|
المرأة الايرانية ستعود لممارسة دورها الکفاحي
فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 23:48
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لاغرو من أن النظام الديني المتزمت في إيران و طوال العقود الثلاثة التي مرت على تأسيسه، قد إنتهج سياسة صارمة بإتجاه تقليص مساحة الحريات العامة و الالتفاف على أسس و مبادئ حقوق الانسان من جانب، ومارست ضغوطا استثنائية غير مسبوقة في التأريخ الايراني المعاصر ضد النساء الايرانيات بحيث قام بسلبهن أبسط الحقوق و جعل منهن مجرد ظلال بشرية لا دور حيوي و اساسي لها على أرض الواقع. الثورة الايرانية التي إندلعت اواخر العقد السابع و تکللت بالانتصار بإسقاط النظام الملکي، تؤکد معظم مصادر الباحثين و المختصين بتأريخ الثورة ان النساء الايرانيات لعبن دورا کبيرا جدا فيها الى الحد الذي کان بمثابة أحد الاعمدة الاساسية القوية التي مهدت لإستمرار الثورة و إشتداد ضرامها لغاية إعلان إنتصار الثورة، والذي کان مؤملا و متوقعا بعد هذا الدور الحساس و الحيوي للنساء الايرانيات في الثورة هو أن يحصلن على حقوق و إمتيازات اکبر و اوسع من تلك التي حظين بها في العهد الملکي، غير ان الذي جرى کان خلاف ذلك تماما، إذ تؤکد معظم الادلة و الشواهد عند مقارنة حقوق النساء الايرانيات و إمتيازاتهن في عهد الشاه مع العهد الديني الحالي، أن النساء الايرانيات قد تمتعن بما يمکن وصفه بعصرهن الذهبي في زمن الشاه، أما إذا قمنا بمقارنة مسائل الحرية و حقوق الانسان في العهدين أيضا و بنفس الطريقة فإن النتيجة هي أيضا لصالح نظام الشاه، فهل يعني أن النظام الملکي کان إيجابيا و ان الشعب کان على خطأ عندما ثار عليه؟ الحق ان الشعب لم يکن على خطأ بل انه کان على صواب تام فهو کان يواجه نظاما قمعيا حاول من خلال مسايرة الغرب و التملق لهم بمنح النساء قدرا کبيرا من الحقوق قياسا لبقية دول المنطقة الاخرى، لکن المرأة الايرانية التي کانت ترى الجوانب السلبية الاخرى للأوضاع و ترى القمع الذي تمارسه الاجهزة الامنية و خصوصا جهاز السافاك"مخابرات النظام الملکي"، فإنها کانت تدرك أن النظام يسعى لإستغلالها کوسيلة لبلوغ غاية و ليس کإيمان بها و بحقوقها. الذي جرى في عهد الملالي، انهم و بعد أن قاموا بمصادرة الثورة و إختطافها من الشعب الايراني و من قواه الوطنية التي شارکت في صناعة ملحمة الثورة، رأوا في أن بقاء المساحة الممنوحة للنساء على حالها کما کان في عهد الشاه، أمر لن يکون في صالحهم أبدا، ولهذا فإنه ليس من الغريب أبدا أن تکون الخطوة الاولى التي خطاها نظام الملالي بعد أن سيطر الى حد ما على زمام الامور هي مبادرته الى إعلان فرض الحجاب على النساء، وقد کان من الطبيعي جدا أن يبادرن النساء الى تنظيم تظاهرة ضخمة ضد هذا القرار الرجعي المجحف بحقهن، والذي لفت النظر أن منظمة مجاهدي سارعت الى تإييد النساء بل وانها شارکت الى جانب المتظاهرات ضد ذلك القرار، وهو ماأثار ضغينة و حقد الملالي على النساء الايرانيات و منظمة مجاهدي خلق في وقت واحد و إنتهجت سياسة خاصة ضد هذين الطرفين بصورة خاصة و ضد الشعب الايراني ککل بصورة عامة. الذي يبعث على السخرية أن واحدا من أعمدة النظام الديني وهو هاشمي رفسنجاني ومن دون أن يشعر بذرة من الخجل يعلن بأن إيران کانت تحظى بإحترام و تقدير و هيبة دولية أکبر من تلك التي تحظى بها الان في ظل عهدهم القمعي الاستبدادي الارعن، بل وان الانکى من ذلك بکثير أن النساء في ظل هذا الحکم المتخلف الذي يتعامل مع شعب متحضر و عريق کالشعب الايراني بعقلية قرو ـ وسطية، قد وصلن الى مستوى لايحسدن عليه بالمرة ويکفي أن نشير هنا الى تقرير لصحيفة"فورين بوليسي" التي أشارت الى أن النظام الديني الذي يفرض نمط حياة يروج للفضيلة تنحدر الى سلوکيات منحرفة و تفشي للدعارة بشکل علني، وليس هناك من داع للتعجب و الاندهاش مما ذکرته هذه الصحيفة لأنه وقبل أکثر من خمسة أعوام بالتمام و الکمال، ذکرت مؤسسات و مراکز بحثية من داخل إيران ذاتها بأن هناك قرابة 250 ألف بائعات للهوى في طهران ينتشرن ليلا في شوارعها و يعرضن أجسادهن للبيع، والغريب أن أغلبية ذلك العدد و کما ذکرت تلك المؤسسات و المراکز البحثية لسن راغبات في ممارسة ذلك العمل الرذيل وانما مظطرات بسبب الاوضاع الاقتصادية السيئة، لکن هذا العد و کما تؤکد نفس تلك الجهات و مصادر مستقلة قد تجاوز النصف مليون في طهران و إنتشر في المدن الاخرى کإصفهان و تبريز و آراك و يزد وغيرها إنتشارا غير مسبوقا وعلى مرئى و مسمع من النظام الذي لايهمه متاجرة النساء ليلا في الشوارع بأجسادهن بقدر مايهمه الذي من الممکن أن يفعلنه ضد سياساته في الساحات العامة في وضح النهار! الغبن الفاحش الذي لحق بالنساء الايرانيات في العهد المظلم للملالي، لئن نال منهن و دفعن ثمنا باهضا جدا تبعا لذلك، لکن من الواضح أن النظام لم يتمکن من إخماد الصوت النسوي الايراني و إسکاته مثلما نجح في جوانب أخرى، ذلك أن النساء مثلما أدين دورا يکاد أن يکون اسطوريا في قيام و إنجاح الثورة الايرانية عام 1979، فإنهن مؤهلات للقيام بنفس الدور ولاسيما في هذه المرحلة الحساسة جدا والتي تحاول المقاومة الايرانية جهد إمکانها إعادة المرأة الايرانية لذات موقفها و مکانتها الطليعية التي إضطلعت بها في الاحداث السياسية البارزة في إيران، وان خطابات السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية تمثل تجسيدا کاملا لهذا السعي ولاسيما وان السيدة قد شددت کثيرا على دور المرأة الايرانية و اکدت بأن حرية المجتمع مرهونة و مرتبطة بتحرر المرأة نفسها، لکن الرسالة الاکثر أهمية من ذلك و التي توجهها المقاومة الايرانية للمرأة لکي تعود الى ممارسة سابق دورها الکفاحي الطليعي يتجسد في کون ان غالبية الکوادر القيادية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و طليعتها منظمة مجاهدي خلق و في مقدمتهن السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية هن من العنصر النسوي، وان هذه الرسالة قد إستلمتها المرأة الايرانية و استوعبتها جيدا وان الايام القادمة ستثبت ذلك من دون أدنى شك.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دعم الشعب و المقاومة الايرانية خيار الحسم
-
الذئاب تنهش ببعضها
-
أزمة لامخرج منها إلا بالسقوط
-
قد يکون تقريرا للمصير
-
هل هي مسرحية جديدة في إيران؟
-
قلق کبير في طهران
-
حزب الله اللبناني يعني ملالي إيران
-
القنبلة الذرية خيارهم الوحيد
-
المتصيدون في المياه العکرة
-
منطق دون منطق النعامة!
-
الضمان الاقوى لنهاية النظام الايراني
-
لاتستبعدوا أسوأ الاحتمالات من نظام الاسد
-
مهزلة الانتخابات القادمة في إيران
-
هل سيبقون للعام 2014؟
-
ليسوا أهل حوار و منطق
-
وقاحة التستر على جريمة علنية
-
إستنساخ نهج المصائب و الويلات
-
سوريا من دولة ذات سيادة الى محافظة إيرانية!!
-
شهداء الحرية بقذائف الظلم و الاستبداد
-
خيارات نظام آيل للسقوط
المزيد.....
-
ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري
...
-
الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
-
غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال
...
-
-المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير
...
-
حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام
...
-
أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
-
سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|