مصطفى ساهي
الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 13:14
المحور:
الادب والفن
سأتلو عليكم حكاية روح بددتها الايام بعدما انجبتها اليقظة ..
اليقظة المرة التي تقول... (غائبٌ انت دائما) ..
غير ان الفجر ردائي ، والظهيرة حقابئي .
كان الجوع ينتزع قوانا .. والخوف يسدل نقابه المظلم على اعيينا واذاننا ..
اما اليوم فقد كثر الحديث وتبدلت الادوار .. وضجرت قلوبنا رؤية التكلف والرياء وتعبت اذاننا سماع الكلمات .. وحملتنا الافتراضات كالبحر الغاضب الى اعماقها .. حزننا ليس كملثله ُ شيء.
لانك َ ابن الشرف الموروث ..
ولانني ابن الكلمات المقدسة ..
لاننا ابناء السماء التي انجبنت الشهادة .. يجب ان نتصارع .
لماذا يموت الفقير بأسم الشهادة وهو حالماً ببيت السعادة ؟
لماذا نتنفس الموت ؟
لماذا نقطع يد الاماني ونستبدلها بأيدي الوهم التي تقبض على ارواحنا ؟
لماذا لا نلمس الحقيقة بأرواحنا حتى وان كانت عقولنا قد تعودت المرض وهي تردد اغاني الغيب ؟
لماذا لا نقف امام شمس المحبة لكي تطهرنا اجسادنا من امراض يد الغيب التي طعنتنا الاوهام ؟
لنحيا الحياة ولتحيا بنا ، ولنموت عشقاً كي نحيا ابداً .. ولنلقي الذات المريضة ببئر الاوهام ونحن نردد صلاة المحبة و نغني الجمال . فمن المؤلم ان نعيش الوهم والحياة اغنية جوهرها الروح الخالدة ابداً ..
ومن المؤلم ان لا نعيش انسانيتنا وننكر ذواتنا بتقديمها قرباناً للغيب .
ومن المؤلم ان تستسلم عقولنا وتهجر الحياة اجسادنا ويسكنها اليأس والقنوط .
ومن المؤلم ان نكتشف وبعد هذه السنوات الطويلة من حياتنا اننا مجرد صورة معلقة على جدار الماضي نمثل ما (كان) قبل ان نولد ولا توجد اي اثار لاقدامنا في ازقة الحياة .
اوليس الابداع هو ان تكون (انت) انت فقط .. مجرد من السنن المكتوبة والنواميس الموروثة ؟
الكلمة موجة هواء تتحرر في الفضاء .. نعم يا اصدقائي والطائر يهجر عشه متى ما يقوى جناحيه ويرى اسراب الطيور تحلق في السماء .
مصطفى ساهي
#مصطفى_ساهي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟