أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي أوحماد - النائب ، التلميذ واللوح الأسود















المزيد.....

النائب ، التلميذ واللوح الأسود


علي أوحماد

الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 06:19
المحور: كتابات ساخرة
    


لايختلف إثنان حول حق النائب ( نائب وزارة التربية الوطنية ) في زيارة مؤسسات تعليمية تقع ضمن تراب الإقليم الذي يشرف عليه، للوقوف على السير العادي للعملية التعليمية / التعلمية برمتها ويرصد مواطن الخلل ويصححها ومكامن القوة فيثمنها ويشجع ها. ، متنقلا مفردا على متن سيارة الدفع الرباعي الفارهة الكحلية والموسومة بالمغرب الأحمر والمكيفة وهو في أبهى حلة وزينة، حليق الوجه مصفوف الشعر.. ويلج الأقسام وحجرات الدرس متقمصا دور المدرس والذي خرج من جلده نائبا وهو بعد في مقتبل العمر...وإن ذكر بأنه كان معلما استشاط غضبا كأن الذي رفع شوقي قيمته - شعرا - حتى بوأه منزلة الرسل فاستحق الإحترام والتبجيل وصمة عار، فالويل والثبور لأمة حطت من قيمة المعلم حتى صار بطلا / مرغما في نكات تلوكها الألسن ومغتصبا لبراءة الطفولة ونموذجا في الشح والبخل يحتدى وجلاد أطفال...في هذه الزيارات يمارس النائب ساديته على المعلم المغلوب على أمره فهو "الحمار المربوط" و"الحائط القصير" وما أسهل أن يذل وتمرغ كرامته في الأرض! !
هل تناسى ( السليفاني ) أن له ما يكفي من أطر المراقبة التربوية يتقاضون أجورهم مقابل المهام المنوطة بهم والموكولة اليهم وهم رهن إشارته وطوع بنانه، فهل تواضع ليمارس مهام غيره ، أم هي المسؤولية الملقاة على عاتقه يستشعرها فادحة/ ثقيلة يسأل عنها أما م الديان الذي لايموت؟؟ أم امتثل لقول سيده ( الوفا) [ إني أريد نوابا في الميدان وليس نوابا في مكاتب مكيفة] ... وقد أول كلام الوزير تأويلا يتماشى ونزعته السلطوية...كثيرا ما كنت أسمع جدتي تقول لأبي( إذا كنت سائق قطيع من البغال فيكفيك أن تضرب بالسياط واحدا ليمتثل الباقون لأوامرك..رحم الله جدتي! فأن يتنازل النائب - تواضعا أو تكبرا- ليسائل المدرس ويختبر التلاميذ الصغار على اللوح الأسود فهذا - لعمري - حرج لايوازيه حرج للأطراف المكونة للعملية ( النائب والمدرس والتلميذ) ، إسألوا من مارس التدريس بالمستويات الدنيا ليجيبكم كيف يخجل التلاميذ ويرتبكون إذا باغتهم ضيف وأقلق راحتهم فيلجأون الى الصمت المطبق وكأن الطير فوق رؤوسهم فمابالكم إذا كان الضيف هو النائب بشحمه ولحمه وقده وقضيضه ؟
إن لزيارة المدرس بمقر عمله وبين تلامذته أدبيات وممارسات لايفقهها إلا من أوكلت اليه مهمة المراقبة التربوية وتمرس على فنونها. أما مراقبة المدرسين بهذه الطريقة الأفقية الفجة والسمجة وبهذه المقاربة الأمنية المتخلفة فلن تجدي نفعا بل ستترك ندوبا وكلوما لن تندمل وستعمق الهوة بين المسؤول عن الشأن التربوي بإقليم أوضاض وبين مدرسي التعليم الإبتدائي الذين يضحون في قرون الجبال وأعماق الوديان ......
جميل ورائع أن يغادر النائب مكتبه أو داره ليؤدي واجبه المهني والتربوي ولايركن الى القاعات المكيفة والكراسي الوثيرة الدوارة ليلفح خده قر الصباح أو يحرقه هجير الزوال..ولكن السوء أن يساهم سلوكه الأرعن في زحزحة استقرار المنظومة التربوية فله مايكفي من زبانيات يقدمون التقارير حول وضع التعليم. ونقول دون خجل أو مواربة لا للتسيب والإخلال بالواجب  ولا أيضا للمارسات السادية والمستفزة للمسؤول فالأطفال أمانة في أعناقنا جميعا وإن اختلفت المهام .
انتهى الى علمي أن النائب زار مناطق متفرقة من الإقليم من [برتات] الى تخوم [جبل معسكر] و[إيتزر] ولاشك أنه تأثر بما / لما رأى حتى انفطر القلب فهل قدم حلولا لما عاين أم بقيت دار لقمان على حالها وعاد خاوي الوفاض الى نيابة إقليم أوضاض ؟
في نقاش مفتوح وصريح مع نقابي حول زيارة النائب المستفزة وما تتركه من آثار سلبية في نفوس من زارهم او زأر في وجوههم دافع النقابي باستماتة عن حق النائب في زيارة المؤسسات التعليمية باعتباره الرئيس المباشر، والحق أن رد النقابي فاجأني إذ عهدته مدافعا عن نساء ورجال التعليم وعجبت لأمره.فمن حق الوفا أن يزور مدرسة ويقيم أداء معلمة بصفر وتحت أعين الصغار ويتهكم منها !!!
تعالى أيها النقابي الى كلمة سواء بيننا فهل زار النائب إعدادية أو ثانوية واختبر أداء الأساتذة في الرياضيات والفرنسية والفلسفة، أظن أنه لو تجرأ وفعل لقامت الدنيا ولم تقعد وارتفعت الحناجر بالتنديد والإستنكار..فالمدرس في التعليم الإبتدائي سبب بلائنا وتردي أوضاع المغرب..
إن للنائب اختصاصات يمارسها وله مشروع يدبر من خلاله مشاكل الإقليم وهمومه واختلالاته بما لايدع له وقتا لمثل هذه الزيارارت البوليسية، فكم من الحجرات الهشة وكم من أطفال حرموا من التدرس لأيام وشهور وكم من إعدادية تشتعل فتنة ؟ نتساءل وبحرقة وغصة هل تم زواج المتعة بين النقابة والنائب الجديد الذي سبقته العاصفة ورفعت له أعلام الولاء وبيارق الإنبطاح ودقت له الطبول وانحنت له الهامات نفاقا وتملقا...ماهي القيمة المضافة لهذه الزيارات وأين دور رؤساء المؤسسات ولجن التفتيش....هل غيرنا كيكيش بمن هو أسوأ منه فلم نسمع أن كيكيش زار أحدا في قسمه...!
على النقابات إذا امتلكت ذرة من الحياء والتزاما بعهدها ووعدها أما م القواعد والمنخرطين أن تصفي تركة كيكيش كشرط للحوار مع النائب الجديد فهو أول الشرط وبه نبدأ وبه الختام أم هي مغازلة لنيل الحظوة...ولأكمل فاسمحوا لي أن أسرد عليكم الواقعة التالية لعل فيها عبرة ودرسا ينفعنا :
(... وكما تم الإتفاق ، وفي اليوم المقرر ، حل النائب رفقة وفد رفيع المستوى بمكان الحفل ووجد أمامه طفلة جميلة تستقبله وبالورود وتبتسم في وجهة ببراءة الطفولة ،في هذه الأثناء تقدم مدير المجموعة المدرسية للسلام على النائب قائلا:" مرحبا بالسيد عبد الكامل الحبابي " فاستشاط النائب غضبا واختفت الإبتسامة التي كانت تورد وجهه فرد بنبرة غضب وحزم :" هذا ليس عبد الكامل الحبابي ، هذا وزير التربية الوطنية " ولكن المدير لم يترك له مجالا للمراوغة فأجابه :" أنا ناديتك بأحب الأسماء التي اختارها والدك أما النائب فلقب مهني سائر الى زوال لإن دوام الحال من المحال" تقبل النائب الرد على مضض وهم بمغادرة المكان لولا أن ثناه بعض مرافقيه عن الفعل ).



#علي_أوحماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي أوحماد - النائب ، التلميذ واللوح الأسود