صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1180 - 2005 / 4 / 27 - 08:53
المحور:
الادب والفن
لِمَ لا نبني عرزالاً هناك؟!
7
... .... ....
شحوبٌ طاغٍ
فوقَ جبهةِ المنازلِ
فوقَ أعناقِ المدائنِ
فوقَ أشجارِ التُّوتِ
في حوشِنَا الفسيحِ!
شحوبٌ ينخرُ جذوعَ الدَّالياتِ
يتشرشرُ في جداولِ المياهِ
أنينٌ متواصلٌ
في قاعِ الزَّنازينِ
هرَّ وبرُ الأرانبِ
وبرُ السَّناجبِ
هرَّ العمرُ كأوراقِ الخريفِ
وقفَ الموتُ على قارعةِ الحياةِ
مهلّلاً لأطفالٍ
من لونِ البراعمِ
زمنٌ مِنْ لونِ الكآبةِ ..
مَنْ يستطيعُ أنْ يهدِّئَ
ضجرَ الرُّوحِ؟!
البارحة طوالَ الليلِ
لم يتوقَّفْ
صهيلُ الأحصنة
صهيلٌ مبحوحٌ من الأوجاعِ
أريدْ أنْ أغسلَ روحي
بندى الياسمين
أريدُ أنْ أنامَ تحتَ العرزالِ
هناكَ على ضفافِ الذَّاكرة البعيدة
على ضفافِ دجلة
هلْ ثمّةَ عرزال
على ضفافِ دجلاي؟
عَجَبٌ!..
لِمَ لا نبني عرزالاً هناك؟!
عندما تضيقُ بكَ الدُّنيا لا تيأْس
إبقَ واقفاً كأشجارِ السّنديانِ
كن شامخاً كأشجارِ النَّخيلِ
تحدَّ جبابرةَ الكونِ
لا تنسَ أنَّكَ ضيفٌ عابرٌ في الدُّنيا!
ابتسمْ قبلَ أن تموتَ
واقفاً كالسّنديان!
... ... ... يُتْبَعْ!
مقاطع من أنشودة الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟