغواء بعض الفصائل السياسية وتوظيفها. تمرد لن تكون الحملة الأخيرة كما أنها –بطبيعة الحال- ليست الأولي كذلك، هي محاولة الثوار المستمرة –والتي ستستمر- لتحين الفرصة للعودة للمشهد من جديد كل مرة، والتأكيد علي وجودهم في المشهد السياسي الهزلي للنظام القديم سلطة ومعارضة، ذلك المشهد الذي لم ينجح الثوار فيه بعد في تقديم بديل سياسي يعبر عنهم.. تمرد 30/6/2013 ليس سوي موجة من موجات الثورة المصرية (وربما يكون أحد موجاتها المفصلية الكبري)، قد ينجح ويأتي بثماره – كما يأمل ويسعى الثوار دائما - في خلخلة المعادلة السياسية المشوهة التي خلقها النظام القديم ممثلا في المجلس العسكري ومن شايعه، وقد يكون حلقة في طريق بناء كرة ثلج ملتهبة لا ينافسها سوي حرارة دماء الثوار وإرادتهم الصلبة، إنما "تمرد" هي محاولة لإعادة إنتاج اللحظة التاريخية للثوار، والعودة مجددا للميادين تعبيرا عن رفضهم للمشهد السياسي الراهن.. ومحاولة لتصحيحه.
تمرد في وجه المتكيفين: الفكر الثوري يختلف كثيرا عن الفكر النمطي ومنظومة قيم التكيف والتعايش؛ الفكر الثوري لن يهدأ له بال إلا بانتصار الثورة ومنظومة قيمها الجديدة، لتكون الموجات الثورية المتباعدة هي السلاح التكتيكي في مواجهة النظام القديم وأعوانه (أيا كان شكلهم المرحلي المتلون)، طليعة الثورة الميدانية التي وقفت في شوارع مصر في 25 يناير وفي 28 يناير (والتي تنتمي تاريخيا للحركة الطلابية – بمختلف أعمارها السنية- التي خرجت عام 2000 دعما للانتفاضة الفلسطينية وراكمت في سبيل ذلك خبرات مكتسبة، وانتظم حولها المشهد المصري بتاريخيته المتنوعة والمتعددة)، والتي دفعت الثمن والدماء في كل المواجهات اللاحقة في ميادين وشوارع العاصمة والمحافظات؛ تعلم عدو الثورة ومركز الثورة المضادة بكل اليقين، وكذلك تعلم من يتعاون معهم بالغواية طمعا في مكاسب سياسية واهية ومرحلية.. وهذه الطليعة الثورية ستستمر محاولاتها ولن تهدأ حتى تصل للحظة استقرار الثورة ومنظومة قيمها الجديدة.. ستستمر في تمردها بعد سعت طوال ما يقارب عقد كامل لإقامة حالة تحررية كبري في عموم الوطن، وبعد أن وصلت للحظة التمرد الكبرى في 28 يناير 2011، فإنها ستستمر في محاولة تكرار "لحظة التمرد الكبرى" حتى تنتصر ثورتهم، ويسقط النظام القديم كاملا بكل روافده وأقنعته والطامعين فيه ومن خلاله.
نظرية الثورة و"الحالة التحررية" و"تكرارية لحظة التمرد الكبرى": أتحدث في كتابي عن نظرية الثورة: "المصريون بين التكيف والثورة: بحثا عن نظرية للثورة"؛ عن نظرية رئيسية أو آلية للتغيير في قيم وسلوكيات المجتمع المصري أسميتها: "الحالة التحررية"، ووضعت لها ثلاثة مستويات رئيسية هم: بناء الحالة التحررية- لحظة التمرد الكبرى- تكرارية لحظة التمرد الكبرى، وفي ذلك أقول في كتابي الذي فرغت منه في مارس 2012 وظهر في أكتوبر من نفس العام (في الصفحات من 149-153): "تهدف فكرة الحالة التحررية لكسر منظومة التكيف، والوصول لـ"منظومة القيم المقاومة" ومجتمع "القيم الإنسانية الأعلى" عن طريق "الثورة القيمية السلمية" الجماعية التى تتم بمشاركة "جموع المصريين" لـ"مجموعة المؤمنين بالثورة" فى التمرد والعصيان الجماعي السلمي على حالة التكيف السائدة فى المجتمع ، ومستويات الحالة التحررية ثلاثة كما يلي: أ - بناء الحالة التحررية. ب - لحظة التمرد الكبرى. ج - تكرارية لحظة التمرد. أ - "بناء الحالة التحررية" : هى عملية التأسيس وزرع معيار القيم المقاومة، والمستهدف الوصول إليه من قبل مجموعة المؤمنين بالتغيير، والتخلص من "طبيعة التكيف" والتعايش والخضوع للمستبد/المحتل داخل المجتمع، وتسعى للوصول بالمجتمع لنمط مجتمع "القيم المقاومة" الثابتة التي تدافع عن: الحرية، والعدل، والمساواة، وترفض نمط مجتمع "إيمان الطقوس والمظاهر" الذي يتعايش مع: الظلم، والقهر، والاستبداد، ويبرر الاستسلام والهزيمة، والخضوع لسلطة المحتل/المستبد، ويوجه إيمان الناس، وأفعالهم اليومية نحو: أشياء وطقوس ومظاهر، لا تتعارض مع حالة و"طبيعة التكيف" والخضوع والتعايش . وتهدف "الحالة التحررية" للعمل نحو بناء معايير جديدة للقيمة من خلال استغلال طبيعة المجتمع التراكمية، والعمل المتدرج باستخدام آليات متتالية داخل المجتمع المصري لتعويده، وتنميطه على معيار جديد يتكيف ويتعايش معه، يكون ذلك المعيار هادفا وصانعا لقيم : الحرية، والمقاومة، ورفض الظلم، والاستمرار فى العمل للتأكيد على تلك القيم حتى ينتقل تعاطى الناس وتعاملهم مع تلك الأفكار والأدوات من مرحلة التكيف والعادة، إلى مرحلة الإيمان الفعلي، والقيمى .يحدث هنا التغيير المفصلى فى الثقافة الإيمانية عند الشعب المصرى، لثقافة نمط إيمان مجتمع "القيم المقاومة"، والتى تدل عليها لحظة معينة يتحول فيها الشعب المصرى للدفاع عن تلك القيم الجديدة ورفض "طبيعة التكيف" مؤمنا بالحالة التحررية الجديدة التى أصبح عليها، وغرستها بداخله مجموعة المؤمنين بالتغيير والثورة .
ب - "لحظة التمرد الكبرى" : لنصل للحظة " التمرد الكبرى" وهى تلك اللحظة التى ينتقل فيها جموع المصريين فى المجتمع الذى عملت به مجموعة التحرريين من اتباع قيم طبيعة التكيف إلى اتباع قيم إيمانية ثابتة، و التى يتولد فيها لدى أفراد المجتمع الذى تعمل به مجموعة المؤمنين بالتغيير والإصلاح، القدرة والإيمان والإرادة للدفاع عن مجموعة الأهداف والمبادئ التى تشاركوا معا فى بنائها وتطويرها ( القيم المقاومة ) واكتسبوا الإيمان للدفاع عنها خلال مراحل صنع الحالة التحررية (التى سيلى الحديث عنها)؛ فهى لحظة يجهر فيها المصريون (فى المجتمع العامل به مجموعة التحرريين) بالرفض لحالة الخضوع والتكيف، والتعايش مع سلطة المستبد / المحتل، وقيامهم جماعة بالإتيان بأفعال، أو الامتناع عن أفعال تدل على التمرد، والعصيان المباشر . فلحظة التمرد الكبرى هى لحظة نجاح "مجموعة المؤمنين بالثورة" بوصولها لهدف بناء مجتمع "القيمة المقاومة" وصنعه، أو عقيدة الإيمان المقاوم، ضد "معيار التكيف" أو إيمان الطقوس؛ ليتخلص عندها أفراد الشعب المصرى فى المجتمع العامل به مجموعة الدعوة للتغيير والمواجهة من السلبية و العمل بإيمان الطقوس، والمظاهر، واللجوء الظاهرى للدين، ويكون المصريون ساعتها أقرب للإيمان الحقيقى قولا وفعلا (عقيدة وجهادا مرتبطا بإصلاح الحياة، والمجتمع مما هى عليه من فساد فى كافة النواحى) . وهذه اللحظة هى لحظة الانتصار على تراكم الماضى الطويل، ومكتسب مواجهة تراث وذكريات وسمات الاحتلال / الاستبداد الطويل لدى الشعب المصرى، ولكنها قد تظل لحظة هاربة من يد مجموعة المؤمنين بالتغيير، وتحرير المصريين من أسر الاستبداد، والاحتلال، وقيم طبيعة التكيف، ونمط إيمان الطقوس، إذا لم يكونوا ملتفتين جيدا لضرورة العمل لتأكيد وجود تلك القيم المقاومة الجديدة من خلال " تكرارية لحظة التمرد" وصولا لاستقرار تلك القيم الجديدة فى المجتمع المصرى، وعمل من يصل للسلطة التحررية المصرية الجديدة بهذه القيم .
ج - "تكرارية لحظة التمرد" : لكي نصل لحالة استقرار القيم الجديدة (القيم المقاومة) في المجتمع المصري سواء بشكل جزئي (فى موقع بعينه) أو بشكل كلى (فى كافة أرجاء الوطن) سوف تتعرض مجموعة التحرريين العاملة فى مجتمعها لاختبار التأكيد على صنع معيار القيم الجديدة الرافض: للاستبداد، والقهر، والظلم، والساعى للحرية والعدل، والمساواة، وكافة قيم الإنسانية المتفق عليها، وهنا تكون آلية تثبيت معايير القيم الجديدة هى "تكرارية لحظة التمرد"، فإذا كان استخدام مجموعة المؤمنين لأدوات عملهم بالذكاء الكافي، والفطنة، والتواصل مع مجتمعهم، سوف يكون لديهم القدرة لاختيار أدواتهم على فترات متباعدة، بما يعمل على ترسيخ قيم المقاومة، والرفض لطبيعة المجتمع المتكيف، والمستقر على التعايش، والخضوع للمحتل / المستبد . فتكرارية لحظة التمرد على فترات متباعدة هى: التى تؤكد على استقرار تلك القيم الجديدة داخل المجتمع العاملة به مجموعة المؤمنين بالتغيير والثورة، ولكن يجب أن يتم ذلك من خلال خطة عامة أهم شروطها: التواصل الحقيقى مع جموع الأفراد الموجودين فى المجتمع العاملة به مجموعة المؤمنين بالتغيير و الثورة على التكيف والاستقرار الخاضع للمستبد / المحتل، ففى حقيقة الأمر عندما يتم تحرر الإنسان من نير قيوده يكون على دراية عالية بما هو مطلوب منه لاستكمال ذلك التغيير، فهنا يجب على مجموعة المؤمنين بالتغيير أن يكونوا على تواصل عال بأفراد المجتمع العاملين به ."
"تكرارية لحظة التمرد " واستقرار مجتمع القيم المقاومة : كما أتحدث أيضا عن آلية تكرار لحظة التمرد الكبرى (في صفحة 161 من الكتاب): "آلية الوصول لتكرارية لحظة الحالة التحررية (اللحظة الثورية)، بعد الاستمرار فى ( تقديم ) وسائل العمل وأدواته المبتكرة، والمتجددة للناس،جعل ذلك (حالة) عامة ومتصلة ( لتتحول هى وتصبح معيارا جديا وثابتا للقيمة بعد أن شارك الناس فيها قبلا بوصفها معيار للتكيف السائد صنعه مجموعة المؤمنين بالتغيير ) ثم فى خضم- وأثناء تقديم- تلك الأدوات والوسائل، لابد من تحين الفرصة على فترات متباعدة،لاستخدام أداة قوية، يكون مستوى استجابة الناس ومشاركتهم معها عاليا، وقويا، وصلبا، ومؤثرا، وحماسيا، لدرجة تجعل مجموعة المؤمنين، تتخلص من فكرة استخدام "معيار التكيف". وتحول أفعالها ومبادئها القيمية لمعايير جديدة للقيمة ( نجاح الثورة القيمية)، وتصل للحظة التى عندها- وبعدها-تكون قد أكدت على بناء القيم المقاومة الجديدة ( الثقافة الثابتة ) لدى عموم أفراد المجتمع التى تعمل به من المصريين . بحيث تكون قد نجحت فى جعل إيمانها، ومبادئها حالة عامة، وفكرة ثابتة، خلقت لدى الناس القدرة، والرغبة فى الدفاع بمختلف الوسائل عن تلك الأهداف، والمبادئ الإيمانية، التي اكتسبتها فى المرحلة التحررية، كخطة، وعقيدة لها فى الحياة، لتطالب هي بالمزيد، ولا تتنازل عن حقوقها، وأهدافها التي اعتنقتها؛ لتصل لنقطة العقيدة الإيمانية الفعالة أو مجتمع القيمة المقاومة، وهو الهدف الكبير من وراء استخدام الحالة التحررية . وشكل هذه الأداة- بالطبع- متغير وليس ثابتا ( المهم أن يكون موقف ما يقوم فيه عموم المصريين فى المجتمع العامل به مجموعة المؤمنين، بالمبادرة، والدفاع، والمطالبة بأهداف الحالة التي صنعوها معا، فشكل هذه الأداة متغير، والوصول إليها قد يكون عبر عدة هضاب قبل الوصول لقمة الجبل، وذروة اللحظة، والحالة الإيمانية، وهذه تكون لحظة الوصول للحالة التحررية، وتكرارية لحظة التمرد، والهدف الذي عنده تكون مجموعة المؤمنين نجحت في التواصل مع عموم المصريين في المجتمع العاملة به وتكون قد خلقت حالة تحررية، واستطاعت الوصول لمجتمع إيماني، أو مجتمع قيمة مقاومة، ورافضة لما هو خارج عنها، وعن طبيعتها .. تتحرك باستخدام الإيمان الجهادى، أو القيمة، والإيمان المقاوم .. الذي يواجه إيمان المظاهر، والشكل، و عدم المواجهة الموجود لدى الشعب المصري .. وتكون قد خلقت قيم جديدة .. فى سبيل إصلاح الحال، والسعي في سبيل الله، والوطن، والأمة، وتقديم نموذج للحياة الكريمة أمام الإنسان المصري"
الصراع والصراع المضاد: وفي الصراع بين إعادة إنتاج لحظة التمرد الكبرى والنظام القديم/الجديد أقول (في صفحة 219 من الكتاب): "وعلى مستوى "تكتيكات" العمل، في سبيل إقامة الحجة، والبينة السياسية للانتصار، وإكمال الطريق لاستقرار الثورة القيمية، ومنظومتها فى "مصر"، فى مواجهة منظومة قيم التكيف، وإيمان "الطقوس والمظاهر" نستطيع أن نشير سريعا إلى" تكتيكين" رئيسيين وثالثهما- أيضا- فى هذا السياق العابر: - تكتيك "إعطاء الفرصة". - تكتيك "الموجات الثورية المتباعدة". - ذكاء اختيار " تكرارية لحظة التمرد الكبرى". فلابد من إعطاء الفرصة للناس لاختبار مواقف كل فصيل، وكل كتلة سياسية من الكتل الثلاثة التى هى : - بقايا النظام القديم، وجهازه البيروقراطى. - القوى النمطية المتحالفة، والمندمجة مع النظام القديم. - مجموعات المؤمنين بالثورة ،والمؤيدين لهم. "
محاولات وأد تكرارية لحظة التمرد الكبرى: وأقول عن ذلك (في صفحة 221 من الكتاب): "وفى خضم "الموجات الثورية المتباعدة" لابد من توافر الذكاء، والخبرة العملية فى اختيار المعارك الكبرى، ولحظاتها المختارة، وذلك يتم عن طريق فعالية قدرة مجموعات المؤمنين بالثورة فى التواصل مع الناس فى المحيط الاجتماعى الموجودين به، وقدرتهم على اختيار توقيتات لـ "تكرارية لحظة التمرد الكبرى" التى تبعث الرسائل للقوى المضادة للثورة عموما، فآلية لحظات التمرد الكبرى هى: سلاح الردع" الاستراتيجى" الرئيسى، وربما الوحيد، فى جعبة مجموعة المؤمنين بالثورة المستمرة لهدف تحرير المجتمع المصرى من براثن تراث التكيف، ونمط إيمان الطقوس، والمظاهر، المتمثل: فى نظام المستبد / المحتل . وفى أحيان كثيرة قد يلجأ نظام المستبد / المحتل لتفويت الفرصة فى إطار التصارع السياسى، وإقامة الحجة، والبينة، لعدم وصول مجموعة المؤمنين بالثورة المستمرة لتحرير "مصر"، من الوصول لـ"تكرارية لحظات التمرد الكبرى" إما عن طريق : - الاحتواء والرشاوى المسكنة بالحلول الجزئية . - طريق الفتنة وعمل الفخاخ الدموية للثوار . - استخدام العملاء من القوى النمطية الطامعة فى السلطة . وهنا يجب على الثوار: أن يكونوا بالذكاء الكافى لتفويت الفرصة على نظام المحتل/المستبد، وعملائه فى صراع إقامة الحجة، وكسب تأييد الناس، فأحيانا يكون التراجع، والانسحاب السريع مفيدا إلى حين، وأحيانا يكون فتح الصدر للموت هو: الطريق الوحيد، فهنا الذكاء السياسى فى إدارة معركة التصارع السياسى، وإقامة الحجة هو عامل الحسم" .
الانتصار بسلمية الثورة رغم التمرد وفخاخ الدماء: وأقول في ذلك (في صفحة 223 من الكتاب): "ويظل الإصرار على سلمية الثورة حتى آخر لحظة، والاحتماء، والانتماء للقاعدة الشعبية العريضة، والالتصاق بمنطقها القائم على سياسة "إعطاء الفرصة"، هو أذكى اختيارات الثوار، الذين يجب عليهم :أن يعبروا عن وجودهم من فترة لأخرى باستخدام تكتيك " الموجات الثورية المتباعدة " وبين هذه الموجات يجب أن: يسعى الثوار لمزيد من الفرز والانتخاب الطبيعى بينهم فى سبيل المزيد من التنظيم الساعى لتشكيل "البديل السياسى الثورى" للثوار، تحينا لعزل بقايا منظومة التكيف، وقيمها القديمة، ومن يمثلها، وذلك باستخدام ذكى لإحدى لحظات "التمرد الكبرى" التى سوف تكون هى لحظة استقرار مجتمع الثورة الجديد بغض النظر عن المدة مهما طالت، اعتمادا على "تطور الوعى" الشعبى، واختياراته المتراكمة فى صالح الثورة ."
هل يحفر النظام تحت قدميه طامعا في الذهب: سيحاول النظام القديم وممثليه – حاليا ومستقبلا- تفويت الفرصة علي الثوار كما أوضحت في كتابي مسبقا، عبر تكتيك المواجهة بالعنف وشحن الجماهير (تارة باسم الديمقراطية وتارة باسم الدين وتارة باسم الاستقرار ولقمة العيش)، ولن يتوانى الثوار عن بذل الغالي والنفيس في سبيل ما يؤمنون به، لكن ما أخشاه أن تكتيك السلطة الحالية في استخدام العنف (الذي يختلف عن تكتيك سابقه المجلس العسكري)؛ قد ينمي عند الثوار ويراكم في عقليتهم طريق وحيد للانتصار! الثورة ظاهرة مثالية والثوار لا يأخذون أحدا بجهالة؛ لكن إياك وأن تعطيهم المبرر المتكرر للمواجهة المباشرة! إياك وأن تحطم كل الجسور إلا جسر واحد! إياك أن تعتقد أن معركة ما كفيلة بالقضاء عليهم، لو كان الأمر كذلك لكان المجلس العسكري قد أفلح في معاركه مع الثوار؛ ووصل للحظة الانتصار في الحرب! "تمرد" هي إحدي محاولات الثوار لتقديم موجة ثورية كبري؛ لتصحيح المشهد السياسي ولـ "تكرار لحظة التمرد الكبرى"، من أجل التأكيد علي إصرارهم علي فرض المنظومة القيمية الجديدة؛ وتقديم النموذج الثوري البكر الذي عاجلا أو آجلا – في تمثلات مختلفة- سيتحول لنموذج "الثورة القيمية" السائدة، ليس في مواجهة بنية الاستبداد التاريخي في مصر وحسب، إنما منتجا حالة عالمية قادمة – في أشكال متعددة- ستعيد للإنسان المعاصر الكثير مما فقده، الثورة المصرية هي حالة تمفصل وتمركز كبري في تاريخ البشرية الحديث؛ وسوف تكتسب طليعتها – بالوقت والتجارب- المطلوب منها، للقيام بهذا الدور المنوط بهم.. في حملة "تمرد" هذه، أو التي تليها، أو التي تليها، الثوار الذين يتذكرون دماء رفاقهم سيصرون علي "تكرار لحظة التمرد الكبري" مهما طال الوقت، ومهما ظن الآخرون أنهم في أمان؛ الثوار رغم أنف الطامعين سينتجون النموذج العالمي للثورة القيمية التي ستقود – في أشكال وتمثلات متعددة- الفكر العالمي، ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة.
الخاتمة: المستقبل للثورة ولم أجد أفضل من الفقرة التالية لأختم بها، والتي جاءت فى خاتمة كتابي (ص 227) عل الرسالة تصل، وتتضح الصورة –نوعا- لدي النخب السياسية معارضة وسلطة؛ أن القادم سيأخذ طريقه ربما ببطء لكن بقوة وإصرار وعنفوان: "هل يمكن أن تكون الثورة المصرية هى المِؤسسة لفكرة: "الثورة القيمية" الأولى في التاريخ الإنساني الحديث! الثورة التي تستند لمطالب ودعاوى قيمية إنسانية عليا، سعيا لعملية "التحرر الذاتى" من أثر فروض وتراكمات السياق التاريخى المتعاقبة، يطالب أصحابها بها فقط لا لشئ سوى: التمرد على سلطة ومنظومة "قيم التكيف" التى يفرضها المستبد من جانبه، وتخضع بها طوائف وفئات الشعب فى مقابل "الدمج والتسكين الاجتماعى".. هل يحاول الجميع وئدها لما تطرحه من مشروع ثقافى، وقيمى سوف يقلب النظام العالمى المستقر رأسا على عقب ! أعتقد أن كرة الثلج تدحرجت ، تتطلب فقط بعض الوقت، وبعض الوعي؛ ليتأسس ذلك المنطق الجديد".
#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)
Hatem_Elgoharey#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مراحل الثورة وسيناريوهات ما بعد الإخوان
-
الثورة المصرية والنخب التاريخية
-
معادلة الاغتراب في شعر المنجى سرحان
-
ثالوث الصراع الثوري: المستبد- الثوار والمتكيفون
-
جدلية الانسحاق والصمود فى أدب التسعينيات
-
الثورة وصراع الأنماط البشرية: التصعيد والإزاحة
-
انتصار الثورة القيمية ومجموعات المصالح
-
حكايات غريب الثورة: عصام
-
الدافع السياسي لأحداث بورسعيد الأولى والثانية
-
الطريق إلى الاتحادية: دماء الثوار ومليشيا الوهم
-
من ديوان: الطازجون مهما حدث
-
طرق مطاردة الذات فى قصيدة النثر المصرية
-
25يناير2013 : سجال الأطراف الأربعة
-
-الحوار المتمدن- و-أنا علماني-
-
ذكروهم: التجمع الصهيونى فى فلسطين ومنظومة قيم - الطفرة - (mu
...
-
فى استراتيجية الثورة: الفرصة والفرصة المضادة
-
الثورة وإرث العلمانية والدين
-
الثورة والأيديولوجيا الشعبية والوعي الانتقائي
-
المسارين الثوري والسياسي: بين التكيف والتمرد
-
-محمد محمود- الماضى والمستقبل
المزيد.....
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|