أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - النكبة في شعر جمال قعوار














المزيد.....

النكبة في شعر جمال قعوار


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 23:45
المحور: الادب والفن
    


النكبة في شعر جمال قعوار
شاكر فريد حسن
يعرف القراء جمال قعوار اديباً وشاعراً رقيقاً وشفافاً مرهف الحس ملتزما بقضايا الوطن والجماهير ، ويمتلك مخزوناً ثقافياً وموروثاً ادبيا واسعاً . فهو شاعر الهم والمأساة الفلسطينية ، التي عاشها واحسها على جلده وكان شاهداً على احداثها وفصولها ، ويؤمن بقضية شعبه العادلة التي ينافح ويدافع عنها من خلال ادواته التعبيرية .
وهو ابن الناصرة زنبقة الجليل وبلد المسيح ومدينة التأخي والتسامح ، التي ارتوى من عذب مائها ، وتنفس من نسيمها ، وسحرته اشجارها وازاهيرها وخمائلها وطيورها وحدائقها الغناء .. افليس هو القائل :
على ثراها الطيب درجت طفلا وصبي
نسيمها من عنبر وتربها من ذهب
والخير في جليلها ملوح للنقب
وجمال قعوار كغيره من شعراء فلسطين كتب اشعاراً في النكبة الفلسطينية ، التي مزقت الاشقاء والاهل والاحبة وفرقت ابناء الوطن وجعلتهم يتشردون ويتناثرون في الكهوف وفي الخيام ، حتى في العراء ، يعانون الاغتراب والشقاء والحرمان ووجع الغربة . وقد احتلت مأساة النكبة والتهجير والترحيل قلبه ، ولها خصوصية وسمة بارزة في شعره .
وفي قصائده نجده يصور فجائع النكبة والخيام ويصف خروج ونزوح اللاجئين الفلسطينيين تحت الشمس المحرقة وتشتتهم، حيث تبعثر السبي ممزقاً كالجنائز بلا قبور . ويتحسس اوجاعهم والامهم وينقل صورة من صور الشقاء والبؤس والعذاب التي يعيشونها في خيام القهر والتشرد ، بعد ان كان لهم بيت وحديقة وبيارة برتقال، فاضحوا اجساداً عارية ويكاد الجوع يقتلهم .. فيقول :
وخيمة اهلها يا طول بعدهمو !
وما يعانون من بؤس ومن شظف
ينال غير همو التمرات يانعة
يا ليت يبقى لهم بعض من السعف
لا عشت ام كان شعري غير مكترث
ولم يصور مآسيهم ولم يصف

ويتأجج الحزن والاسى في فؤاد جمال قعوار عندما سقطت فلسطين واغتصبت ارضها وشرد اهلها ، بعد ان كان بلبلاً غريداً يملأ الأجواء بصوته العذب ، وبعد ان كان شعره يفيض نغماً ويتردد على شفاه الحسان .. لنسمعه يقول :
مرت رياح الحزن تحمل قصة
شهق الوجود لبوحها وتنهدا
هذي ربوع الحب عطلها الأسى
وحدائق الأحباب أغفلها الندى
وبيوت اهلي أقفرت من أهلها
وغدت مقاماً للغريب ممهداً
يا قلب فاحتضن الأسى وأضف الى
جرح الهوى جرح الضياع مجدداً
وأنا الذي كنت الهزار مغرداً
ولنصرة الحب السعيد مجنداً
ولأجل من أهوى بعثت قصائدي
نغماً على شفة الحسان مردداً
لأخلص الأيام من موج الأسى
وأتوج الحب المنمنم سيداً
جمال قعوار شاعر وطني رغم محاولات البعض من ذوي القربى نزع هذه الصفة عنه ، وقد كرس عدداً من قصائده للحديث عن احوال واوضاع اللاجئين من شعبه بحرقة ولوعة واخلاص ووعي ، وفي هذه القصائد تتبدى روحه الانسانية المرهفة الواعية بما فيها من نبل وصفاء ، وروح الرفض والنقمة على المحتل مغتصب الارض والهوية .
ان القصيدة القعوارية مفعمة بالعبق الفلسطيني الجليلي ، الماً ووجعاً ووجداً وحلماً ومعاناة ، وتقدم بحس عميق ما يختلج في قلبه وصدره من عواطف وطنية وانسانية جياشة . وما يميزها اللغة الحية الجميلة والتعبير المركز والدفء والشفافية والبساطة والعفوية والجمالية والاحساس المفرط والدفق الوجداني والابتعاد عن الصور الشعرية المعقدة.
صفوة القول ، جمال قعوار شاعر واضح المعالم ، مضطرم العاطفة ، وقصيدته فيها مسحة من الخزن والمرارة والغربة الروحية ، وهو متمكن من التعبير عن المه الخاص والعام في مزاوجة بين بساطة العبارة وعمقها .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوبى ليارا عباس شهيدة المعركة ..!
- يافا عروس فلسطين..!
- صرخة سامية فارس ومأساة المبدع الفلسطيني ..!
- أبو علي شاهين يموت واقفاً كالأشجار ..!
- ورحل فارس الصحافة وعاشق القدس ناصر الدين النشاشيبي ..!
- 65 عاماً على النكبة ، والتغريبة الفلسطينية متواصلة ..!
- المطلوب لجم عناصر -حماس- وممارساتها القمعية ..!
- صفد عروس الجليل .. حاضرة في الغياب !
- كي نتذكر ولا ننسى ... اللد مدينة التاريخ والعراقة!
- كي نتذكر ولا ننسى / مدينة الرملة في القلب ..!
- من أطلق النار على سيارة النائب في التشريعي ماجد أبو شمالة .. ...
- لماذا منعت اجهزة -حماس- آمال حمد من السفر الى رام الله ..؟!
- مظاهرة حيفا/ صرخة غضب ضد العنف المجتمعي !
- الفارس عبد الرزاق المجايدة يودع فلسطين ويرحل..!
- ليتوقف قمع الحريات في قطاع غزة..!
- أبو علي شاهين وزيارة هنية التقديرية!
- لا أهلاً ولا سهلاً بالقرضاوي شيخ الفتنة ..!
- مغزى وأهداف العدوان الاسرائلي على سورية
- لا للمبادرة القطرية - الامريكية الجديدة ..!
- صدور عدد نيسان من مجلة -الإصلاح- الثقافية بحلة جديدة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - النكبة في شعر جمال قعوار