أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زردشت صابر - شعارنا في سوريا نعم للتغيير .. لا للتجميل















المزيد.....

شعارنا في سوريا نعم للتغيير .. لا للتجميل


زردشت صابر

الحوار المتمدن-العدد: 1180 - 2005 / 4 / 27 - 11:28
المحور: القضية الكردية
    


ليس سرا ان الصراع في الشرق الاوسط يتوجه نحو الالتهاب والتطور اكثر فاكثر ,وبدات الانظمة التي تريد الحفاظ على الوضع الراهن بمحاولات تدارك الامر درءا لاخطار اكبر بعد ان تاكدت انها لا تستطيع الاستمرار كالسابق ,وانه بات لزاما عليها ان تجهز خطط التحول بدلا من ان يتم الامساك بها في وضع غير مهيا فتدفع الفواتير غالية جدا , ولهذا بدات تصرح انها ستتغير في محاولة منها للالتفاف على الحقائق او ذر الرماد في العيون ,وان كان علينا ان لا نهمل احتمالات امتلاك بعض الجدية في التغيير حين اقتنعت انها ان لم تتغير ستغير رغما عنها .
الاحداث تتوالى بسرعة , القرار 1559 والانسحاب السريع لسوريا من لبنان ,واخراج سوريا من دائرة الحلول المطروحة في الساحة الفلسطينية لدرجة عدم دعوتها الى مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد لهذه الغاية , ,والضغط باتجاه حذفها من المعادلة العراقية واستمرار التهديدات عبر الورقة اللبنانية وتحديدا في العلاقة مع حزب الله , بالاضافة الى لجنة التحقيق الدولية حول مقتل رفيق الحريري المهياة لكل الاحتمالات التي قد تطال سوريا بشكل جدي وستخلق لها مشاكل صعبة بسيناريو اشبه بسيناريو لجنة الكشف عن اسلحة الدمار الشامل في العراق , ويجب ان لا ننسى مسالة التحقيق في قضية لوكربي وتبعاته على ليبيا وما الت اليها في سياساتها الخارجية بدات المقولات الاخيرة من ان سوريا تتناقض مع المجتمع الدولي وجهود احلال الديمقراطية في المنطقة ,لتصل الان الى مقولة ان ربيع الديمقراطية في الشرق الاوسط سيمتد من طهران حتى بيروت ,وطبعا يبقى العراق نموذجا .
بدات سوريا بالتحرك ووعدت بتحركات اكثر واصلاحات اوسع واعمق خصوصا على المستوى الداخلي لكن العبرة تكمن في مدى جدية هذه التحركات وابعادها ,هل هي مجرد عمليات تجميلية محدودة لتجاوز الضائقة وفك الخناق ,ام ان الامور ستتطور بوتائر اشد واكثر جدية .تغيرات على الساحة الخارجية عمليا ترافقت بوعود على الساحة الداخلية تضمنت برقيات ورسائل خاصة عبر اطلاق سراح المعتقلين على خلفية احداث اذار الماضي ,
هل يمكن وضع الحلول الكاملة بهذا الشكل ,لا بالتاكيد وتبقى المهمة معلقة وستشكل عنصر تهديد دائم سيقوض الحياة برمتها وستكون السلطة نفسها الضحية ,رغم ان الجميع بات يدرك مقدار مقاومة الحرس القديم للنغيير ,لدرجة وقوفها حجر عثرة في طريق ما ترغبه القيادة من تحولات لانها تدرك استحالة الاستمرار بهذا الشكل .
لا بد من خطوات جدية ربما يمكن انتظار بعضها الى مؤتمر حزب البعث الا ان الكثير مما يجب ان يتحقق الان لا يزال ينتظر رغم الالام .استمرار حالة الطواريء والاحكام العرفية وغياب قانون الاحزاب السياسية والضغط على مؤوسسات المجتمع المدني ,والتسلط الامني الفاحش الذي وصل الى حد ازعاج السلطة نفسها ,وفوق كل هذه الامور تظهر قضية الشعب الكردي التي تفرض نفسها مقياسا لمصداقية التحولات الديمقراطية لما تمتلكها هذه القضية من ابعاد سياسية واجتماعية وحقوقية واخلاقية ,ليس هذا فحسب بل تبقى في وضعها الراهن مهياة للالتهاب في اية لحظة خصوصا في ظل التطورات الراهنة .
تطورات الوضع مرتبطة بالاجابة على اسئلة عديدة تشكل جوهر القضية ,لان الشعب السورى بمقدار تعطشه واحتياجه للتغيير ,بات بحاجة الى ان يقتنع فعلا برغبة السلطة في التغيير لان عامل الثقة انهار لدرجة العدم خلال السنوات الطويلة وخصوصا عدم ايفاء الرئيس الجديد بشار الاسد بوعوده في خطاب القسم وما تلاه .
التغيير مطلوب من الرئيس قبل اي هيئة اخرى ,وان كان لا بد من الاشارة الى فريق عمله ايضا الذي يتبنى التجديد والتغيير ,واذا ادركنا حقيقة الدولة العميقة في سوريا ومقدار تنظيمها وسيطرتها على المفاصل الاساسية في الدولة ,حينها يتبادر الى الذهن تساؤلات عميقة ومحقة توضح من خلالها مستوى جدية وحقيقة رغبة القيادة السورية التي يتوجب عليها ويفترض اصلا انها قد ادركت ان المقاومة والاصرار على الوضع الراهن يعني نهايتها .
هل ان فريق عمل الرئيس قد جهز نفسه لمعركة المواجهة مع الحرس القديم او دولة العمق ان صح التعبير ,وهل هو نفسه مستعد لفتح كل الملفات الحساسة الهامة لاعادة صياغتها من جديد بشكل يتناسب مع العصر , وهل يمتلك القدرة وقوة القرار على المواجهة ؟؟
اسئلة صعبة ومعقدة لكن الاجابة عليها حياتية بكل تاكيد ,ما حدث حتى الان هي مجرد اشارات لا تلبي الطموحات لا بل خلق شكوكا جادة حول الرغبة الاصيلة في التغيير ,لان هناك مهمات عاجلة يجب تنفيذها بسرعة الانسحاب من لبنان كانهاء حالة الطواريء مثلا ,وقضية منح الجنسية للاكراد الذين انتزعت منهم جنسياتهم سابقا والى ما هنالك لانها مهمات لا تقبل التاجيل ,ولانه تنتظرها مهمات كثيرة جدا هي بحجم الثورة الديمقراطية ان صح التعبير .
ملفات دول الشرق الاوسط كلها مثقلة بالمشاكل القومية والاثنية والمذهبية بالاضافة الى غياب الديمقراطية والحريات والانهاك الاقتصادي وصولا الى تدني مستوى المعيشة ,
بالتاكيد ان مخاوف التغيير جادة وان القوى المحافظة قوية في بنية الدولة بامتداداتها لكنها باتت تفتقد الى اية مساندة او دعم جماهيري ,وحتى اذا كانت القوى الديمقراطية لا تزال دون المستوى المطلوب وانه عليها ان تجهز نفسها لدعم معركة التجديد والاصلاح الحقيقي والديمقراطي التي ستستمد قوتها المتعاظمة من التفاف الجماهير الواسع والصادق حولها ,وهنا لا بد من التاكيد على ضرورة كسب ثقة وتاييد الشارع الكردي بمنظماته وجماهيره الى جانب التغيير ,لكن لا بد اولا لقوى التغيير ان تتجاوز نظرة السلطة السابقة للكرد والقضية الكردية ,وان تتناولها بمنطق ديمقراطي حقيقي يؤمن للكرد حقوقهم دون ان تخشى في ذلك من حقيقة هذا الشعب الذي وقف دائما موقفا وطنيا وديمقراطيا ملتزما ,وان تتخلص من النزعات الشوفينية القومية وتتصدى لاصحابها لتامين وحدة الشعب السوري في انطلاقته نحو الديمقراطية ,اي لا بد من تضامن جاد بين كل قوى التغيير الديمقراطي في سوريا دون التفريق بين القوميات والاثنيات والاديان والمذاهب .
لقد خرجت سهام التغيير من مخادعها ,وطلقة التغيير خرجت من حجرة الانفجار ,ولم يعد بالامكان ايقافها او اعادتها للوراء ,فلنكن قادرين على توجيهها نحو الهدف الصحيح .... والا ....
المعركة كبيرة لكنها مصيرية ,وكل المقدمات ترشح انتصار الديمقراطية بمحركات داخلية ,والا فان مسؤولية تعرض البلد لاي خطر اخر يتحمله المحافظون الرافضون للتغيير بالاضافة الى من يتقاعس او يقف في وجه عملية التغيير والتجديد والاصلاح الديمقراطي .
15/نيسان/ 2005 زردشت صابر



#زردشت_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة لاحترام الكلمة
- لماذا لا يتغير الكرد
- سورية والكرد .... الى اين ؟


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زردشت صابر - شعارنا في سوريا نعم للتغيير .. لا للتجميل